تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَتَغانَت بِنَهرِ حَرزَمَ وَالغَر = سَينِ عَن نَهرِ ثَورَةٍ وَيَزيدِ

صفي الدين الحلي

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:07 ص]ـ

حَيّا بَكورُ الحَيا أَرباعَ لُبنانِ = وَطالَعَ اليُمنُ مَن بِالشَأمِ حَيّاني

أَهلَ الشَآمِ لَقَد طَوَّقتُمُ عُنُقي = بِمِنَّةٍ خَرَجَت عَن طَوقِ تِبياني

قُل لِلكَريمِ الَّذي أَسدى إِلَيَّ يَداً = أَنّى نَزَحتَ فَأَنتَ النازِحُ الداني

ما إِن تَقاضَيتُ نَفسي ذِكرَ عارِفَةٍ = هَل يَحدُثُ الذِكرُ إِلّا بَعدَ نِسيانِ

وَلا عَتَبتُ عَلى خِلٍّ يَضِنُّ بِها = ما دامَ يَزهَدُ في شُكري وَعِرفاني

أَقَرَّ عَينِيَ أَنّي قُمتُ أُنشِدُكُم = في مَعهَدٍ بِحُلى العِرفانِ مُزدانِ

وَشاعَ في سُرورٌ لا يُعادِلُهُ = رَدُّ الشَبابِ إِلى شَعري وَجُثماني

لي مَوطِنٌ في رُبوعِ النيلِ أُعظِمُهُ = وَلي هُنا في حِماكُم مَوطِنٌ ثاني

إِنّي رَأَيتُ عَلى أَهرامِها حُلَلاً = مِنَ الجَلالِ أَراها فَوقَ لُبنانِ

لَم يَمحُ مِنها وَلا مِن حُسنِ جِدَّتِها = عَلى التَعاقُبِ ما يَمحو الجَديدانِ

حَسِبتُ نَفسي نَزيلاً بَينَكُم فَإِذا = أَهلي وَصَحبي وَأَحبابي وَجيراني

مِن كُلِّ أَبلَجَ سامي الطَرِف مُضطَلِعٍ = بِالخَطبِ مُبتَهِجٍ بِالضَيفِ جَذلانِ

يَمشي إِلى المَجدِ مُختالاً وَمُبتَسِماً = كَأَنَّهُ حينَ يَبدو عودُ مُرّانِ

سَكَنتُمُ جَنَّةً فَيحاءَ لَيسَ بِها = عَيبٌ سِوى أَنَّها في العالَمِ الفاني

إِذا تَأَمَّلتَ في صُنعِ الإِلَهِ بِها = لَم تَلقَ في وَشيِهِ صُنعاً لِإِنسانِ

في سَهلِها وَأَعاليها وَسَلسَلِها = بُرءُ العَليلِ وَسَلوى العاشِقِ العاني

وَفي تَضَوُّعِ أَنفاسِ الرِياضِ بِها = رَوحٌ لِكُلِّ حَزينِ القَلبِ أَسوانِ

أَنّى تَخَيَّرتَ مِن لُبنانَ مَنزِلَةً = في كُلِّ مَنزِلَةٍ رَوضٌ وَعَينانِ

يا لَيتَني كُنتُ مِن دُنيايَ في دَعَةٍ = قَلبي جَميعٌ وَأَمري طَوعُ وِجداني

أَقضي المَصيفَ بِلُبنانٍ عَلى شَرَفٍ = وَلا أَحولُ عَنِ المَشتى بِحُلوانِ

يا وَقفَةً في جِبالِ الأَرزِ أَنشُدُها = بَينَ الصَنَوبَرِ وَالشَربينِ وَالبانِ

تَستَهبِطُ الوَحيَ نَفسي مِن سَماوَتِها = وَيَنثَني مَلَكاً في الشِعرِ شَيطاني

عَلّي أُجاوِدُكُم في القَولِ مُقتَدِياً = بِشاعِرِ الأَرزِ في صُنعٍ وَإِتقانِ

لا بِدعَ إِن أَخصَبَت فيها قَرائِحُكُم = فَأَعجَزَت وَأَعادَت عَهدَ حَسّانِ

طيبُ الهَواءِ وَطيبُ الرَوضِ قَد صَقَلا = لَوحَ الخَيالِ فَأَغراكُم وَأَغراني

مَن رامَ أَن يَشهَدَ الفِردَوسَ ماثِلَةً = فَليَغشَ أَحياءَكُم في شَهرِ نَيسانِ

تاهَت بِقَبرِ صَلاحِ الدينِ تُربَتُها = وَتاهَ أَحياؤُها تيهاً بِمَطرانِ

يَبني وَيَهدِمُ في الشِعرِ القَديمِ وَفي ال = شِعرِ الحَديثِ فَنِعمَ الهادِمُ الباني

إِذا لَمَحتُم بِشِعري وَمضَ بارِقَةٍ = فَبَعضُ إِحسانِهِ في القَولِ إِحساني

رَعياً لِشاعِرِكُم رَعياً لِكاتِبِكُم = جَزاهُما اللَهُ عَنّي ما يَقولانِ

أَرى رِجالاً مِنَ الدُنيا الجَديدَةِ في ال = دُنيا القَديمَةِ تَبني خَيرَ بُنيانِ

قَد شَيَّدوا آيَةً بِالشامِ خالِدَةً = شَتّى المَناهِلِ تَروي كُلَّ ظَمآنِ

لَئِن هَدَوكُم لَقَد كانَت أَوائِلُكُم = تَهدي أَوائِلَهُم أَزمانَ أَزمانِ

لا غَروَ إِن عَمَّروا في الأَرضِ وَاِبتَكَروا = فيها أَفانينَ إِصلاحٍ وَعُمرانِ

فَتِلكَ دُنياهُمُ في الجَوِّ قَد نَزَعَت = أَعِنَّةَ الريحِ مِن دُنيا سُلَيمانِ

أَبَت أُمَيَّةُ أَن تَفنى مَحامِدُها = عَلى المَدى وَأَبى أَبناءُ غَسّانِ

فَمِن غَطارِفَةٍ في جِلَّقٍ نُجُبٍ = وَمِن غَطارِفَةٍ في أَرضِ حَورانِ

عافوا المَذَلَّةَ في الدُنيا فَعِندَهُمُ = عِزُّ الحَياةِ وَعِزُّ المَوتِ سِيّانِ

لا يَصبِرونَ عَلى ضَيمٍ يُحاوِلُهُ = باغٍ مِنَ الإِنسِ أَو طاغٍ مِنَ الجانِ

شَقَقتُ أَسواقَ بَيروتٍ فَما أَخَذَت = عَينايَ في ساحِها حانوتَ يوناني

فَقُلتُ في غِبطَةٍ لِلَّهِ دَرُّهُمُ = لَيسَ الفَلاحُ لِوانٍ غَيرِ يَقظانِ

تَيَمَّموا أَرضَ كولُمبٍ فَما شَعَرَت = مِنهُم بِوَطءِ غَريبِ الدارِ حَيرانِ

سادوا وَشادوا وَأَبلَوا في مَناكِبِها = بَلاءَ مُضطَلِعٍ بِالأَمرِ مِعوانِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير