[محاضرة للشيخ محمد العواجي أسباب الانتفاع بآيات الله]
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[06 Apr 2009, 03:24 ص]ـ
ألقى فضيلة الشيخ د محمد بن عبدالعزيز العواجي الأستاذ المشارك بقسم التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
محاضرة بعنوان أسباب الإنتفاع بآيات الله بمسجد علياء السويدي الأحد الماضي
ذكر فيها ثلاثة عناصر وهي
العنصر الأول: أسباب الانتفاع بالقرآن.
العنصر الثاني: أسباب الانتفاع بالآيات الأخرى.
العنصر الثالث: صفات المحسنين المتأثرين بما يسمعون ويشاهدون من آيات الله.
وذكر في العنصرالأول أسبابا:
الأول: حضور القلب عند سماع وقراءة القرآن:
قال ابن القيم عليه رحمة الله: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن: فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه، منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفًا على:
1 - مؤثر مقتضٍ.
2 - ومحلٍ قابل.
3 - وشرط لحصول الأثر.
4 - وانتفاء المانع الذي يمنع منه.
الأمر الثاني: تفهم معاني الآيات وإنزالها على نفسه:
"وينبغي للتالي أن يستوضح من كل آية ما يليق بها، ويتفهم ذلك، فإذا تلا قوله تعالى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [سورة الأنعام 1]، فليعلم عظمته ويتلمح قدرته في كل ما يريد، وإذا تلا: أفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ [سورة الواقعة 58]، فليتفكر في نطفة متشابهة الأجزاء كيف تنقسم إلى لحم وعظم، .. وإذا تلا أحوال المعذبين فليستشعر الخوف من السطوة إن غفل عن امتثال الأمر .. وينبغي لتالي القرآن أن يعلم أنه المقصود بخطاب القرآن ووعيده، وأن القصص لم يرد بها السمر بل العبر، فحينئذ يتلو تلاوة عبد كاتَبَهُ سيده بمقصود، وليتأمل الكتاب وليعمل بمقتضاه" ().
وإن الأسباب التي تجعل العبد ينتفع بالقرآن المرتبطة بهذين الأمرين كثيرةٌ مبثوثةٌ في الكتاب والسنة وكلام العلماء الصالحين، ومنها على سبيل المثال مع الإجمال والاختصار:
1) أن يعلم أن القرآن كلام الله عزّ وجلّ.
2) الإيمان بالله تعالى.
3) أن يعلم أن الله أراد بهذه الألفاظ المعاني التي هي موضوعة لها.
قال تعالى ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)) [فصلت:42]، ولا يليق بالحكيم إلاّ الكلام لحكمةٍ تقتضي ذلك ().
4) حياة القلب والأخذ بأسبابه:
كما قال تعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) [ق:37] " فإن الانتفاع بالقرآن والإنذار به إنما يحصل لمن هو كذلك ().
5) أن يحرص على الانتفاع بالقرآن في شتى وجوه الانتفاع:
"فقد أنزل الله القرآن:
1 - للإيمان به.
2 - وتعلمه وتلاوته.
3 - وتدبره.
4 - والعمل به.
5 - وتحكيمه.
6 - والتحاكم إليه.
7 - والاستشفاء به من أمراض القلوب وأدرانها.
إلى غير ذلك من الحكم التي أرادها الله من إنزاله. ويحصل الهجر للقرآن من الشخص بقدر ما يحصل منه من الإعراض عن الانتفاع به بأي وجهٍ من الوجوه" ().
6) تَفَهُم القرآن وتدبره:
ومما يعين على تدبر القرآن وفهم معانيه قراءة بعض التفاسير المختصرة المفيدة: كتفسير ابن كثير الدمشقي، ومختصراته كعمدة التفسير والمصباح المنير، وتفاسير الشيخ ابن سعدي. أو ما يُعنى بتفسيره الإجمالي: كالمصحف الميسر -طباعة مجمع الملك فهد، وزبدة التفسير مختصر فتح القدير للأشقر، وملخصه نفحة العبير من زبدة التفسير وغيرها، مع العناية باختيار الأسلم في مسائل الاعتقاد وتتبع معاني كلام الله.
ومجاهدة النفس والأخذ بأسباب التدبر: كمعرفة معاني الكلمات والقراءة بعيداً عن الشواغل، ونحو ذلك، حتى يتسنى له الانتفاع بما يقرأ ().
7) أن يجتهد ما استطاع في الخشوع والخضوع لله عند قراءته:
قال النووي رحمه الله: "فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب. ق
¥