ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 10:36 م]ـ
من شعر قطري
لَعَمرُكَ إِنّي في الحَياةِ لَزاهِدٌ = وَفي العَيشِ ما لَم أَلقَ أُمَّ حَكيمِ
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ لَم يُرَ مِثلُها = شِفاءً لِذي بَثٍّ وَلا لِسَقيمِ
لَعَمرُكَ إِنّي يَومَ دولابَ أَبصَرَت = طِعانَ فَتىً في الحَربِ غَيرَ ذَميمِ
وَلَو شَهِدَتني يَومَ دولابَ أَبصَرَت = طِعانَ فَتىً في الحَربِ غَيرَ ذَميمِ
غَداةَ طَفَت عَ الماءِ بَكرُ بنُ وائِلِ = وَأُلافَها مِن حِميرٍ وَسَليمِ
وَمالَ الحِجازِيّونَ نَحوَ بِلادِهِم = وَعُجنا صُدورَ الخَيلِ نَحوَ تَميمِ
وَكانَ لِعَبدِ القَيسِ أَوَّلُ جِدِّها = وَوَلَّت شُيوخُ الأَزدِ فَهِيَ تَعومُ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ مَقعَصاً = يَمُجُّ دَماً مِن فائِظٍ وَكَليمِ
وَضارِبَةٍ خَداً كَريماً عَلى فَتىً = أَغَرَّ نَجيبُ الأُمَّهاتِ كَريمِ
أُصيبَ بِدولابٍ وَلَم تَكُ مَوطِناً = لَهُ أَرضُ دولابٍ وَديرَ حَميمِ
فَلَو شَهِدَتنا يَومَ ذاكَ وَخَيلُنا = تُبيحُ مِنَ الكُفّارِ كُلَّ حَريمِ
رَأَيتُ فِتيَةً باعوا الإِلهَ نُفوسَهُم = بِجَنّاتِ عَدنٍ عِندَهُ وَنَعيمِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 10:39 م]ـ
وأيضا
أَقولُ لِنَفسي حينَ طالَ حِصارُها = وَفارَقَها لِلحادِثاتِ نَصيرُها
لَكِ الخَيرُ موتي إِنَّ في الخَيرِ راحَةً = فَيَأتي عَلَيها حَينُها ما يُضيرُها
فَلَو أَنَّها تَرجو الحَياةَ عَذَرتُها =وَلكِنَّها لِلمَوتِ يُحدى بَعيرُها
وَقَد كُنتُ أوفي لِلمُهَلَّبِ صاعَهُ = وَيَشجى بِنا وَالخَيلُ تُثنى نُحورَها
إِذا ما أَتَت خَيلٌ لِخَيلٍ لَقيتُها = بِأَقرانِها أُسداً تَدانى زَئيرُها
وَلا يَبتَغي الهِندِيُّ إِلّا رُؤوسَها = وَلا يَلتَقي الخَطِيَّ إِلّا صُدورَها
فَفَرَّقَ أَمري عَبدُ رَبٍّ وصَحبُهُ = أَدارَ رَحى مَوتٍ عَلَيهِ مُديرُها
فَقُدماً رَأى مِنّا المُهَلَّبُ فُرصَةً = فَها تِلكَ أَعدائي طَويلٌ سُرورُها
وَأَعظَمُ مِن هذا عَلَيَّ مُصيبَةً = إِذا ذَكَرَتها النَفسُ طالَ زَفيرُها
فِراقُ رِجالٍ لَم يَكونوا أَذِلَّةً = وَقَتلُ رِجالٍ جاشَ مِنها ضَميرُها
لَقونِيَ بِالأَمرِ الَّذي في نُفوسِهِم = وَلا يَقتُلُ الفُجّارَ إِلّا فُجورُها
غَبَرنا زَماناً وَالشُراةُ بِغِبطَةٍ = يُسَرُّ بِها مَأمورُها وَأَميرُها
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 01:46 ص]ـ
الوافي بالوفيات
