تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد وقفت على الأطلال أحسبها = جسمي الذي بعد بعد الظاعنين بلى

أبكي على الرسم في رسم الديار فهل = عجبت من طلل يبكي على طلل

وكل بيضاء لو مست أناملها = قميص يوسف يوماً قد من قبل

يغني عن الدر والياقوت مبسمها = لحسنها فلها حلى من العطل

بالخد مني آثار الدموع كما = لها على الخد آثار من القبل

كأن في سيف سيف الدين من خجل = من عزمه ما به من حمرة الخجل

هو الحسام الذي يسمو بحامله = زهواً فيفتك بالأسياف والدول

إذا بدا عارياً من غمده خلعت = غمد الدماء عليه هامة البطل

وإن تقلد بحراً من أنامله = رأيت كيف اقتران الرزق بالأجل

من السيوف التي لاحت بوارقها = في أنمل هي سحب العارض الهطل

فجاءنا لبني رزيك معجزها = بآية لم تكن في الأعصر الأول

تبدو شموساً هم أقمارها وترى = شهب القنا في سماء النقع لم تفل

قد غايرت فيهم السمر الرقاق رقا = ق البيض خلف سجوف النقع في الكلل

إن عانقوا هذه في يوم معركة = لاحت لهم بتلظي تلك كالشعل

وقد لقوا كل من غاروا بمشبهه =حتى لقوا النجل عند العرض بالنجل

وضارب الروم روم من سيوفهم = وطاعن العرب أعراب من الأسل

وهزهم لصهيل الخيل تحت صهيل = البيض ما هز أعطاف القنا الخطل

فالدم خمر وأصوات الجياد لهم = أصوات معبد في الأهزاج والرمل

والخيل قد أطربتها ـ مثلما طربوا = أفعالهم فهي تمشي مشية الثمل

من كل أجرد مختال بفارسه = إلى الطعان جريح الصدر والكفل

وكل سلهبة للريح نسبتها = لكنها لو بغتها الريح لم تنل

أفارس المسلمين أسمع فلا سميت = عداك غير صليل البيض في القلل

مقال ناء غريب الدار قد عدم = الأنصار لو لاك لم ينطق ولم يقل

يشكوا مصائب أيام قد اتسعت = فضاق منها عليه أوسع السبل

يرجوك في دفعها بعد الإله وقد= يرجى الجليل لدفع الحادث الجلل

وكيف ألقى من الأيام مرزئة =جلت ولي من بني رزيك كل ولى

لولاهم كنت أفري الحادثات اذا = نابت بنهضة ماضي العزم مرتجل؟

وكيف أخلع ثوب الذل حيث كفـ = ـيل الحر بالعز وخد الأنيق الذلل

فما تخاف الردى نفسي وكم رضيت= بالعجز خوف الردى نفس فلم تبل

إني امرؤ قد قتلت الدهر معرفة = فما أبيت على يأس ولا أمل

إن يرو ماء الصبا عودي فقد عجمت = منى طروق الليالي عود مكتهل

تجاوزت بي مدى الأشياخ تجربتي= قدماً وما جاوزت بي سن مقتبل

وأول العمر خير من أواخره = وأين ضوء الضحى من ظلمة الأصل

دوني الذي ظن اني دونه فله = تعاظم لينال المجد بالحيل

والبدر تعظم في الابصار صورته= ظناً ويصغر في الأفهام عن زحل

ما ضر شعري أني ما سبقت الى = (أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل)

فإن مدحي لسيف الدين تاه به = زهواً على مدح سيف الدولة البطل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير