تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:20 م]ـ

يكشف حسين شوقي " في كتابه " أبي شوقي " عن فرط الحساسية عند أبيه فيقول:

فى عام 1930 توفيت عمتي، فسافر أبي بعد تشييع الجنازة مباشرة إلى الإسكندرية، أي أنه لم يحضر ليالي المأتم، فانتقده بعض الأقارب على هذا التصرف. والواقع أن تخلفه عن تأدية الواجب لم يكن جحوداً لأخته، وإنما هو حساسية شديدة، استدللت على هذا بأننا نحن أولاده، وكان يحبنا حباً جماً .. فعندما كان يمرض أحدنا مرضاً شديداً كان يهرب من البيت، بل يسافر إلى الإسكندرية ويظل هناك حتى يزول الخطر، ومن الأدلة على هذه الحساسية الشديدة أن المرثية التي كتبها في والدته، لم ينشرها طوال حياته، ونشرناها نحن بعد وفاته، وذلك لأن من فرط تأثيرها به تحاشى أن ينظر إليها فيما بعد وهى القصيدة التى مطلعها:

إلى الله أشكو من عوادي النوى سهماً .... أصاب سويداء الفؤاد وما أصمى

ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:31 م]ـ

وقد اتخذ شوقي من موت أمه فرصة لمعارضة قصيدة المتنبي في جدلة قافية ووزناً ومعنى، ولكن الإخفاق يصيب قصيدته فتقليده جاء باهتاً وخاصة في الحكمة التي حاول من خلالها محاكاة المتنبي:

إلى الله أشكو من عوادي النوى سهما=أصاب سويداء الفؤاد وما أصمى

ولم أرَ حكماً كالمقادير نافذاً=ولا كلقاء الموت من بينها حتما

إلى حيث آباء الفتى يذهب الفتى=سبيل يدين العالمون به قدما

زجرت تصاريف الزمان فما يقع=لي اليوم منها كان بالأمس لي وهما

ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:39 م]ـ

ولكن هذا لا يمنعه أن يجعل من بعض مراثيه صوراً بارعة، تهز النفوس بما فيها من قوة الحبك وروعة العبرة، كالذي نجده في رثائه لسعد وعمر المختار والحسين وفوزي الغزى، ولقد يبالغ في بعض هذه المراثي كما يصنع في سعد على طريقة أبي تمام:

شيعوا الشمس ومالوا بضحاها=وانحنى الشرق عليها فبكاها

ليتني في الركب لما أفلت=يوشع همت فنادى فثناها

ولكنها مبالغات مقبولة في هذا الموقف، إذ تمثل هول الفاجعة بقائد ركزت عليه الدعاية أنظار مصر والبلاد العربية جميعاً. . ثم يأخذ في تعداد مناقب سعد وأثر موته

طافت الكأس بساقي أمة=من رحيق الوطنيات سقاها

عطلت آذانها من وتر=ساحر رن ملياً فشجاها

قدر بالمدن ألوى والقرى=ودها الأجيال منه ما دهاها

ومن خصائص شوقي في رثائه أنه يتحدث إلى الأموات فيسألهم ويخبرهم، فهو يخاطب الحسين بن علي فيسأله عن السبب الذي دفعه إلى التعاون مع الإنكليز:

قم تحدث أبا علي إلينا=كيف غامرت في جوار الأراقم

ويسأل رياض باشا عن أسرار الموت:

رهين الزمن حدثني ملياً=حديث الموت تبد لي العظات

سألتك: ما المنية، أي كأس=وكيف مذاقها، ومن السقاة!

على أن أجمل رثائه ما بكى فيه ممالك المسلمين ومدنهم المنكوبة كالحمراء ودمشق وأدرنة، وما بكى فيه زوال الخلافة على يد أياتورك. ففي هذه المراثي يذوب قلب شوقي حسرة وألماً، فيأتي رثاؤه نابضاً بالحس مائجاً بالحياة. وأنى لشاعر غير شوقي أن يعرض مسجد بني أمية في مثل هذه الصورة الحزينة العميقة الباكية:

مررت بالمسجد المحزون أسأله=هل في المصلىّ أو المحراب مروان؟

تغير المسجد المحزون واختلفت=على المنابر أحرار وعُبدان

فلا الأذان أذان في منارته=إذا تعالى، ولا الآذان آذان

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 12:54 م]ـ

إخواني أعرض هنا لكم مطلع كل قصيدة رثاء قالها أحمد شوقي أو بعضا منها

رثاء عمر المختار:

ركزوا رفاتك في الرمال لواء=يستنهض الوادي صباح مساء

ياويحهم نصبوا منارا من دم=يوحي إلى جيل الغد البغضاء

ماضر لو جعلوا العلاقة في غد=بين الشعوب مودة وإخاء

جرح يصيح على المدى وضحية=تتلمس الحرية الحمراء

يا أيها السيف المجرد بالفلا=يكسو السيوف على الزمان مضاء

رثاء حافظ إبراهيم:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي=يامنصف الموتى من الأحياء

رثاء محمد عبده:

مفسر آي الله بالأمس بيننا=قم اليوم فسر للورى آية الموت

رُحمت مصير العالمين كما ترى=وكل هناء أو عزاء إلى فوت

رثاء رياض باشا:

ممات في المواكب أم حياة=ونعش في المناكب أم عظات

ويومك في البرية أم قيام=وموكبك الأدلة والشيات

يجل الخطب في رجل جليل=وتكبر في الكبير النائبات

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:09 م]ـ

رثاء محمد فريد بك:

كل حي على المنية غادي=تتوالى الركاب والموت حادي

ذهب الأولون قرنا فقرن=لم يدم حاضر ولم يبق بادي

رثاء مصطفى لطفي المنفلوطي:

اخترت يوم الهول يوم وداع=ونعاك في عصف الرياح الناعي

هتف النعاة ضحى فأوصد دونهم=جرح الرئيس منافذ الأسماع

رثاء إسماعيل صبري:

أجلٌ وإن طال الزمان موافي=أخلى يديك من الخليل الوافي

رثاء مصطفى كامل:

المشرقان عليك ينتحبان=قاصيهما في مأتم والداني

ياخادم الإسلام أجر مجاهد=في الله من خلد ومن رضوان

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:46 م]ـ

موضوع رائع ...

بارك الله فيكم جميعا ...

بعد اذنك يا اخي العزيز اود ان اضع مشاركتك في موضوع " أحلى ما قيل في الأمهات "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير