[كتاب: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزابادى في حلقات]
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[18 May 2009, 12:05 م]ـ
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
للفيروزابادى
ملاحظة: كُتب الكتاب على الطريقة المصرية في حذف نقطتي الياء المتطرفة، مما يسبب الخلط بينها وبين الألف المقصورة.
كتاب يبحث في بعض علوم القرآن، يحتوي على مقدمة فيها فضل القرآن وشئ من المباحث العامة المتعلقة به كالنسخ ووجوه المخاطبات، ثم يأخذ في ذكر مباحث تتعلق بالقرآن: سورة سورة على ترتيبها المعروف في المصحف، فيذكر في كل سورة مباحث تسعة موضع النزول - عدد الآيات والحروف والكلمات - اختلاف القراء في عدد الآيات - مجموع فواصل السورة - اسم السورة او اسماؤها - مقصود السورة وما هي متضمنة له - الناسخ والمنسوخ - المتشابه منها - فضل السورة
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب بصائر ذوي التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للعلامة الفيروزابادى
/ النصوص الواردة في (بصائر ذوي التمييز / الفيروزابادى) ضمن الموضوع (مقدمة المحقق)
ترجمة المؤلف. وآثاره وتآليفه
النصوص الواردة في (بصائر ذوي التمييز / الفيروزابادى) ضمن الموضوع (مقدمة المحقق) ضمن العنوان (مولد المؤلف ونشأته العلمية)
إقليم فارس من أَقاليم إِيران، يقع فى جنوبيِّها الغربىّ. ومن هذا الإِقليم كورة أَرْدَ شِير خُرَّة، وقصبتها شِيراز، وهى مدينة إِسلاميَّة مصَّرها العرب فى سنة 64 هـ. وكانت قَصَبة الإِقليم كلِّه. وفى جنوبيّ شيراز تقع مدينة كارزين، وكانت من قبيل قصبة كُورة قُباذ خُرَّة. ويقل فيها ياقوت: "كارزين بفتح الراء وكسر الزاى وياء ونون" وفى التاج أَن المشهور فيه كسر الراء، كما هو عند الصاغانى، وأَن السمعانىَّ ضبطها بالفتح. وبذلك يعلم سند ياقوت فى ضبطه.
فى هذه المدينة (كارِزين) وُلد مجد الدين الفيروز آبادى محمد ابن يعقوب. وقد صرَّح بذلك فى مادة (كرز) من القاموس، ففيها: "وكارزين: د (بلد) بفارس، منه محمد بن الحسن مقرئ الحرم. وبه وُلدت. وإِليه ينسب محدِّثون وعلماء" وقد وقع عند كثير من المترجمين له أَنه ولد بكازَرون. ويذكر صاحب التاج أَن هذا الوهم وقع فيه بعض الخاصَّة. ومصدر هذا الوهم أَن كازرون أَيضا قريبة من شيراز، وإِن كانت من كورة سابور.
وكانت ولادة المجد فى ربيع الآخر - وقيل: فى جمادى الآخرة - سنة 729هـ (سنة 1329م). ولا يعرف من أَخبار أُسرته إِلا أَن أباه كان من علماء اللغة والأَدب فى شيراز. وقد توجّه إِلى حفظ القرآن فحفظه وهو ابن سبع سنين. وكان سريع الحفظ، واستمرَّ له ذلك فى حياته. وكان يقول: لا أَنام حتى أَحفظ مائتى سطر.
وقد بدا ميله إِلى اللغة فى زمن مبكِّر. فيذكر السخاويُّ أَنه نقل إِذ ذاك كتابين من كتب اللغة، والظار أَن هذا بتوجيه أَبيه.
وقد انتقل فى السنة الثامنة من حياته إِلى شيراز فى طلب العلم. فأَخذ عن أَبيه اللغة والأَدب. ويدخل فى ذلك النحو والصرف وعلوم البلاغة، وأَخذ عن القوام عبد الله بن محمود بن النجم. وتلقَّى الحديث عن محمد بن يوسف الزَّرَنْدىّ الحنفىّ المدنىّ وكانت وفاته سنة بضع وخمسين وسبعمائة كما فى الدرر الكامنة. ونجد أَن اتجاهه لعلوم المنقول، ولا نراه يتَّجه لعلوم المعقول كالمنطق والكلام، كما نرى ذلك فى علاَّمتى المعقول فى عصره وبيئته: سعد الدين التفتازانى المتوفى فى علاَّمتى المعقول فى عصره وبيئته: سعد الدين التفتازانى المتوفى سنة 792هـ، والسيد الشريف الجرجانى المتوفى سنة 816هـ.
ويفارق شيراز فى سنة 745هـ إلى العراق، فيدخل واسطا، ويقرأُ بها القراءات العشر على الشهاب أَحمد بن علىّ الديوانىّ. ويدخل بغداد فيأْخذ عن التاج محمد بن السبّاك، والسراج عمر بن علىّ القزوينىّ، وعليه سمع الصحيح (الظاهر أَنه صحيح البخارى) ومشارق الأَنوار للصاغانىّ فى الحديث، ويذكر ابن حجر فى الدرر الكامنة هذا الرجل، فيصفه بأَنه محدّث العراق، ويقول: "ومات سنة 750. ورى عنه جماعة من آخرهم شيخنا مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازى صاحب القاموس" ويختصّ فيها بقاضى بغداد الشرف عبد الله بن بكتاش. وكان مدرّس النظاميّة، فيعمل مُعيدا عنده. ويمكثُ هكذا فى بغداد سنين.
¥