تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حوار للتأمل: الفقيه الزحيلي: للكافر حق الحياة]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Apr 2009, 03:44 م]ـ

حوار للتأمل بهدوء.

(فالأمر متعلق بالحياة والموت).

===

الفقيه الزحيلي: للكافر حق الحياة

حوار - وحيد تاجا / 05 - 04 - 2009

المصدر: إسلام أونلاين

http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1237705689970&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout&ref=body

قضايا مختلفة لفكرة واحدة، تتساءل عن الحرية في الإسلام مفهوما ونصا وممارسة .. الكلام عن الحرية يتدفق ولا يتوقف، أما تأصيلاتها الفقهية الرصينة فشحيحة.

الدكتور وهبة الزحيلي، فقيه الشام المعروف، وضعنا أمامه عدة قضايا تفصيلية كلها تدور حول الحرية، بدأت القضية بحرية التبشير التي اعتبرها قضية يجب أن تحاط بروادع تحفظ للنظام العام حقه في الهدوء، وأيضا ضرورة عدم التسرع في إسباغ التكفير على أي شخص .. ويرى أن تكفير ابن عربي الصوفي الشهير متسرع فيه، وغير مبني على شروط واضحة، ويخلص لاعتبار الحرية في الإسلام نظاما مستمرا متواصلا بين الغيب والشهادة، هذا التواصل هو الذي يعطيها حيويتها وقوتها، ويحفظها من عبث المغامرين.

للشيخ وهبة كتاب مهم هو "آثار الحرب"، وهو أول مؤلف له، وقد حصل به على درجة الدكتوراه في الحقوق "الشريعة الإسلامية" من كلية الحقوق جامعة القاهرة بداية عام 1963 بمرتبة الشرف الأولى، والتوصية بتبادل هذه الرسالة مع الجامعات الأجنبية .. وكرمت دولة ماليزيا رسميا وشعبيا الشيخ وهبة باعتباره شخصية العام الهجري 1430هـ، والذي تجاوزت تصنيفاته خمسين ألف صفحة.

إلى تفاصيل الحوار:

* حديثنا عن الحرية عام ومتحرك داخل تفاصيل حياتية تستحق وقفات فقهية متأنية، وهو ما يتوفر لكم، ودعني أسأل كيف ترى حرية التبشير بالاعتقاد المختلف؟ وكيف ينظمها الفقه؟

** الحرية في التنصير وغيرها معترف بها، سرا لا علانية أو جهرا؛ منعا من مصادمة النظام العام في الإسلام، وحماية من التصادم الفكري وما يتبعه من صراع وإثارة فتن، وبعثرة جهود وعرقلة مقتضيات النظام العام.

فلو بشَّر مخالفون بدينهم سرا دون أن ينشروا فكرا حركيا متطرفا مصادما، فلا يمنعون منه؛ لأن الدين دين الله، والناس سواء في المواطنة، وهذا ما ينطبق على الزنديق والملحد في المفهوم الإسلامي الذي يروِّج لزندقته ويثير المشكلات في أذهان الناس.

وهكذا ولم يكن النظام الاشتراكي المتطرف مثلا يسمح بأي دعوة تتصادم مع مقتضيات هذا النظام، ويعدّون ذلك خيانة عظمى تستحق الإعدام.

ابن عربي .. والكفر

* عقد مؤخرا مؤتمر للاحتفال بـ"ابن عربي" في دمشق ومدريد .. وانبرى أحد كبار الدعاة في بلد عربي يهاجم التصوف ويعتبر المتصوفين من الكفار الذين يجب قتلهم .. ويقول: إن "ابن عربي" من أكبر الزنادقة والكفار، وإن كتابه "فصوص الحِكَم" أكبر كتاب كفر وجد على ظهر الأرض؟

** التصوف كما أوضح الإمامان ابن تيمية وابن القيم: هو الإحسان وسمو الروح، وإصلاح الوجدان والقلب والسلوك، فهو طريقة تهذيبية للطبائع والسلوكيات.

أما التصوف المشوب بالأغلاط والدخيل الهندي والشبهات فهو ليس تصوفنا، وهو الذي يدعو إلى السكون والعيش في الزوايا وترديد الأذكار، ويترك شئون الحياة، فهذا غير سلوك المتصوفين المجاهدين في كل عصر لنشر الإسلام.

ومن المعروف أن الإسلام انتشر في الماضي والحاضر على يد المتصوفين الملتزمين بأصول الشريعة في القرآن والسنة، والتصوف المعطل للجهاد والطاقات والدعوة إلى الاسترخاء والسكون هو الذي يجنح إليه الغربيون، ويعقدون المؤتمرات لتعطيل الطاقات الإسلامية، وتفريغ الإسلام من محتواه، وإيجاد فئة خالية من القوة والصمود.

وأما تصوف ابن عربي ونحوه فلا يمكننا الجزم بأن كتاب "فصوص الحِكَم" هو من تأليفه، بل هو مدسوس عليه، وإذا صحّت نسبته إليه فقد وجدنا بعض كبار الحكماء والفلاسفة وأساتذة الجامعات يتأولون الكلام الذي فيه بنحو حسن مقبول، فيكون المتسرعون في الحكم بتكفيره على غير بينة ولا هدى ولا إثبات شرعي مقبول، وندع أمره لربه في قضية الاعتقاد والإيمان القلبي الذي لا يستطيع أحد الكشف عنه لمحدودية فكره وعقله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير