ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:43 م]ـ
لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه = وَحَرَّكَتها القُدرَةُ المُعينَه
جَرى بِها ما لا جَرى بِبالِ = فَما تَعالى المَوجُ كَالجِبالِ
حَتّى مَشى اللَيثُ مَعَ الحِمارِ = وَأَخَذَ القِطُّ بِأَيدي الفارِ
وَاِستَمَعَ الفيلُ إِلى الخِنزيرِ = مُوتَنِساً بِصَوتِهِ النَكيرِ
وَجَلَسَ الهِرُّ بِجَنبِ الكَلبِ = وَقَبَّلَ الخَروفُ نابَ الذِئبِ
وَعَطَفَ البازُ عَلى الغَزالِ = وَاِجتَمَعَ النَملُ عَلى الأَكّالِ
وَفَلَتِ الفَرخَةُ صوفَ الثَعلَبِ = وَتَيَّمَ اِبنَ عِرسَ حُبُّ الأَرنَبِ
فَذَهَبَت سَوابِقُ الأَحقادِ = وَظَهَرَ الأَحبابُ في الأَعادي
حَتّى إِذا حَطّوا بِسَفحِ الجودي = وَأَيقَنوا بِعَودَةِ الوُجودِ
عادوا إِلى ما تَقتَضيهِ الشيمَه = وَرَجَعوا لِلحالَةِ القَديمَه
فَقِس عَلى ذَلِكَ أَحوالَ البَشَر = إِن شَمِلَ المَحذورُ أَو عَمَّ الخَطَر
بَينا تَرى العالَمَ في جِهادِ = إِذ كُلُّهُم عَلى الزَمانِ العادي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:56 م]ـ
القرد في السفينة
لَم يَتَّفِق مِمّا جَرى في المَركَبِ = كَكَذِبِ القِردِ عَلى نوحِ النَبي
فَإِنَّهُ كانَ بِأَقصى السَطحِ = فَاِشتاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلمَزحِ
وَصاحَ يا لِلطَيرِ وَالأَسماكِ = لِمَوجَةٍ تَجِدُّ في هَلاكي
فَبَعَثَ النَبي لَهُ النُسورا = فَوَجَدَتهُ لاهِياً مَسرورا
ثُمَّ أَتى ثانِيَةً يَصيحُ = قَد ثُقِبَت مَركَبُنا يا نوحُ
فَأَرسَلَ النَبِيُّ كُلَّ مَن حَضَر = فَلَم يَرَوا كَما رَأى القِردُ خَطَر
وَبَينَما السَفيهُ يَوماً يَلعَبُ = جادَت بِهِ عَلى المِياهِ المَركَبُ
فَسَمِعوهُ في الدُجى يَنوحُ = يَقولُ إِنّي هالِكٌ يا نوحُ
سَقَطتُ مِن حَماقَتي في الماءِ = وَصِرتُ بَينَ الأَرضِ وَالسَماءِ
فَلَم يُصَدِّق أَحَدٌ صِياحَه = وَقيلَ حَقّاً هَذِهِ وَقاحَه
قَد قالَ في هَذا المَقامِ مَن سَبَق = أَكذبُ ما يُلفي الكَذوبُ إِن صَدَق
مَن كانَ مَمنُوّاً بِداءِ الكَذِبِ = لا يَترُكُ اللَهَ وَلا يُعفي نَبي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:57 م]ـ
نوح والنملة
قد ود نوح أن يباسط قومه=فدعا إليه معاشر الحيوان
وأشار أن يلي السفينة قائد=منهم يكون من النهى بمكان
فتقدم الليث الرفيع جلاله=وتعرض الفيل االفخيم الشان
وتلاهما باقي السباع، وكلهم=خروا لهيبته إلى الأذقان
حتى إذا حيوا المؤيد بالهدى=ودعوا بطول العز و الإمكان
سبقتهم لخطاب نوح نملة=كانت هناك بجانب الأردان
قالت: نبي الله أرضي فارس=وأنا يقينا فارس الميدان
سأدير دفتها وأحمي أهلها=وأقودها في عصمة وأمان
ضحك النبي وقال: إن سفينتي=لهي الحياة، وأنت كالإنسان
كل الفضائل والعظائم عنده=هو أوّل، والغير فيها الثاني
ويود لو ساس الزمان، وما له=بأقل أشغال الزمان يَدان
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 10:01 م]ـ
الدب في السفينة
الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ = فَاِسمَع حَديثَهُ العَجيبَ عَنّي
لَمّا اِستَطالَ المُكثَ في السَفينَه = مَلَّ دَوامَ العيشَةِ الظَنينَه
وَقالَ إِنَّ المَوتَ في اِنتِظاري = وَالماءُ لا شَكَّ بِهِ قَراري
ثُمَّ رَأى مَوجاً عَلى بُعدٍ عَلا = فَظَنَّ أَنَّ في الفَضاءِ جَبَلا
فَقالَ لا بُدَّ مِنَ النُزولِ = وَصَلتُ أَو لَم أَحظَ بِالوُصولِ
قَد قالَ مَن أَدَّبَهُ اِختِبارُه = السَعيُ لِلمَوتِ وَلا اِنتِظارُه
فَأَسلَمَ النَفسَ إِلى الأَمواجِ = وَهيَ مَعَ الرِياحِ في هياجِ
فَشَرِبَ التَعيسُ مِنها فَاِنتَفَخ = ثُمَّ رَسا عَلى القَرارِ وَرَسَخ
وَبَعدَ ساعَتَينِ غيضَ الماءُ = وَأَقلَعَت بِأَمرِهِ السَماءُ
وَكانَ في صاحِبِنا بَعضُ الرَمَق = إِذ جاءَهُ المَوتُ بَطيئاً في الغَرَق
فَلَمَحَ المَركَبَ فَوقَ الجودي = وَالرَكبُ في خَيرٍ وَفي سُعودِ
فَقالَ يا لَجَدّيَ التَعيسِ = أَسَأتَ ظَنّي بِالنَبي الرَئيسِ
ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ = وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 10:03 م]ـ
الثعلب في السفينه
ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ = وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ
يَقولُ إِنَّ حالَهُ اِستَحالا = وَإِنَّ ما كانَ قَديماً زالا
لِكَونِ ما حَلَّ مِنَ المَصائِبِ = مِن غَضَبِ اللَهِ عَلى الثَعالِبِ
وَيُغلِظُ الأَيمانَ لِلدُيوكِ = لِما عَسى يَبقى مِنَ الشُكوكِ
بِأَنَّهُم إِن نَزَلوا في الأَرضِ = يَرَونَ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ يُرضي
قيلَ فَلَمّا تَرَكوا السَفينَه = مَشى مَعَ السَمينِ وَالسَمينَه
حَتّى إِذا ما نَصَفوا الطَريقا = لَم يُبقِ مِنهُم حَولَهُ رَفيقا
وَقالَ إِذ قالوا عَديمُ الدينِ = لا عَجَبٌ إِن حَنَثَت يَميني
فَإِنَّما نَحنُ بَني الدَهاءِ = نَعمَلُ في الشِدَّةِ لِلرَخاءِ
وَمَن تَخافُ أَن يَبيعَ دينَه = تَكفيكَ مِنهُ صُحبَةُ السَفينَه
¥