عَلَمٌ لِلْهَدْيِ بِرَاحَتِهِ = عَلَمٌ يَحْمِيهِ ويَعْضُدُهُ
فَقَصيرُ البيضِ مُفَلّلُهُ = وطَويلُ السمْر مُقصّدُهُ
صَيْدٌ لِجَوانِحِ أنْصُلِهِ = يَعْسُوبُ الجَيْش وأصْيَدُهُ
وَلَدَيْهِ إِذا اغْبَرّت سَنَةٌ = مُخْضَرُّ العَيْشِ وَأَرْغَدُهُ
مِنْ عُرْف عَوارِفه أبَداً = أَنْ يَرْفِدَ مَنْ يَستَرفِدُهُ
سردَ التقريظَ لِسيرَتِه = صَومٌ لا يَفْتَأ يَسْرُدُهُ
يَوْمَاهُ يَعُمّهُما زُلَفاً = لِيُخَصّصَ بالزُّلفَى غَدُهُ
نَحْوَ الحُسْنَى مُتَشَوّفُه = وَمِن التّقْوى مُتزَوّدُهُ
شَيْحَانُ القَلْبِ مشيّعُه = يَقْظانُ الطّرف مُسَهَّدُهُ
يُحْيي بالوَحي الليلَ إذا = هَجَعَ الساهِي يَتَوَسّدُهُ
ويُميتُ النُّكْرَ وَحُقّ له = بالعُرْفِ يَهُبُّ فَيَلْحَدُهُ
أرْضَى أَعْمالِيَ عَاقِبَةً = إِذ أمْدَحُهُ أو أحْمَدُهُ
وَمَنِ الوافِي بِمَحامِدِه = لَكِنْ مَجْهودِيَ أنْفدُهُ
مازالَ يُزَلُّ الحِلْمُ إِلَى = مُعتاد الجَهل وَيَرْصُدُهُ
وَالعِلْمَ تَخَيّر مُستَبقاً= لِمَدَى خَيْرٍ يَتَزَيّدُهُ
فَخَمائِلُه مُتَنزَّهُهُ= وجَدَاوِلُهُ مُتَوَرَّدُهُ
قَد عادَ أخَصّ بِطانَتِهِ = فَيَغيبُ سِوَاه وَيَشْهَدُهُ
آخَاهُ فَأَحْمدَ عُهْدَتَهُ = وتَوخّاه يَتَعَهّدُهُ
حَتّى حَسَدَتْه خَصَائِصُه = والأنْفَسُ يَكْثُر حُسَّدُهُ
هُو هادي الخلقِ ومُرْشِدُهم= مِمّا يَهْديهِ ويُرْشِدُهُ
لَوْلاهُ لأخْوَى كَوكَبُه = حَقاً ولأَقْوى مَعْهَدُهُ
فَمَآل الأمْر إليْهِ غَدَا = فَيُنفِّقُهُ ويُكَسِّدُهُ
لا حُرْفَةَ للآدابِ وقَدْ = أَلْوَتْ بالأنحُسِ أسْعُدُهُ
أبْدَتْ زَهْواً بِمَحاسِنِه = يُفْنِي العَصْرَ مُؤَبّدُهُ
يَختالُ النّثْرُ يُحَبِّرُه=ُ وَيَتِيه النّظْمُ يُجَوِّدُهُ
لِرَوّيتِهِ وَبَديهَتِه =مَا نُنْشِئُهُ أوْ نُنْشِدُهُ
وَرَسَائِلُه وقَصَائِدُه =ما نَعْرِضُه إذْ نَقْصدُهُ
كالنَّثرَةِ والشِّعرَى كَلِمٌ = تَسْري في العَالَم شُرّدُهُ
يَحْلو في الأنْفُسِ مَسْمَعُه = كالطّيْرِ يَشُوقُ تَغَرُّدُهُ
ما الزّهْرُ يَرفُّ مُفُوّفُه = ما الدُّرُّ يَشِفُّ مُنَضَّدُهُ
سَلَبَ الأعْرَابَ فَصَاحَتَها= في ماضي زَهْرَةَ مَوْلِدُهُ
شَبَهُ المَنْطوق بهِ لَهُمُ = ولهُ من ذلكَ عَسْجَدُهُ
لا ضَيْرَ بِهِمْ وتَمَضُّره = يُنمَى صُعُداً وتَمَعْددُهُ
صَلواتُ اللّهِ علَى فِئَة = فيها يَتَبَحْبَحُ مَحْتِدُهُ
عَدَوِيُّ البَيت مُطَنِّبُه = فَوْقَ الأمْلاكِ مُمَدّدُهُ
وَرِثَ العُمْرَيْنِ سَنَاءَهُما = يَعْتَدُّ بهِ وَيُعَدّدُهُ
عَنْ عبدِ الواحِدِ أحْرَزهُ = فَذُّ التوحيد وَأَوْحَدُهُ
وَوَلِيُّ العَهْدِ بذاكَ أبو = يَحْياهُ حَرَى ومُحَمّدُهُ
شَرَفٌ يُرْوَى في بَيْتِهِمُ = لِلْبَدْء الأوْل مُسْنَدُهُ
فَإذا فَلَقُ الإصْباح بَدا = مَنْ يُنْكِره أَو يَجْحَدُهُ
لا زال النّصْر تَوَدُّدُهُ = لِبُنُودهم وَتَرَدُّدُهُ
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:42 م]ـ
.. رااائع .. قصيدة رائعة وشاعر رائع .. شكرا لك أخي الغالي رسالة الغفران .. وفي انتظار جديدك الرائع دائما:)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 12:18 ص]ـ
ابن الآبار
وَكَأنَّ عِدَاهُ وَصَارمَه = لَيْلٌ والصُّبْحُ يُبَدّدُهُ
بيت رائع وذوق تجاوز حد التميّز
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 05:24 ص]ـ
شكرا لكما على مروركما العبق ...
دمتما بخير وعافيه
والسلام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 01:28 ص]ـ
من روائع ابن الأبار:
إن ضاعَ قَلْبِي فَأينَ أطلُبُه = أوْ ذاعَ حُبّي فأنْتَ مُوجبُهُ
يا شادِناً في الضُّلوعِ مَرْتعُه = ومن نمير الدُّموعِ مشْرَبُه
تَبيتُ لَيْلَ التّمام تَرْقُدُهُ = وَمُقْلَتِي للسّماك تَرْقبُه
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 03:19 م]ـ
كأنني أحس فيها معارضة لقصيدة القيرواني
ياليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده
القصيدة على الخبب وعلى نفس الروي
والحق أن لها ذات الروح المطربة