تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زرت ابن آدم لما قيل قد حلقوا = جميع لحيته من بعد ما ضربا

فلم أر النصف محلوقاً فعدت له = مهنئاً بالذي منها له وهبا

فقام ينشدني والدمع يخنقه = بيتين ما نظما ميناً ولا كذبا

إذا أتتك لحلق الذقون طائفة =" فاخلع ثيابك منها ممعناً هربا "

" وإن أتوك وقالوا: إنها نصف = فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا "

والبيتان الأخيران منها في كتاب " الحماسة " أيضاً في باب مذمة النساء، لكن الأول منهما فيه تغيير، فإن بيت الحماسة:

لا تنكحن عجوزاً إن أتيت بها = واخلع ثيابك منها ممعناُ هربا

وحضر ليلة الحيص بيص وابن الفضل المذكور على السماط عند الوزير في شهر رمضان، فأخذ ابن الفضل قطاة مشوية، وقدمها إلى الحيص بيص، فقال الحيص بيص للوزير: يا مولانا هذا الرجل يؤذيني، فقال الوزير كيف ذلك? قال: لأنه يشير إلى قول الشاعر:

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا = ولو سلكت سبل المكارم ضلت

وكان الحيص بيص تميمياً - كما تقدم في ترجمته - وهذا البيت للطرماح بن حكيم الشاعر، وهو من جملة أبيات، وبعد هذا البيت:

أرى الليل يجلوه النهار، ولا أرى = خلال المخازي عن تميم تجلت

ولو أن برغوثاً على ظهر قملة = يكر على صفي تميم لولت

ودخل ابن الفضل المذكور يوماً على الوزير المذكور الزينبي، وعنده الحيص فقال: قد عملت بيتين ولا يمكن أن يعمل لهما ثالث، لأنني قد استوفيت المعنى فيهما، فقال الوزير: هاتهما، فأنشده:

زار الخيال نحيلاً مثل مرسه = فما شفاني منه الضم والقبل

ما زارني قط إلا لكي يوقظني = على الرقاد فينفيه ويرتحل

فالتفت الوزير إلى الحيص وقال له: ما تقول في دعواه? فقال: إن أعادهما سمع الوزير لهما ثالثاً، فقال له الوزير:

أعدهما، فأعادهما، فوقف الحيص بيص لحظة، ثم أنشد:

وما درى أن نومي حيلة نصبت = لطيفه حين أعيا اليقظة الحيل

فاستحسن الوزير ذلك منه.

وسمعت لبعض المعاصرين، ولم أتحقق أنها له حتى أعينه، وقد أخذ هذا المعنى ونظمه وأحسن فيه، وهو:

يا ضرة القمرين من لمتيمٍ = أرديته وأحلت ذاك على القضا

وحياة حبك لم ينم عن سلوة = بل كان ذلك للخيال تعرضا

لا تأسفي إن زار طيفك في الكرى = ما كان إلا مثل شخصك معرضا

ثم وجدت هذه الأبيات لأبي العلاء بن أبي الندى المعروف.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:35 م]ـ

أشكرك د. مروان على ما تقدمه

كما أشكرك على تحقيق المبهج فقد أبدعت

شكرا لك أخي الحبيب الغالي محمد سعد

وهذا العمل من بواكير أعمالي

وسوف أرسله لك هديه ـ بمشيئة الله ـ

في طبعته الجديدة، على مخطوطة جديدة

وذلك إذا أرسلت لي عنوانك وهاتفك على الخاص

وما زلت أنتظر ردك حول كتاب ابن جني في

شرح الحماسة؛ فأنا بحاجة ماسة إليه جدا جدا

وأنا ـ والله ـ أحبك في الله

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:38 م]ـ

(وما زلت أنتظر ردك حول كتاب ابن جني في

شرح الحماسة؛ فأنا بحاجة ماسة إليه جدا جدا)!!

وللعلم ..

فهو مطبوع في الأردنّ،،،

والله العظيم!!!

كما أخبرني من أثق به!!

ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:57 م]ـ

أخي د. مروان

سابحث لك عن الكتاب بكل قوة

أرسلت لك على الخاص

ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:59 م]ـ

من أبياته الشهيرة:

ملكنا فكان العفو منا سجية =فلما ملكتم سال بالدم أبطح

وحللتم قتل الأسارى وطالما =غدونا عن الأسرى نعف ونصفح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا =وكل إناء بالذي فيه ينفع

ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 06:05 م]ـ

ومن شعره:

صدف عن الزاد الشهي فؤاده =غيب إلى الزاد التقي والفضائل

جرئ إلى قول الصواب لسانه =إذا ما الفتاوى أفحمت بالمسائل

أعيدت له شمس الأصيل جلالة =وقد حال ثوب الصبح في أرض بابل

وله ايضاً:

ياطالب الرزق في الآفاق مجتهداً =أقصر عناك فأن الرزق مقسوم

الرزق يسعى إلى من ليس يطلبه =وطالب الرزق يسعى وهو محروم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير