(1) المُضنَى بضم الميم وفتح الضاد اسم مفعول بمعنى المُعذّب من الضنَى أي العذاب والعُوّد بضم العين وتشديد الواو جمع عائدة وهي زائرة المريض والمعنى: لم يعد الذي عذبته (مُضناك) ينام ومن زرنهه بكينه وترحمن عليه
ومثاله لي في مدح من أعزني مديحه:
بل زُرهُ بالأقفال تُفتحْ، أو تعا لَ بمثقِل الأمراض فهْو شفاها
بينما كاف الخطاب وتاء الفاعل والضمائر أنتَ و أنتِ وهو وهي لا توجد ضرورة تجعلها توصل بمد إلا إذا كانت في نهاية البيت لضرورة وصل أي متحرك في نهايته بمد للإطلاق
- وقد يحرك الشاعر ياء المتكلم للفتح، ومثاله عند أبي فراس الحمداني:
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ
ولعلك تلاحظ أن كلمة (عنديَ) فيها الياء متحركة بضرورة بينما كلمة (مثلي) من نفس البيت ومن نفس التركيب لم تتحرك فيها الياء لأن الشاعر لا يريد الضرورة هنا كما قرأها الإمام أبو جعفر المدني قوله تعالى: ولي دين بسكون ياء الضمير للمد وعدم فتحها بينما رواها حفص عن عاصم بفتحها (وليَ دين)
- وقد يُسقط الشاعر ياء المتكلم بضرورة أقل جمالا ولا تستحب في الشعر لكن يشفع لها قوله تعالى ( ..... يطعمني ويسقين ِ? والذي) الآية،وهنا ينبغي على الشاعر ليظهرها أن يكتبها بدون ياء
- وكلمة: (أنا) الأصل فيها أن تسقط الألف منها (أنا) في منتصف الكلام وقد يستخدمها الشاعر بإسقاطها كقول المتنبي:
أنا في أمّة تداركها اللهُ غريب كصالحٍ في ثمودِ (بإسقاط الألف)
ويقول في قصيدة أخرى:
وأنا منك لا يهنئ عضوٌ بالمسرات سائر الأعضاءِ (بإثبات الألف)
والبيتان من نفس الصورة لبحر الخفيف
- ضرورات في الهمزة وهناك لغات فيها:
قد تسقط الهمزة كمثل قولي:
ولقد رأى تقليب وجهك في السما "لنولينّك قِبلة ترضاها"
وقد تُسَهَّل كمثل قول شوقي:
ولا ينبيك عن خلُق الليالي كمن فقد الأحبة والصحابا
وشوقي هنا أضاع – بذكاء- الضمة كعلامة إعراب الفعل المضارع (ينبئُ) بأن سهّل الهمزة فلو كان قال (ولا ينبئُك) لَكَسَر الوزن.
وقد يكون تسهيل الهمزة من أجل إقامة القافية في الضرب كمثل قول أبي نُوَاس:
......... و أعوذ من سطوات باسِكْ (أصلها بأسك)
......................... وحياة راسِكْ (أصلها رأسك)
............................ أبا نُوَاسِكْ
فالألف التي نتجت عن التسهيل هي ألف الردف
وكذلك أن يقولوا (سُولي) بواو مد بعد السين وأصلها سؤْلي بهمز ساكن بعد السين، ذلك لتجتمع (سُولي) مع (رسُولي و مأمولي) مثلا في قافية قصيدة واحدة
- وهناك ضرورة أقل شيوعا في الهمزة تكون بتحويل ألف الوصل من الأسماء خاصة إلى همزة قطع مثاله عند شوقي في شطر أول لبيت
الإشتراكيون أنت إمامهم .....
أصلها: الاشتراكيون بألف وصل فهي نسب لمصدر خماسي:اشتراك وهي تنطق في الأصل كأنها تكتب عروضيا: (ألِشْ تراكيون) وبعد الضرورة تصير عروضيا (ألْ إش ترا كيون)
وأكثر مايكون قطع الألف في بداية الشطر الثاني لبيت،نقول:
ويقول لي أتحبني فأجبته إسأل فؤادك تعرف الأخبارا
- لغات في تشكيل الكلمة،وأهمها تسكين متحرك واقع بين متحركَيْن من الأسماء خاصة، مثال هذا التسكين: الأفُق عندما تصبح الأفْق يقول خليل مطران:
والأفْق معتكرٌ قريحٌ جفنُه ....... (بحر الكامل)
وقد لا يكون التسكين بين متحركين كما في الحروف كأن يسكن الشاعر العين من كلمة (مَعَ) إلى (مَعْ) و (مَعَكَ) إلى (مَعْكَ) و (لِمَ) إلى (لِمْ)
ومنها عكس ذلك وهي لغة في تحريك ساكن بين متحركين كقولي في بيت مقفى:
النار أمٌ وغضباتُ الإباء أبُ زكا الوعاء، زكا، واستفحل الصُّلـ ُبُ
فأصلها (الصُّلْب)
ولكن ينبغي ألا يؤثر التحريك والتسكين على معنى الكلمة بالاختلاط بينها وبين كلمة أخرى
وهناك أمثلة كثيرة على هذا (حُلْم، حُلُم ... العمْر، العُمُر .. زهْر، زهَر ... ... ) وهذا يوافق رواية ورش عن نافع في قوله تعالى (أكلها دائم وظلها) قرأها ورش بسكون الكاف (أُكْلها) بينما هي في قراءة حفص عن عاصم بتتابع ضمتين (أُكُلها)
- ومنها حذف النون من الأفعال: أكُن نَكُن و يكن وتكن ?مضارع يكون المجزوم? كقوله تعالى: ?ولم أكُ بغيّا?ويشترط ألا يتلو الكافَ ساكنٌ أي لا يجوز أن أقول: لم أكُ الْقاتل، ومثاله قول الفرزدق:
¥