أبو الجعد
سمرة بن الجعد، أبو جعد. أحد قعدة الأزارقة، كَانَ فِي سمر الحجّاج بن يوسف، فلما
سار قَطَرِيّ إلى جيرفت من أرض كرمان كتب إلى سمرة بعيرّه بمقامه عنهم من الطويل:
لشَتَّان مَا بَيْنَ ابن جعد وبيننا = إذا نحن رُحْنا فِي الحديد المظاهرِ
نُجالِدُ فرسانَ المهلّب كلّنا = صَبورٌ عَلَى وَقعِ السُيوفِ البواترِ
وراحَ يجْرُّ الخزَّ نحو أميره= أميرٌ بتقوى ربّه غير آمرِ
أبا الجعد أنّ العلم والحلم والتقى = وميراث آباءٍ كرام العناصرِ
ألم تَرَ أنّ الموت لا بدّ نازلٌ =ولا بدّ من بعث الأُلى فِي المقابر
حُفاةً عُراةً وَالثَوابُ لِرَبِّهِم = فَمِن بَينِ ذي رِبحٍ وَآخَرَ خاسِرِ
فَإِنَّ الَّذي قَد نِلتَ يَفنى وَإِنَّما = حَياتُكَ في الدُنيا كَوَقعَةِ طائِرِ
فَراجِع أَبا جَعدٍ وَلا تَكُ مُغضِياً = عَلى ظُلمَةٍ أَعشَت جَميعَ النَواظِرِ
وَتُب تَوبَةً تُهدي إِلَيكَ شَهادَةً = فَإِنَّكَ ذو ذَنبٍ وَلَستَ بِكافِرِ
فسِرْ نحونا إنّ الجهاد غنيمة = نُفِدْك ابتياعاً رابحاً غير خاسرِ
هِيَ الغايَةُ القُصوى الرَغيبُ ثَوابُها = إِذا نالَ في الدُنيا الغِنى كُلُّ تاجِرِ
فلمّا قرأ كتابه لحق بهم، وكتب إلى الحجاج من طريقه من الطويل:
مَنْ مُبلِغُ الحجّاجِ أنّ سمرة = قلا كلّ دين غير دين الخوارِجِ
فأيّ امرىءٍ يَا بن يوسف = ظفرتَ بِهِ لو نلتَ علم الولائجِ
إذاً لرأيتَ الحقَّ منه مخالفاً =لرأيك إذا كنتَ امرءاً غير فالجِ
وهي أكثر من هَذَا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 01:52 ص]ـ
من أروع قصائده
لَعَمري لَئِن كانَ المَزوني فارِساً = لَقَد لَقِيَ القَرمُ المَزوني فارِسا
تَناوَلتُهُ بِالسَيفِ وَالخَيلُ دونَهُ = فَبادَرَني بِالجُرزِ ضَرباً مُخالِسا
فَوَلَّيتُ عَنهُ خَوفَ عَودَةِ جُرزِهِ = وَوَلّى كَما وَلَّيتُ يَخشى الدَهارِسا
كِلانا يَقولُ الناسُ فارِسُ جَمعِهِ = صَبِرتُ فَلَم أَحبِس وَلَم يَكُ حابِسا
فَدونَكُها يا اِبنَ المُهَلَّبِ ضَربَة= جَدَعتُ بِها مِن شانِئيكَ المَعاطِسا
وَأُقسِمُ لَو أَنّي عَرَفتُكَ ما نَجا = بِكَ المُهرُ أَو تَجلو عَلَينا العَوابِسا
فَتَعلَمَ إِذ لاقَيتَني أَن شَدَّتي = تُخافُ فَسَل عَنّي الرِجالَ الأَكايِسا
يَقولوا بِلا مِنهُ المَغيرَةُ ضَربَةً = فَأَصبَحتَ مِنها لِلغَضاضَةِ لابِسا
فَقُلتُ بَلى ما مِن إِذا قيلَ مَن لَهُ = تَسَمَّ لَهُ لَم أَغضُضِ الطَرفَ ناكِسا
فَتىً لا يَزالُ الدَهرَ سُنَّةُ رُمحِهِ = إِذا قيلَ هَل مِن فارِسٍ أَن يُداعِسا
¥