تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ= إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ

وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ= إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ

فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي، لعاشقٍ= وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ

وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً = إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ

فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها= لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ

كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً =على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ

تجفَّلُ حيناً، ثم تدنو كأنما= تنادي طلا ـ، بالوادِ، أعجزهُ الحضرُ

فلا تنكريني، يابنة َ العمِّ، إنهُ= ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ

ولا تنكريني، إنني غيرُ منكرٍ= إذا زلتِ الأقدامِ؛ واستنزلَ النضرُ

وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ =معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ

و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ =كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ

فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا= وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ

وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ= وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ

وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ =طلعتُ عليها بالردى، أنا والفجرُ

و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ= هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ

وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا= فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ، ولا وعرُ

وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ =و رحتُ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ

و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى =و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر

و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ = إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ

أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى= ولا فرسي مهرٌ، ولا ربهُ غمرُ!

و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ= فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ!

وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى =" فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ

وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني= وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ

يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى =" فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ

و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً = إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟

هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه= فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ

و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ =كما ردها، يوماً بسوءتهِ " عمرو"

يمنونَ أنْ خلوا ثيابي، وإنما =عليَّ ثيابٌ، من دمائهمُ حمرُ

و قائم سيفي، فيهمُ، اندقَّ نصلهُ= وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ

سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ =" وفي الليلة ِ الظلماءِ، يفتقدُ البدرُ "

فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه= و تلكَ القنا، والبيضُ والضمرُ الشقرُ

وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ =وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ

ولوْ سدَّ غيري، ما سددتُ، اكتفوا= بهِ؛ وما كانَ يغلو التبرُ، لو نفقَ الصفرُ

وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا = لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ

تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا = و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ

أعزُّ بني الدنيا، وأعلى ذوي العلا = وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ

ـ[الوافية]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 12:37 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختيار موفق فالقصيدة رائعة حقا وهي على البحر الطويل.

والله أعلم

ـ[عاشقة الادب]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 03:40 م]ـ

وفقك الله يا اخ رسالة الغفران وشكرا على تنبيهك لخطئي

وشكرا لاختي الوافيه على اجابتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير