أبو الغوث الحمصي: هذا العراقي له منظر ... يعرب عن هيئة تأنيث
مخنث الطبع وليست له ... خفة أرواح المخانيث
أبو الحسين المستهام الحلبي:
ذو منظر دل على مخبر ... دلالة اللفظ على المعنى
ما زال يبني كعبة للعلى ... ويجعل الجود لها ركنا
حتى أتى الناس فطافوا به ... واستلموا راحته اليمنى
تطربه الأشعار في مدحه ... ولم يضع قائلها لحنا
فليس يدري طربا عندما ... أسمعه أنشد أم غنى
أبو الغنائم الريان:
أبو الربيع ربيع ... لكل جسم وروح
إذا رأى الداء دوا ... ه باللسان الفصيح
كأنه في البرايا ... خليفة للمسيح
أبو معشر الكاتب:
إذا ما لاح أحمر مستطيلا ... حسبت الليل زنجيا جريحا
وقوله:
ورد البشير مع الصباح بأنه ... لي زائر فاستعبرت أجفاني
يا عين قد صار البكا لك عادة ... تبكين في فرحي وفي أحزاني
وقوله في ذم قوال:
ومغن غنى لي عن معن ... جاءني لحنه بأقبح لحن
كان في كفه القضيب من الغي ... ظ بإيماء أثقل الناس عني
أبو الوفاء الدمياطي: قوله:
يا ملك الوقت والزمان ... ومن علا في عظيم شان
صنفان ما استجمعا لخلق ... وجهك والفقر في مكان
الأشرف بن فخر الملك: قدم من بغداد علي ابن خالويه ظانا به الجميل، فخاب ظنه، وأخفق سعيه، فكتب إلى أخيه الأغر بن فخر الملك وهو ببغداد في نعمة وحال:
إن الذي قسم الوراثة بيننا ... جعل الحلاوة والمرارة فينا
لكن أراك وردت ماء صافيا ... ووردت من جور الحوادث طينا
أو ليس يجمعني ونفسك دوحة ... طابت لنا دنيا وطابت دينا
إن كنت أنت أخي فقل لي يا أخي ... لم بت جذلانا وبت حزينا
أبو المغفر الصابوني: لم أسمع في تفاوت الشعراء أحسن من قوله:
الشعر كالبحر في تموجه ... ما بين ملفوظه وسائغه
فمنه كالمسك في نوافحه ... ومنه كالمسك في مدابغه
أبو محمد المخزومي: من عجائب غرره قوله:
العيب في الخامل المغمور مغمور ... وعيب ذي الشرف المذكور مذكور
كفوفة الظفر تخفي من مهانتها ... ومثلها في سواد العين مشهور
وقوله في ذكر معائب البدر:
لو أراد الأديب أن يهجو البد ... ر رماه بالخطبة الشنعاء
قال يا بدر أنت تغر بالسا ... ري وتغري بزورة الحسناء
كلف في شحوب وجهك يحكي ... نكتا فوق وجنة برصاء
ويريك السرار في آخر الشه ... ر شبيه القلامة الحجناء
فإذا البدر نيل بالهجو فليخ ... ش أولو العقل ألسن الشعراء
ومن أحسن ما قيل في خط العذار، قوله:
عرضت نفسي للحتوف بعارض ... كالورد نداه الصباح بطله
متوشح زغب العذار كأنما ... ألقى عليه الصدغ سمرة ظله
أبو القاسم بن المطرز: من أحاسن شعره قوله:
سرى مغرما بالعيش ينتجع الركبا ... يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا
إذا لم تبلغني إليكم ركائبي ... فلا وردت ماء ولا رعت العشبا
على عذبات الجزع من ماء تغلب ... غزال يرى ماء القلوب له شربا
إذا ملأ البدر العيون فعنده ... لعينك بدر يملأ العين والقلبا
وقوله:
يا صاحبي باعلام المدينة لي ... ظبي إذا أنست عيني به نفرا
إذا تبسم واستحلى محاسنه ... طرفي خلعت عليه السمع والبصرا
فإن رنا قلت عن عين الغزال رنا ... وإن مشى قلت غصن يحمل القمرا
أبو القاسم علي بن محمد البهدلي: قوله:
من أنا عند الله حتى ... إذا أذنبت لا يغفر لي ذنبي
العفو يرجى من بني آدم ... فكيف لا يرجى من الرب
وقوله وقد سأله صديق عن نيسابور غير مرة:
تغرى بنيسابور تسأل دائبا ... عن أهلها مستكشفا عن حالها
نعم المدينة لو وقيت جفاءها ... من أهلها وسلمت من أوحالها
أبو العباس خسرو بن فيروز بن ركن الدولة: قوله:
ولما أن تنفس صبح شيبي ... طوى عني رداء الحسن طيا
تولت منيتي عني فرارا ... ترى وصلي لدى الفتيت غيا
فقلت هجرت يا سؤلي فقالت ... وهل تبقى مع الصبح الثريا؟ ( ops
أبو علي بن مسكويه: يهنىء ابن العميد بقصر جديد انتقل إليه:
لا يعجبنك حسن القصر تنزله ... فضيلة النفس ليست في منازلها
لو زيدت الشمس في أبراجها شرفا ... ما زاد ذلك شيئا في فضائلها
ومن غرره قوله:
أصبحت دينا على الدنيا لآخرتي ... رسل المنايا تقاضاها وتمطل بي
وصرت أجرد والأحداث تجردني ... دأب الجراد إذا استولت على العشب
الأستاذ الصفي أبو العلاء بن حسول:
وبي إلى الدهخدا شوق يؤرقني ... وإن تغير عما كنت أعهده
فيه سجايا من المعشوق أعرفها ... تجني على عاشقيه ثم يجرد هو
وقال في الرمد من قصيدة:
¥