[هل تصدقون أن الفؤاد غير القلب؟]
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[22 Apr 2009, 05:25 م]ـ
[هل تصدقون أن الفؤاد غير القلب؟]
عند تجوالي في أحد المنتديات المهتمة بالقرآن الكريم والإعجاز بشتى أنواعه وقع عيني على موضوع لأول مرة أقرأه.
الموضوع يتحدث عن الفؤاد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،ويؤكّد أن الفؤاد غير القلب بأدلة قاطعة من آيات بينات وبنصوص السنة الشريفة واللغة العربية والأدلة العلمية.
وجزى الله الكاتبة هناك على بحثها أن الفؤاد موجود في المخ والقلب موجود في الصدر.
أترك لعقلكم النيّر إن شاء الله أن يقرأ هذا الموضوع متجولا بين الآيات والنصوص الشريفة بصفاء الذهن والتمعّن في القراءة.
لا يخفى على احد منا،،أن الباحث في القرآن الكريم يجد الكثير من أوجه الاعجاز العلمي،،فقد توصل العلم الحديث لكثير من الحقائق المتعلقة بالعلاقة بين العين والفؤاد والسمع ,,,وذلك رغم أن هذه العلاقة ذكرت تفصيليا في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا، ومن المعلوم كذلك أن أول خريطة تم رسمها للمخ البشري كانت بعد نزول القرآن الكريم بأكثر من 1200 عام، وقبل ذلك كانت مراكز المخ مجهولة بالنسبة للانسان، لدرجة ان العلماء كانوا يعتقدون أن مركز البصر موجود في العين، ومركز السمع يوجد في الأذن،، ولكن العلم الحديث فصل بين عضو البصر ومركز البصر ... ومركز السمع وعضو السمع أي أنه فصل بين عضو الحس ومركزه، كما كشف لنا العلم ايضا عن وجود منطقة بين مركزي السمع والبصر في المخ تسمى منطقة البيان،، وتدميرها يؤدي الى أن يصبح الانسان أبكم .. ومن الاعجاز كذلك أن رسم القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا صورة مفصلة للمخ .....
ففي الآيات القرآنيةالتي تتحدث عن العين والأذن، دائما تتقدم العين (في كل آيات القرآن) الأذن اشارة الى موقعها في رأس الانسان،وهناك آيات أخرى تتحدث عن الابصار والسمع في تعبيرات تشير الى الادراك والتدبر،ودائما يتقدم السمع على الابصار .. وقد اكتشف العلم الحديث أن مراكز السمع تتقدم على مراكز الابصار ..... والشيء الملاحظ كذلك ان كلمة الفؤاد تذكر دائما بعد السمع والبصر وهذا يعني وجود علاقة عضوية بين السمع والبصر والفؤاد ..
لعل تساؤل يطرح نفسه!! هل الفؤاد هو القلب؟ فإذا كان ذلك صحيحا فإن محل الفؤاد هو الصدر .. ولكن قال الله عزوجل: (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ,,اذا الفؤاد ليس في الصدر!! لذا يجب الفصل بينهما ... والتمييز كذلك .....
بالفعل هناك ظواهر في القرآن والسنة تؤكد اختلاف القلب عن الفؤاد وأبرزها ذكر الفؤاد دائما بعد السمع والبصر في آيات القرآن الكريم كله ..
.بينما ياتي ذكر القلب قبل السمع والبصر كما في قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم) .. وقد يأتي بين السمع والبصر كما في قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة)، وقد يأتي بعد السمع والبصر (قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم) ......
بل وهناك ظاهرة أخرى تبين اختلاف القلب عن الفؤاد .. في سورة القصص حيث قال الله عزوجل: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) ... فبعد أن ألقت ام موسى بابنها الرضيع في اليم اصيبت بصدمة،فقدت على أثرها ذاكرتها .. واصبح فؤادها فارغا من الوعد الذي أخذته قبل أن تلقيه في اليم، فالفؤاد هنا معطل ... بينما كان القلب صاحب اليد العليا في هذه القضية ....
أما في السنة الشريفة فقد قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): ((أهل اليمن ارق قلوبا وألين افئدة))، وهنا نسب رسولنا الكريم الرقة الى القلب،، واللين الى الفؤاد ..
بل حتى في اللغة العربية نجد أن قلب الشيء معناه ((لبه))، أما الفؤاد فيأتي من التفؤد .. وهذا كله يؤكد اختلاف القلب عن الفؤاد ...
¥