تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:45 م]ـ

بورك فيك،أخي الكريم الأستاذ الفاضل محمد سعد، والأروع منها مرورك العطر.

والقصيدة أراها مليئة بالصور الرائعة والأحاسيس والمشاعر الإنسانية العالية والقيم العربية الرفيعة. ولعل الكرام هنا يشاركون في قراءتها قراءة نقدية تجلي بعض محاسنها الكثيرة. وكذلك الأمر بالنسبة لأختها التي أشرت إليها، فهل من فاعل؟

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:55 م]ـ

لم تعجبني كلمة (قرحى) في البيت الثاني، ولو قال بدلها: (ملأى) أو حتى: (جرحى) لكان أحسن. فماذا ترون، يا نقاد الشعر ومتذوقيه؟

ـ[فارس]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 07:18 م]ـ

سماعًا: قرحى أشد وقعا من جرحى أو ملأى، و جرحى أشد وقعا من ملأى

معنىً: قرحى تحمل معنى جرحى و تحمل معنى ما بدت عليه قروح، و ملأى أغنت عنها كلمة فيض فهي إلى الحشو أقرب.

إيحاءً: قرحى تزيد على جرحى بأنها توحي بالألم مع نفور منه، في حين جرحى توحي بالألم فقط، وملأى لا توحي بشيئ بل تُنقص من معنى فيض لأن الملأَ أقل من الإفاضة.

الفاصل هنا هو السياق الذي جاء عليه البيت ..

ملأى أنسب في موضع البكاء (محاجره ملأى بفيض المدامع)

جرحى أنسب في موضع الاستعطاف و تبيان الألم (محاجره جرحى بفيض المدامع)

قرحى أنسب في موضع الاستهجان من الألم و الإنفار منه (محاجره قرحى بفيض المدامع)

فإذا نظرنا إلى سياق البيت نراه عطفَ المحاجر على ذُلِّ الشجاعِ فهو موضع استنكار لما حلّ بالشجاع لا بيانٌ للضعف فقط، و الاستنكار يناسبه (قرحى) أكثر لأن فيها الإنفار مع الألم، فكأنه يستنكر ما آل إليه الشجاع بأن يبيّن الألم الذي فيه أولا ثم ينفّر منه، والاستنكار يناسبه (قرحى) لأنها أشد وقعا من (جرحى و ملأى) و هذه الشدة تناسب معنى الاستنكار.

و مثل هذا قول الشاعر:

عَجَبا يهابُ الليثُ حدَّ سناني = و أهابُ لَحْظَ فواترِ الأجفانِ

فهو لا يتعجب فقط من مهابته فواترَ الألحاظ و إنما يستنكر على نفسه مهابتهن و هذا حال البطل الشجاع و ديدنه.

هذا والله أعلم.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 10:55 م]ـ

شكرا على هذا البيان الرائع، أخي الكريم المشاغب. وإنما كرهت منظر القروح، فهو منظر تشمئز منه النفوس، فكيف وصف به نفسه أمام محبوبته؟ مجرد إحساس شخصي، لا يعارض تحليلك الأدبي اللغوي البلاغي العميق.

وهنا سؤال سبق لعلك لم تره، أيها الكريم،أنتظر إجابتك، كتب الله أجرك.

ـ[فارس]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 02:52 م]ـ

وإنما كرهت منظر القروح، فهو منظر تشمئز منه النفوس، فكيف وصف به نفسه أمام محبوبته؟

بالضبط، كان في ذهني أن أستدرك ردي السابق بهذا لكنه سقط سهوا، فلفظة (قروح) بالفعل كما ذكرتم تشمئز لها النفوس، و هي و إن فضّلتُها على جرحى و ملأى للأسباب الآنفة، فإنها يعيبها ما تثيره في النفس من اشمئزاز مبعثه منظر القروح البغيض.

و لم تسعفني القريحة في إيجاد لفظة، تحمل معنى الألم و تستنكره و تنفّر منه في الوقت نفسه، و لكن بشكل أرقّ من (قرحى) يتلاءم مع ذكر العذارى و سحر جفونهن!

لعل أحد البلغاء الفصحاء يأتي بها!:)

ـ[أحاول أن]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:02 م]ـ

جزيتم خيرا على هذه الصفحات الماتعة ..

مما يناسب ذكر ملأى وقرحى وجرحى للعيون .. تذكرت المتنبي وكلمة "شكرى " التي أعطاها المتنبي قيمة وجمالا ونغمة رائقة رغم بُعد اللفظ عن التداول:

أيدري الربعُ أيَّ دمِ أراقا

وأيَّ قلوبِ هذا الركبِ شاقا

لنا ولأهله أبداً قلوبٌ

تلاقى في جسومٍ ما تلاقى

فليتَ هوى الأحبّةِ كان عدلاً

فحمّلَ كلَّ قلبٍ ما أطاقا

نظرتُ إليهمُ والعينُ شكرى

فصارتْ كلها للدمع ماقا

دامت عليكم هذه الذائقة الرائقة ..

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:27 ص]ـ

شكرا لك، أخي الأديب المشاغب، على الإضافة القيمة.

ما شاء الله تبارك الله، (أحاول أن) أصدق أن الأستاذة الأديبة الناقدة البصيرة مرت من هنا وأثنت وشجعت وأضافت فوائد على عادتها في كل موضوع تمر به.

إذاً لا بد من مزيد اهتمام بالموضوع،أليس كذلك،أيها الكرام؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير