فتحت أبواب البرلمان النسائي العتيد، وأقبلت النائبات المحترمات يتهادين بدلال وعزة وأخذن يتجولن في حديقة البرلمان وهن يكدن يطرن من شدة الفرح وارتفعت (الزغاريد) تصدع الجو لنيل الأمل، حتى نفرت الأطيار المختبئة في أشجار الحديقة، وذعرت الأرانب التي تربيها الحارسة لرئيسة البرلمان المقبلة. . .
وأخير دق جرس الدخول إلى القاعة فأخذن يتدافعن بالأكف مقهقهات حتى غصت القاعة، وجلسن في محلاتهن. أما مكتب الرئاسة فكان خالياً وبعد أن امتلأت الأماكن وقفت نائبة بدينة من حزب اليمين وصاحت بصوت رنّان: هس .. فخفتت الأصوات والتفتت العيون إلى مصدر الصوت،
المندوبة:
أيتها الزميلات المحترمات لقد ابتسم لنا الزمان وهذا هو اليوم الذهبي في تاريخ حياتنا، فيجب أن نبرهن أننا أهل لأن نأخذ حقوقنا كاملة (تصفيق من حزب اليمين وصفير وضجة من حزب الشمال). مندوبة من حزب الشمال:
- كلامك أيتها الزميلة محترم ولكن يجب أن لا تكوني رجعية في ملبسك فإن فستانك هذا الذي تلبسينه من "مودة" العام الماضي. المندوبة الأولى:
- يوه. .الحمى تنزل عليك. . وحياة عيوني إنه من "مودة" هذا العام. المندوبة الثانية:
- العين تصيبك أنت جاهلة ولا تعرفين تطور الأزياء!! «ولوحت لها "بجورنال للمودة" كان في يدها» فتهجمت مندوبة اليمين عند هذه التهمة الفظيعة على زميلتها وتماسكتا بالأيادي أولاً ثم أمسكت كل واحدة بشعر الأخرى وجرى الشد والتقطيع فقامت النائبات " وفزعن " وأبعدن
كل واحدة عن الأخرى وقالت المندوبة الأولى وهي تنتفض غضباً وترفس برجليها وتهز رأسها:
-آه لو لم يكن شعرك " مقصوصاً " لأريتك!!
فضاع صوتها بين الصياح والضجيج وما سكنت الحركات قليلاً حتى وقفت مندوبة من حزب الوسط وقالت والوقار باد على محياها:
-أيتها الزميلات! لقد جرى ما كنا نتوقعه في أول جلسة بل قبل أن تبدأ، فأرجو منكن أن تمسكن ألسنتكن إذا خرجتن من البرلمان حتى لا يعرف الرجال ما حدث فنأمن ضحكهم وسخريتهم. . هم يتهموننا بأننا لا نضع ألسنتنا في أفواهنا. . . آه من الكذابين "تصفيق حاد". والآن بما أن قاعدة البرلمانات أن يترأس الجلسة الأولى أكبر الأعضاء سناً حتى تتم عملية الانتخاب؛ لذلك يجب أن تتقدم كبيرة " النائبات " سناً إلى منصة الرئاسة، تتقدم كبيرة النائبات سناً؟!. . . وجم كل من في القاعة حتى كأن على رؤوسهن الطير! وأين المرأة الشجاعة التي تبرز إلى الميدان؟
- تقدمي أنت أيتها الخطيبة إلى منصة الرئاسة. قالت ذلك فتاة خبيثة في آخر القاعة.
- يا قطيعة. . . أنا صغيرة عائلتي وفي الزميلات الموجودات من حضرت يوم ميلادي والبركة في أعمارهن. . . ثم ضحكت الخطيبة مستهزئة فظهر فمها كأنه مغارة فيها بقية من الحجارة المتكسرة، وأسرعت إلى حقيبتها وفتحتها وتناولت علبة (البودرة) بيد مرتعشة، وأخذت تعفر وجهها لتخفي ما عملت به يد الدهر. وهنا دارت الأحاديث وحميت المناقشات:
- أنت أكبر مني.
- أنا. . لا يا أختي. . أنا أصغر من فلانة التي هي من سنك.
وهكذا شغلت كل واحدة زميلة لها ثم علت الأصوات وارتفع الصراخ وكادت تشتبك الأيدي. . فجاءت قوة البرلمان تحت رئاسة قائدتها ودقت جرس الانصراف. . فقامت كل نائبة وتوجهت إلى الباب وهي تهدد نائبة أخرى وتقول:
"إلى الجلسة القادمة. . . لأن قلبي ملآن "!!
ههه
حقا ما قاله طوقان فالمرأة تفضل أن تظهر نفسها أصغر سنا على أن تكون رئيسة برلمان أو حتى ملكة.
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 11:19 م]ـ
الشام
لَهفي عَلى الشام وَسُكّانها = لَهفَةَ ظامي الروح حرّانها
ما أَحرَقتها النار لكنما = ضُلوع مَفتون بِغُزلانها
وَالحُبّ إِما أَضرمت ناره = تَسمعه الدُنيا بِآذانها
نَديم أَخبرني فَقَد راعني = تَشبثُ النار بغيطانها
هَل سرتِ النار إِلى تينها = وَتُوتِها الغضّ وَرُمانها
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 11:37 م]ـ
في الرثاء
رائعة طوقان في رثاء المجاهد المصري
"سعد زغلول "
إن الطَريق إِلى الفَناء معبّد
لي بِالحَياة تَعلق وَتَشدد = وَالعُمر ما بَعدَ المَدى فَسينفد
نَفسٌ أُردده وَأَعلم أَنَّهُ = لِلمَوت بَينَ جَوانِحي يَتَرَدد
وَيَلمُّ بي أَلم أُخاتله بِما = يَصف الطَبيبُ فَيَستَكين وَيَخمَد
¥