تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سؤال في قوله تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Apr 2009, 08:14 م]ـ

ورد عليّ هذا السؤال ولم أجد له جوابا مقنعا. لذا فأرجو المساعدة.

وهو في فهم قوله تعالى:

(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) في سورة الأنعام، الآية 32

(إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) في سورة محمد، الآية 36

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) في سورة الحديد، الآية 20

(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) في سورة العنكبوت، الآية 64

في هذه الآيات إقرار بأن الحياة الدنيا محل لهو ولعب وزينة، مما يعني إقرارا ضمنيا بإباحة اللهو واللعب والزينة، وإن كان العمل للآخرة أفضلا من ذلك.

والسؤال هو التالي: هل تمثل هذه الآيات نوعا من الذم المطلق للدنيا، أو إقرارا بإباحة اللهو واللعب والزينة فيها؟

وإذا كان الجواب هو الثاني، فلم يوجد لدى بعض الفقهاء نزعة نحو التشديد في تحريم أكثر أنواع اللهو واللعب؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Apr 2009, 09:14 م]ـ

ورد عليّ هذا السؤال ولم أجد له جوابا مقنعا. لذا فأرجو المساعدة.

وهو في فهم قوله تعالى:

(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) في سورة الأنعام، الآية 32

(إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) في سورة محمد، الآية 36

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) في سورة الحديد، الآية 20

(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) في سورة العنكبوت، الآية 64

في هذه الآيات إقرار بأن الحياة الدنيا محل لهو ولعب وزينة، مما يعني إقرارا ضمنيا بإباحة اللهو واللعب والزينة، وإن كان العمل للآخرة أفضلا من ذلك.

والسؤال هو التالي: هل تمثل هذه الآيات نوعا من الذم المطلق للدنيا، أو إقرارا بإباحة اللهو واللعب والزينة فيها؟

وإذا كان الجواب هو الثاني، فلم يوجد لدى بعض الفقهاء نزعة نحو التشديد في تحريم أكثر أنواع اللهو واللعب؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

المتأمل في واقع الحياة يرى أن حقيقة الدنيا هي كما أخبر الله تعالى فغاية الذين لا يؤمنون بالآخرة في هذه الحياة الدنيا أن يلعبوا ويلهوا ويتفاخروا ويكاثر بعضهم بعضا في الأموال والأولاد ثم ما هي النهاية؟

النهاية هي أن كل ذلك ينتهي فلا يبقى منه شيء، ولو أن الأمر ينتهي عند هذا لكان أهون في الخسارة، لكن الحقيقة أشد من ذلك وهو أن هذا الصنف سيحاسب على لهوه ولعبه في الحياة الآخرة ثم يعذب على ذلك.

والتعامل مع الحياة بهذا المبدأ لا يحقق الغاية من استخلاف الله للناس في الأرض وهي عبادة الله وإقامة موازين العدل في الأرض، بل إنه يسبب الفساد في الأرض والظلم والبغي بغير الحق.

والآيات ليست واردة في باب المفاضلة بين نوعين من العمل كلاهما جائز أو مباح، وأن أحدهما أفضل من الآخر،لا.

إنما الآيات واردة في بيان نوعين من التعامل مع معطيات الله تعالى للإنسان في هذه الحياة، أحدهما أساء الفهم والتصور ومن ثم أساء العمل، والآخر فهم الحياة على حقيقتها وتعامل معها بناء على هذا الفهم ومن ثم جاء عمله منتجا للخير والصلاح.

وبعبارة أخرى أقول: إن الآيات وصف دقيق لحال الكافر مع معطيات الحياة ودعوة للمؤمن لأن يسلك مسلكا مغايراً بحيث يكون تعامله مع معطيات الحياة مبنياً على منهج الله تعالى الذي أنزله في كتابه وبينه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما قضية ما يباح من اللهو واللعب فالفقهاء يختلفون بمقدار اختلافهم في فهم آيات الكتاب وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، والكلام حول هذا الموضوع له ذيول يحتاج إلى وقت ومدارسة حتى يفهم على وجهه الصحيح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير