تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سيجد لنفسه جميلا يعزيه مما هو فيه من كرب. نعم ستبيت يامالك وستزجي القلاص والقلاص هي الأبل

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى والجواب أيضا بنعم بعت الضلالة بالهدى فكنت قاطع طريق وأصبحت غازيا في سبيل الله

هنا حالة نفسية تسيطر على الشاعر يخرج منها بالأسئلة لتعزيه الغجابة عما هو فيه

هل تغيرت الرحى والجواب نعم تغيرت الرحى وانتصر المسلمون

هل بكت أم مالك نعم بكت يامالك بعد موتك لانها كانت تحبك فانت من شغف فؤادها

لكن في البيت الحادي عشر وجدت بيت شاذا وهو

فلله دري يوم أترك طائعا ........................ بني بأعلى الرقمتين وماليا

مالك هنا يتحسر؟ وتلك فرية على الشاعر مالك صعلوك والصعاليك عادة من أشجع الفرسان أفيتحسر على الموت ويندم؟ لا أظن. البعض يذكر قول الشنفرى عندما قتل في وادي بيدة قال قاتله ءأطرفك فرماه بسهم في عينه فكان رد الشنفرى كاك كنا نفعل أي (هكذا كنا نفعل) وهنا فن ممارسة الموت وفن تلقيه أيضا.

لله دري هنا كلمة استحسان تفيد التحسر ولو وازنا بين هذا البيت والبيت الرابع والعشرين والسادس والعشرين لوجدنا هناك تناقضا واضحا وبونا شاسعا فمالك يقول

وقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت ............................ سريع لدى الهيجا الى من دعانيا

وقد كنت صبارا على القرن في الوغى ................... ثقيلا على الأعداء عضب لسانيا

دققوا معي عطاف وقت الادبار أي شجاع عند ادبار الفرسان الاخرين

وصبار على مجالدة الاقران في الوغى أفيعقل أن يتحسر على الموت خاصة وأن موته كان مشرفا مات غازيا وهنا احتمال أن يكون البيت الذي يتحسر فيه مالك مولد

اعتمد شاعرنا على الحوار في قصيدته استشعارا منه الى من يشاركه همه الذي هو فيه لانه حزين بمفرده وحيدا والحوار هنا قولي

أقول لأصحابي

أقول وقد حالت

يقولون لاتبعد وهم يدفنونني

إنه يبحث عمن يشاركه النجوى وبداخله رغبة جامحة للخروج من وحدته وعزلته التي هوفيها وهويستخدم ذاكرته ويفجرها عاطفة شعرية ليشكل لنا نموذجا استرجاعيا لما مضى هذا النموذج يتكتل ويفرغه كشحنات نفسية من خلال التمني يستطرد في التذكر يحاور ويستطرد ويحاورإلى أن يصلإلى البيت

فياصاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ++++* برابيه إني مقيم لياليا

والبيت

فياراكبا إما عرضت فبلغن ++++* بني مالك و الريب ألا تلاقيا

فنجده يوقن بانه هالك لامحالة فيعطي وصيته في الابيات التي تلي ذلك نعم ياملك سيبكيك كثير

بكاك بعد أربعة عشر قرنا قارئك في هذه الصفحة لانك سطرت شفافية شاعر

ورسمت فارس في قصيدة وخلدت قصيدة قلما جاد الشعراء بمثلها


ولايخفى يظهر في الأبيات:
شاعرنا بنفسه مخاطباً كل من يسمعه ومقدماً لنفسه مرثية ظهر من بين شخوصها
الشاعر نفسه
جيش عثمان
عمر بن الخطاب
إبنة الشاعر
أصحاب الشاعر
وغير ذلك الكثير ..

وأما بخصوص ماظهر فيها من أمكنة:
فهي أيضاً كثيرة جداً ولايكاد يخلو منها بيت في القصيدة:
أرض الغضا
أرض العدو
قرى الكرد
خراسان
دار الظباء
على كل من قرأ الأبيات أن يعرف ومن وقوعها:
وهي تصور لحظات حياته الاخيرة بعد أن ترك الصعلكة وإنتسب إلى جيش عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ذوداً عن حياض المسلمين
وفتحاً لبلاد أعجمية لنشر الدين

ويذكر شاعرنا في قصيدته الكثير الكثير مما حوت من أشياء:
السيف
الرمح الرديني
الفرس
السدر والاكفان
الأسنة
..............

وبعد أن إتضحت لنا هذه القصيدة بمعالمها الاولية والتي وظف فيها شاعرنا كل ما أورده فيها لهدف واحد هو الرثاء لنفسه بين أهله وصحبه وموقف ذويه من هذه الحادثة
وما رافقها من تنقل مكاني وزماني

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 03:08 م]ـ
ومنها أخي أبا غيداء:
يقولون لا تبعَدْ وهم يدفنوني * وأين مكانُ البعدِ إلا مكانيا؟!
غداةَ غدٍ يا لهفَ نفسي على غدٍ * إذا أدلجوا عني وأصبحتُ ثاويا
وأصبحَ مالي من طريفٍ وتالدٍ * لغيري وكان المالُ بالأمس ماليا

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 07:42 م]ـ
كم أنا محظوظ بك ياأخي صريخ الحيارى اتمنى لك التوفيق

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 10:53 م]ـ
بل أنا المحظوظ بالاستفادة منك أخي أبا غيداء.

ـ[شيمة الشمري]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 08:40 م]ـ
نعم
شاعر بكاه الكثير ومنهم أنا , كل ما قرأت قصيدته هذه.
شكرا لكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير