ـ[أبو سهيل]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 04:44 ص]ـ
العزيز أبو سهيل .. بورك فيك .. وننتظرك على أحر من الجمر ..
سلمت يا أبا ذؤيب
وبعد البحث والتنقيب ظهر لي ما يلي:
أولا: نسبة الأبيات
وردت نسبة هذه الأبيات لأبي نواس في كتب كثيرة منها (أخبار أبي القاسم الزجاجي، والعمدة لابن رشيق، والتشبيهات لابن عون، وغيرها من الكتب)
ولم أقف على كتاب نسبها لعدي بن زيد وإن كان أبو نواس أخذ من عدي كما سيأتي.
قد وهم من ظن أن المبرد في الكامل نسبها إلي عدي بن الرقاع فسياق الكلام يدل على أنها لأبي نواس أيضا
يقول المبرد في الكامل:
(طرائف من تشبيهات المحدثين
ثم نذكر بعد هذا طرائف من تشبيه المحدثين وملاحاتهم، فقد شرطناه في أول الباب، إن شاء الله.
قال أبو العباس: ومن أكثرهم تشبيهاً لاتساعه في القول وكثرة ثقبه واتساع مذهبه الحسن بن هانئ قال في مديحه الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك:
وكنا إذا ما الحائن الجد غره ... سنا برق غاو أو ضجيج رعاد
تردى له الفضل بن يحيى بن خالد ... بماضي الظبا أزهاه طول نجاد
..... ثم أطال في شرح هذه الأبيات ثم قال:
... ويروي أن جريراً دخل إلى الوليد، وابن الرقاع العاملي عنده ينشده القصيدة التي يقول فيها:
غلب المساميح الوليد سماحة ... وكفى قريش المعضلات وسادها
قال جرير: فحسدته على أبيات منها، حتى أنشد في صفة الظبية:
تزجي أغن كأن إبرة روقه
قال: فقلت في نفسي: وقع والله، ما يقدر أن يقول أو يشبه به، قال: فقال:
قلم أصاب من الدواة مدادها
قال: فما قدرت حسداً له أن أقيم حتى انصرفت.
ثم عاد إلى أبي نواس فقال:
ومن التشبيه الحسن الذي نستطرفه قوله:
تعاطيكها كف كأن بنانها ... إذا اعترضتها العين صف مداري
ومن التشبيه المليح قوله:
وكأن سلمى إذ تودعنا ... وقد اشرأب الدمع أن يكفا
رشأ تواصين القيان به ... حتى عقدن بأذنه شنفا
وفي هذا الشعر من التشبيه الجيد قوله:
خير فؤادك أو ستخبره ... قسماً لينتهين أو حلفا
الحب ظهر أنت راكبه ... فإذا صرفت عنانه انصرفا
ومن التشبيه الجيد قوله:
إليك رمت بالقوم خوص كأنما ... جماجمها فوق الحجاج قبور
وله أيضاً:
سأرحل من قود المهارى شملة ... مسخرة ما تستحث بحادي
مع الريح ما راحت فإن هي أعصفت ... نهور برأس كالعلاة وهادي
العلاة: السندان
فكل هذه الأبيات لأبي نواس الحسن بن هانئ فمن نسب هذه الأبيات للعاملي فقد وهم)
ثانيا: المعنى
إليكم هذا النص من (أخبار أبي القاسم الزجاجي)
(أخبرنا ابن دريد قال حدثني عبد الرحمن عن عمه: إن قول أبي نواس: الكامل
فكأن سلمى إذ تودعنا ... وقد أشرَأبَّ الدمعُ أن يكِفَا
رَشَأ تواصَيْنَ القيانُ بَهِ حتى عَقَدْنَ بأذنِهِ شنَفَا
مأخوذ من قول عدى بن زيد: الرمل
لغزال مرشق ذي بهجهة ... أتلع الجيد ربيب للجواري
ألبس الجيد نظاما محكما ... وجمانا زانه نظم عذارى
قال: كانت جواري الأعراب يأخذن أوجد الغزلان فتلبسها الشنف والخرز ويزينها. فهذا المعنى أراد.)
يستفاد من النص
أولا: أن الرشأ هنا لفظ مقصود على حقيقته وهو الظبي الصغير وليس غلاما كما قال أستاذنا رؤبة، ولا جارية صغيرة كما قال شيخنا أبو سارة، فالصورة التي رسمها أبو نواس من اجتماع الجواري على الظبي الصغير وعقد الشنف بأذنه صورة حقيقية اعتاد على رؤيتها الأعراب.
ثانيا: العلاقة بين رقرقة الدمع ووضع الشنف في أذن الظبي أراها علاقة واضحة
ولك أن تتصور غزالا صغيرا اجتمع عليه الجواري يحاولن وضع الشنف في أذنه كرها لابد أنك ستراه رغم جمال صورته قلقا مفزعا مذعورا قد اشرأب الدمع أن يكفا.
أتمنى أن أكون قد وفقت حتى لا يخيب ظن أبي الهذيل:).
لكم جميعا التحية والسلام
دمتم بخير وعافية
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 01:01 ص]ـ
دخلنا علي اليوم الرابع بعد آخر مشاركة
وأبو ذؤيب يقول
العزيز أبو سهيل .. بورك فيك .. وننتظرك على أحر من الجمر ..
فكيف لو انتظرني في الثلاجة: D
ومع ذلك لا أملك إلا الصبر
فأنا أحب مشاكساته الأدبية
أما أبو الهذيل فمشاركته أبعد من العيوق ومن بيض الأنوق
وربما مر عليك طيف مشاركته في حلم أدبي فصيح
ولا عزاء لرسالة الغفران (وأيناكم يا أهل الفصيح):)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 03:10 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا سهيل وجزاك الله خيرا على هذه المحاولات لتفسير البيتين، فقد أخذتنا في رحلة سياحية أدبية ماتعة
ولكن ههنا إشكال حقيق بالنظر، الجيد الذي أعرفه أنه أعلى الصدر وأول العنق، وهو موضع القلادة من الفتاة، ويبدو أن فتيات الأعراب ينظمن الخرز والشنف والزينة على قطعة من جلد الغزلان فتوضع كقلادة على صدورهن، وقول عدي يظهر أنه مغاير لبيتي سؤالنا.
وعلى هذا فمكاتبك غير مطمئن لما أوردتم مع شكرنا الجزيل لجهدكم المبذول، إذ المسألة بحاجة إلى حسم تطمئن معه القلوب.
الجواب في مدلولات الرشأ والقيان والشنف
وبعلمكم نستنير
والله تعالى أعلم
¥