تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وتتأوه الناقة آهة يسمعها الشاعر ويبلغنا عنها ولكنه لا يستجيب لها، ومن المفارقة ان آهة الناقة تشبه آهة الرجل الحزين ولم يقل انها تشبه آهة المرأة الحزينة، وبغض النظر عن شرط القافية وهو شرط العجزة فإن اغفال أحاسيس المرأة وعدم التعبير عنها أو ملامستها دليل على ذكورية الثقافة وانغلاقها النرجسي على ذاتها والحزن هنا هو حزن الرجل والمشاعر هي مشاعر الرجل وكل احساس آخر هو في خانة النسيان والغفلة، ولقد تغافل الشاعر عن أحاسيس الناقة وتأوهاتها مثلما الغى أحاسيس المحبوبة ولسنا نعرف شيئاً عنها وكل ما نعرفه هو حال الرجل مع ظرفه وهو الظرف الوحيد في النص، وهو ظرف ذكوري وثقافة فحولية تجعلان، المركزية الثقافية هنا مطلقة وقطعية.)

فهو يعطي المرأة وجودا هاما ولا أدل على ذلك من قطعه ليده لو خالفتها , كان المثقب في منتهى الإخلاص والتقدير لها , وأرى أن تعبيره:آهة الرجل الحزينِ؛لأن حزن الرجل أقسى وأقوى وآهته أعمق وأوجع ..

ولعل من أجمل ما سمعت من رؤى نقدية لتلك القصيدة البديعة رأي العلامة الدكتور ناصر الدين الأسد إذ يقول في لقاء تلفزيوني ما معناه:

من يتهم الشعر الجاهلي بالتفكك والخلو من الوحدة الموضوعية فليعد إلى قصيدة المثقب العبدي , ومن يظن أن الشعر الجاهلي صعب اللفظ على إطلاقه ومخصوص بزمنه فليتأمل قصيدة المثقب , القصيدة من أولها إلى آخرها تدور حول معنى وجداني يلهب أفكار الشاعر وهو: بغض النفاق والمداهنة في مقابل إخلاصه هو ..

لا تعدي مواعد كاذبات /

إما ان تكون أخي بحق /

وهذا النفاق يجعل الرؤية ضبابية غير واضحة فلا يستطيع اتخاذ القرار المناسب , والنتيجة: الحدّيّة في الرأي والعقاب القاسي حتى لو كان بتقطيع الجسد ..

إذا لقطعتها /

كذلك أجتوي من يجتويني /

وإلا فاطرحني واتخذني عدوا أتقيك وتتقيني /

ولا أدري إذا يممت وجها .. أريد الخير أيهما يليني /

في هذا النص يبحث المثقب عن الصواب والوفاء والإخلاص ,ويفاجأ بملاحقة الخطأ والغدر والخيانة ..

أألخير الذي أنا أبتغيه .. أم الشر الذي هو يبتغيني!

أ. هـ

هذا ما حفظته من رأي الدكتور الأسد الراقي الرائق ..

وبوركتم جميعا ..

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:07 م]ـ

السلام عليكم أخي أحمد ...

في البيت الذي ذكرته - مشكورًا - روايات، وأتذكر منها وهي في الديوان:

أرين محاسنا وكنن أخرى * وثقبن الوصاوص للعيون

وهذا البيت من قصيدة رائعة قال عنها أبو عمرو بن العلاء: (لو كان الشعر كله مثل هذه القصيدة لوجب على الناس أن يتعلموه).

مطلعها:

أفاطم قبل بينك متعيني * ومنعك ما سألتك أن تبيني

فلا تعدي مواعد كاذبات * تمر بها رياح الصيف دوني

فإني لو تخالفي شمالي * خلافك ما وصلت بها يميني

وفي آخرها يقول:

فإما أن تكون أخي بحق * فأعرف منك غثي من سميني

وإلا فاطرحني واتخذني * عدوا أتقيك وتتقيني

والقصيدة رائعة جدا جدا.

دعواتي أخي أحمد الغنام.

مرور كريم أخي صريخ الحيارى، وإضافة لطيفة حول القصيدة الرائعة للمثقب العبدي ..

لك ضعف الثواب لدعواتك أخي الكريم.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:09 م]ـ

أخي محمد،صحبتنا برحلة ممتعة مع المثقب اطلعنا من خلالها على عالم الشاعر الفحل، فبوركت وبورك قلمك وأدامه،ونفع به.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:12 م]ـ

وتابعنا الرحلة داخل عالم المثقب العبدي من خلال تطوافك الماتع كعادتك أختي "أحاول أن"ونقلك الرائع حول القصيدة الفريدة ..

فجزاك الله خير الجزاء.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:50 م]ـ

أشكرالأخت أحاول أن على المرور، والإضافة

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 02:33 ص]ـ

بصراحة اثريتم الموضوع كثيرا

فشكرا لكم على هذا الطرح الرائع الماتع ...

سلمت اناملكم ...

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:36 م]ـ

المرور منكم يثري الموضوع أخي رسالة الغفران، غفر الله لنا ولصاحبها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير