وجُمَح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دماً وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسموا الأحلاف ولَعَقَة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب والباقون من المطيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاءَ الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة في سنة ثمان للهجرة فأقر المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت" إن الله يأمركم أن تُؤدوا الأمانات إلى أهلها" النساء: 58 فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كافٍ من هذا البحث، وأما صفتها يعني مكة فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة وبناؤها من حجارة سود وبيض وعلوها آجر كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيضة حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاءِ وأراحهم من كلف الاصطلاءِ وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة وعرضها سعة الوادي والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد وليس بمكة ماء جارٍ ومياهها من السماء، وليست آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جُزْت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين ومن دمشق إلى مكة شهر ومن عدن إلى مكة شهر وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعَدُ والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة ولها طريق آخر على البوادي تهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولاً على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواص منهم وأما أهل حضرموت ومهرَةَ فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادة التي بين عدن ومكة والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوماً وأما طريق عُمَان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السُكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بَعُدَ عليهم وقل ما يسلكونه وكذلك ما بين عُمَان والبحرين فطريق شاق يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.
تم بحمد الله
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 07:27 م]ـ
بارك الله لك أخي محمد على هذه الإطلالة ..
يقول الشاعرالراحل مصطفى حمام فى هذه الابيات وهي من أجمل ماقرأت في ديوان العرب ..
رحلة قلب
روحى يطوف بأخوة خلصاء
ياليت منهم سامعا لندائى
ياآل نجد والحجاز وحارسى
ركن الحطيم بمكة الزهراء
يا ساكنى اليمن السعيد ورافعى
علم الحنيفة فى ربى صنعاء
يا وارثى مجد الرشيد وآله
ومخلدين المجد للزهراء
يا واردى (بردى) تدفق منعما
ومبشرا بالجنة الفيحاء
يا أفق لبنان الجميل ويا
هوى الدنيا ووحى الشعر للشعراء
يا جيرة الاردن يجرى رحمة
ويفيض بالبركات والنعماء
يا داخلين المسجد الاقصى على
أنوار سيرة صاحب الاسراء
يا عطر حب جاء من أفق الكويت
ففاح فى الآفاق و الاجواء
يا رابضين على الخليج تحرشا
وتربصا بشراذم الدخلاء
يا شاهرين على العدو سيوفهم
بعمان فى بأس وحسن بلاء
يا مرهقين الخصم فى عدن
وجيرتها بلا وهن ولا اعياء
يا كل ليث فى الجزائر هازئ
بالموت صوال على الاعداء
حيا الاله جهادكم وجلادكم
وثباتكم فى المحنه السوداء
حيا الاله خطاكمو اذ كللت
بالنصر رغم شراسة الخصماء
يا شعب باكستان والقرآن
يجمعنا على رحم وصدق ولاء
يا أرض أفغان الطهور
ومنبت الاخيار والابرار والحنفاء
يا أندونيسيا والنفاح عن الحمى
شرع الكرام وسيرة الشرفاء
يا مصر والسودان يا شركاء
ماء النيل أنتم أكرم الشركاء
يا أسرة الاسلام حيث أقمتمو
سيان دان منكمو أو ناء
قد طاف قلبى بينكم وكأنكم
أحنى الرفاق وأنبل العشراء