تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:36 ص]ـ

تابع لما جاء في معجم البلدان

عن مكة

ومما زاد في شرفهمِ أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ولا شَرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدآ حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمساَ على دينهم يرون أن ذلك لا يحل لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم والتحمس الشديد في الدين ورجل أحمَسُ أي شجاع فحمسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعَدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفأ لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمَهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرة وكان من سُنة الحصى أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزاً ولا بقرةَ ولا يغزلون صوفاً ولا وبراً ولا يدخلون بيتاً من الشعرِ والمدر وإنما يكتنون بالقباب الحُمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم وأن يخلوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرىً وإما عارية وإما هبةً فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عَرايا وفرضوا على نساءِ العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير.

قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:

اليوم يبدو بعضه أو كُلهُ =وما بدا منه فلا أحلهُ

أخثَمُ مثل القعب باد ظلُه= كأن حُمى خَيبر تملهُ

وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان المُلك في جرهُم وخزاعة وصدراً من أيام قريش فلولا أنهم أمنع حي من العرب لما أقرتهم العرب على هذا العز والإمارة مع نَخوة العرب في إبائها كما أجلَى قُصي خزاعة وخزاعةُ جُرهُماً فلم تكن عيشتهم عيشة العرب يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:

عمرو العُلى هشم الثريدَ لقومه= ورجالُ مكة مسنتون عِجافُ حتى سمي هاشماً وهذا عبد الله بن جُدعان التَيمي يُطعم الرغوَ والعسل والسمن ولب البر حتى قال فيه أمية بن أبي الصَلت:

له داع بمكة مشمعِل = وآخر فوق دارته يُنادي

إلى ردح مِن الشيزي مِلاء= لُباب البر يُلْبَكُ بالشهاد

وأول من عمل الحريرة سُوَيد بن هرمي ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:

وعلمتُم كل الحرير وأنتمُ= أعلى عداة الدهر جد صِلاَب

والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقَطًع صغاراً على ماءٍ كثير فإذا نَضجَ ذر عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يَحجون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف إخذ الرجل منهم حجراً من حجارة الحرم فنَحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلون له تشبيهاً له بأصنام البيت وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأنفون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفاً منها بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيراً من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الاعادة، وأما رؤساءُ مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقرَ إلى ذلك.

قال أهل الإتقان من أهل السبر إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل عليه السلام إلى مكة كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب جاعت جرهُم وقَطُوراءُ وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عم وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقَطُوراء فرأيا بلد ذا ماءٍ وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهُم فلما تُوُفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاءَ اللهَ أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قُعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السميدَع فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالاَ شديداً فقُتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحاٌ لأن قطوراء افتضحت فيه وسميت أجياد أجياداَ لما كان معهم من جياد الخيل وسميت قعيقعان لقعقعة السلاح ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ. قالوا ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير