تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معنى النفي في قوله تعالى: ((لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله))]

ـ[حمد]ــــــــ[03 May 2009, 11:43 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

قرأت هذه الفائدة في تفسير البقاعي رحمه الله فأحببت نقلها لكم:

{لئلا يعلم} أي ليعلم علماً عظيماً يثبت مضمون خبره وينتفي ضده - بما أفاده زيادة النافي

ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 May 2009, 02:42 ص]ـ

الأخ حمد حياه الله لعلكم تجدون ما تريدون وزيادة من خلال هذا النقل:

قال الفخر: قال الواحدي: هذه آية مشكلة وليس للمفسرين كلام واضح في اتصالها بما قبلها.

أي: هل هي متصلة بقوله: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28] الآية؟

أو متصلة {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} إلى قوله: {والله ذو الفضل غفور رحيم} [الحديد: 27، 28]

يريد الواحدي: أن اتصال الآية بما قبلها ينبني عليه معنى قوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}.

فاللام في قوله: {لئلا يعلم أهل الكتاب} يحتمل أن تكون تعليلية فيكون ما بعدها معلولاً بما قبلها، وعليه فحرف (لا) يجوز أن يكون زائداً للتأكيد والتقوية.

والمعلَّل هو ما يرجع إلى فضل الله لا محالة وذلك ما تضمنه قوله: {يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم} أو قوله: {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم إلى غفور رحيم} [الحديد: 27، 28].

وذهب جمهور المفسرين إلى جعل (لا) زائدة. وأن المعنى على الإِثبات، أي: لأن يعلم، وهو قول ابن عباس وقرأ {ليعلم}، وقرأ أيضاً {لكي يعلم} (وقراءته تفسير). وهذا قول الفرّاء والأخفش، ودرج عليه الزمخشري في «الكشاف» وابن عطية وابن هشام في «مغني اللبيب»، وهو بناء على أن (لا) قد تقع زائدة وهو ما أثبته الأخفش، ومنه قوله تعالى: {ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أن لا تتبعني} [طه: 92، 93] وقوله: {ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك} [الأعراف: 12] وقوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة: 75] ونحو ذلك وقوله: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] على أحد تأويلات،

والمعنى: على هذا الوجه أن المعلَّل هو تبليغ هذا الخبر إلى أهل الكتاب ليعلموا أن فضل الله أُعطيَ غيرهم فلا يتبجحوا بأنهم على فضل لا ينقص عن فضل غيرهم إذا كان لغيرهم فضل وهو الموافق لتفسير مجاهد وقتادة.

وذهب أبو مسلم الأصفهاني وتبعه جماعة إلى أن (لا) نافية، وقرره الفخر بأن ضمير {يقدرون} عائد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا به (أي على طريق الالتفات من الخطاب إلى الغيبة وأصله أن لا تقدروا) وإذا انتفى علم أهل الكتاب بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين لا يقدرون على شيء من فضل الله ثبت ضد ذلك في علمهم أي: كيف أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين يقدرون على فضل الله، ويكون {يقدرون} مستعاراً لمعنى: ينالون، وأن الفضل بيد الله، فهو الذي فضلهم، ويكون ذلك كناية عن انتفاء الفضل عن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ

ويرى ابن عاشور: أن دعوى زيادة (لا) لا داعي إليها، وأن بقاءها على أصل معناها وهو النفي متعينّ، وتجعل اللام للعاقبة، أي أعطيناكم هذا الفضل وحرم منه أهل الكتاب، فبقي أهل الكتاب في جهلهم وغرورهم بأن لهم الفضل المستمر ولا يحصل لهم علم بانتفاء أن يكونوا يملكون فضل الله ولا أن الله قد أعطى الفضل قوماً آخرين وحَرمَهَم إيّاه فينسون أن الفضل بيد الله، وليس أحد يستحقه بالذات.

وبهذا الغرور استمروا على التمسك بدينهم القديم، ومعلوم أن لام العاقبة أصلها التعليل المجازي كما علمته في تفسير قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً} في سورة [القصص: 8].

وقوله: {أهل الكتاب} يجوز أن يكون صادقاً على اليهود خاصة إن جعل التعليل تعليلاً لمجموع قوله: {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} [الحديد: 27] وقوله: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28].

ويجوز أن يكون صادقاً على اليهود والنصارى إن جعل لام التعليل علة لقوله: {يؤتكم كفلين من رحمته}.

و (أن) من قوله: {أن لا يقدرون} مخفّفة من (أنَّ) واسمها ضمير شأن محذوف.

والمعنى: لا تكترثوا بعدم علم أهل الكتاب بأنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله وبأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، أي لا تكترثوا بجهلهم المركب في استمرارهم على الاغترار بأن لهم منزلة عند الله تعالى فإن الله عالم بذلك وهو خلقهم فهم لا يقلعون عنه، وهذا مثل قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم} في سورة [البقرة: 7].

وجملة والله ذو الفضل العظيم} تذييل يعمّ الفضلَ الذي آتاه الله أهل الكتاب المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم وغيرَه من الفضل.

والله الموفق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير