وكان ينبغي ان تاتي الى المسالة الاهم، وهو الطعن بالنبي سليمان من جانب اكثاره من النساء والسرايا والغواني بشكل بشع وليس له مثيل ولايقبله ذوق ولا عقل ولا علم ولا منطق، وفاق جميع المعقول والسلوك المنحرف للملوك والشواذ والاباطرة والمترفين المنحرفين وبما لايليق بنبي كريم يزكيه الله،بل لم يحدثنا التاريخ ان احدا من البشر كان زير نساء بهذا الشكل المهول، وبدلا من ذلك اخذت ترقع، وانى للشمس ان تحجب بغربال، وانى لك الترقيع لحديث ينطق بالعهر والمعصية وبما يخالف صريح قول الله وكتابه ويمجه الخلق والذوق والمألوف البشري؟
ومن العورات التي اتصف بها الحديث المزعوم انه جعل من النبي ليس نبي هداية وقدوة الى العمل الصالح والسلوك القويم وانما امثولة في الاسراف في الشذوذ واتباع الشهوات، فلقد نهى الله عن الاسراف في الاكل والشرب وعن التبذير في المال بينما هذا الحديث يمثل اشد دركات الاسراف في الاكثار من السرايا وتفعيل السَوءات،
كما جعل من النبي الكريم فحل قطيع لانتاج سلالات المجاهدين عن طريق الفراش وليس نبي الدعوة والهداية واقامة العدل والقسط بين الناس ومتناسيا ان الانبياء ليس باللزوم يُخَلِّفون المهتدين والمجاهدين،كما قال الله:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة124
ولكن الحديث المزعوم جعل من النبي امثولة مزعومة للجهاد عن طريق الفراش،
ان الذي ورد في الحديث يمثل لغز لايستعصي على ابسط الافهام وهو لايمثل سوى قباحة لم يفعلها اشد الملوك والاباطرة طغيانا وشذوذا، فكيف يمكن ان تتقبله او تناقشه؟
وكيف يمكن ان يكون منار هداية لخير امة اخرجت للناس ولا تمجه سريعا وتعتبره من سقط القول؟
وحين واجهتك بعورة الحديث واساءته للنبي الكريم كان ردك الحذف كوسيلة للهروب من مواجهة الصعاب والحقيقة، فما هكذا يكون التثاقف ويكون الاخذ والرد!!!!
ولم تقم بالرد على شبهة اتباع الشهوات والجهاد في سبيل الله بغير السبيل الذي امر الله به في معرض مناقشتك لتلك الاشكالات الثانوية المثارة حول الحديث المزعوم، فجميع الاعتراضات والردود المضادة التي ناقَشتَها لم تكن بالمستوى الجدير بالمناقشة، ولا ادري هل انت الذي انتقيت تلك الاعتراضات والردود ام ان اصحابها لايملكون غيرها، فعندي من الاعتراضات التي هي بالحقيقة اعتراضات جديرة ويصعب الاجابة عليها، فمنها ان الحديث المزعوم يجعل من النبي ممن يتبع الشهوات، وانه من الذين الهاهم التكاثر، وانه زين له حب الشهوات من النساء والبنين، وبما يخالف تعاليم كتاب الله، فهات لنا ردك اذا؟
فالحديث المزعوم ينطق بالسباب والشتائم والاتهام لسيدنا سليمان باتباع الشهوات والتمرغ فيها، فهو اتهام مبطن للنبي وليس مدحا له في اي جانب، وهذا الجانب لم تستطع تفنيده او ايجاد اي سند او حجة من عقل او منطق او كتاب الله، ولعل ذلك مرده الى ان الحديث مقتبس من كتاب الف ليلة وليلة ولم يكن حديثا لرسول الله البتة،
يقول الله في سورة الحج:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ {9}}
واريد ان انبه واشدد انني لم ولن اخالف اي من شروط المنتدى وتعليماته، ولم اهزأ بالنبي الكريم وانما هزأت بحديثا زورا منسوبا بالافك والبهتان على النبي الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وقد بدى من ذلك الحديث المزعوم جميع مَثَلُ السوء، والاهم انني لم ولن اخالف هدي الله والعمل به ولا اتصف بسوء الخلق في التعامل وخطاب الانبياء ولا ارفع صوتي فوق صوتهم، بينما الحديث المزعوم هو من يفعل ذلك وهو من جعل من النبي سليمان مجرد زير نساء،
¥