وبالجمله فقد ذُكر عن أبي نواس اموراً كثيرة ومجوناً وأشعاراً منكره وله في الخمريات والتشبب بالمردان والنسوان أشياء كبيره وكثيره فمن الناس من يفسقه ويرميه بالفاحشه ومنهم من يرميه بالزندقة ,
وقال الأمين لأبي نواس أنت زنديق فقال ابو نواس لستُ بزنديق وانا أقول:
أصلي الصلاة الخمس في حين وقتها * * واشهد بالتوحيد ِ لله خاضعاً
وأحسن غُسلي إن ركبت جنابةً * * وان جاءني المسكينُ لم اكُ مانعاً
قال الجاحظ: لا اعرف في كلام الشعراء ارق وأجمل من قول ابو نواس حيث يقول
ايهُ نارٍ قدَحَ القادحُ * * * وأي جدّ بلغَ المازحُ
لله درُ الشيبِ من واعظٍ * * * وناصحٍ لو خطيء الناصحُ
يأبى الفتى إلا اتَباعَ الهوى * * * ومنهجُ الحقِ له واضحُ
وقد استنشد ابو عفان من ابي نواس قصيدته التي مطلعها (لا تنسى ليلى ولا تنظر إلى هندِ) فلما فرغ منها سجد له ابو عفان فقال له ابو نواس: والله لا اكلمك مده!
قال فغمني ذالك , فلما اردت الأنصراف قال: متى اراك؟ فقلت الم تقسم؟ فقال (الدهر اقصر من إن يكون معه هجر)
ومن مستجاد شعره قوله:
الا ربّ وجةٍ في التُرابِ عتيقِ * * * وياربّ حسنٍ في الترابِ رقيقِ
أرى كل حيّ هالكاً وابنُ هالكٍ * * * وذو نسبٍ في الهالكين َ عريقِ
اذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ تكّشفت * * * له عن عدوٍ في لباسِ صديق ِ
وذُكر أن أبا نواس أراد الإحرام في الحج فقال:
يامالكاً ما أعدلك * * * مليكَ كلِ من ملكْ
لبيكَ أن الحمد لك * * * والمُلكُ لا شريك لك
عبدُك قد أهلّ لك * * * أنت له حيثُ سلك
وهو القائل ايضاً في (زهدياته)
اذا ما خلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقل * * * خلوتَ ولكن في الخلاءِ رقيبُ
ولا تحسبنْ الله يغفلُ ساعةً * * * ولا أثماً يخفىَ عليهِ يغيبُ
وزاد بعضهم في روايه عن ابي نواس
أقول إذا ضاقتْ عليّ مذاهبي * * * وحلتْ بقلبي للهمومِ ندوبُ
لطولِ جنايتي وعُظم خطيئتي * * * هلكتُ ومالي في المتابِ نصيبُ
ظل ابو نواس شاعراً متمكناً له ابتكاراته وعرشه الخاص به الذي تطاول له الكثير من بعد موته ولم يستطيعوا التربع عليه ,
وقيل أنهم وجدوا عند رأسه حين توفي في عام 195 هـ رقعه مكتوب فيها بخطه
ياربِ إن عظمتْ ذنوبي كثرةً * * * فلقد علمتُ بأن عفوكَ أعظمُ
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * * * فإذا رددتَ يدي فمنْ ذا يرحمُ
إن كان لا يرجوكَ إلا محسنٌ * * * فمن الذي يرحوا المسيءُ المجرِمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجاَ * * *وجميلُ عفوكَ ثم أني مسلمُ
وقد كان نقش خاتمه (لا اله الا الله مخلصاً) فأوصى أن يُجعل في فمه إذا غسلوه ففعلوا ذالك , ولما مات لم يجدوا له من المال سوى ثلاثمائة درهم وثيابه وأثاثه
توفي في بغداد ودفن بها ,
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 11:01 م]ـ
أنتظر المزيد في هذا الموضوع
أخوكم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 11:18 م]ـ
سمعًا وطاعة أبا غيداء، ومما أذكر في ذهني وأنا أقرأ مشاركتك لأبي نواس:
أولا: يخطئ كثير من الناس في نطق اسمه إذ ينطقونه (أبونَوَّاس)، وليس كذلك هو بل (أبو نُوَاس) الحسن بن هانئ.
ومن أجمل ما أحفظ له:
كن مع الله يكن لك * واتق الله لعلك
لا تكن إلا مُعِدًّا * للمنايا فكأنك
إن للموت لسهمًا * واقعًا دونك أو بك
نحن نجري في أفانين سكون وتَحَرُّك
فعلى الله توكلْ * وبتقواه تمسك
وحياة أبي نواس مليئة بالابتسامة والخبث واللهو واللعب.
دمت نافعًا أخي أبا غيداء.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 03:02 ص]ـ
موضوع ماتع اخي العزيز ...
سلمت اناملك
واستأذنك لأقتبس منه لموضوع ** لماذا أقدّم أبا نواس **
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 02:58 م]ـ
لك الأذن يارسالة الغفران شاكر لكم أنت وأخي عبدالعزيز