تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أثر التصور غير الدقيق على التفسير.]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 03:20 م]ـ

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى عند تفسيره آية السد في سورة الكهف:

"ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعال في سورة «المائدة» من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة. وذلك في قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرض فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين} [المائدة: 26] الآية، وهم في فراسخ قليلة من الأرض، يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه، لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق."

هل كان تيه بني إسرائيل بهذه الصورة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى؟

أنا لا أعتقد ذلك، للآتي:

أولاً: أن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم بالدخول فرفضوا وذلك جبنا منهم.

ثانياً: أن الأرض المقدسة كانت معروفة لهم والطرق بينها وبين مصر معلومة من آيام أبيهم يعقوب عليه السلام.

ثالثاً: لو افترضنا أنهم كانوا لايعرفون الطريق فإن عثورهم على من يعرفها لا يغير من الأمر شيئاً وذلك لبقاء العلة وهي أنهم لايريدون الدخول.

رابعاً: وهو فهمي للآية وهو أن معنى التيه هنا هو تفرق الكلمة وتشتت شملهم حول أرض بيت المقدس، حتى انقضاء الأمد الذي أراده الله، وظهر فيهم أجيال جديدة لم تعرف ذل الهوان الذي عرفه آباؤهم على أيد المصريين ثم جمعهم الله تعالى على يد يوشع عليه السلام وعلى يديه دخلوا بيت المقدس.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 Apr 2009, 07:13 م]ـ

في هذه السنوات ولد أناس مؤكد وبقي أناس فاختلاف الآراء والإقدام على دخول الأرض المقدسة وارد في حال وجدوها بعد عقدين أو ثلاث، وذلك طبعا بعد مرورهم بظروف وأمور ربتهم وهيأتهم فهم جيل جديد، ولكن كان أمر الله مفعولا،

وحياة الأنبياء فيها معجزات وأمور لا تتكرر فلا عجب، وقبل ذلك فإنه سبحانه إذا قضى أمرا {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.

والله أعلم وأحكم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:38 م]ـ

تيه بني إسرائيل أخي الحبيب عقوبة من الله لهم، والعلل المادية لا أظنها تؤثر في ذلك فمعرفتهم للطريق أو دلالتهم عليها لم تكن لتنفعهم، وكذلك تفرقهم واختلافهم لا يكفي مانعاً من الدخول كل هذه المادة لو كان ذلك ممكناً قدراً لهم. ولذلك ذهب الجاحظ إلى أن هذا نوعٌ من الصَّرفة لبني إسرائيل عقوبة لهم. بمعنى أن صرفاً قدرياً إلهياً حال بينهم وبين سلوك الطريق، ثم قد تكون العلةُ ما تفضلتم به أو غيره. لكن المؤكد أنهم قد حيل بينهم وبين الهداية للطريق الصحيح المخرج من تيه صحراء سيناء عقوبة لهم.

وإن كان - في نظري القاصر - لا يسمى الاختلاف في دخول بيت المقدس تيهاً بهذا المعنى الذي ذكره الله بقوله: (يتيهون في الأرض) مما يدل على أنهم يتلمسون الطريق ولكن دون جدوى، وهنا تكمن العقوبة والابتلاء لهم حيث إنهم يشعرون بحسرة السجن في أرض غير مترامية الأطراف ومع ذلك يتيهون فيها.

وقد ذكر ذلك الجاحظ في مواضع من كتابه الحيوان عند حديثه عن صرف أوهام الخلق رغماً عنهم عن أشياء في مقدورهم.

ولم يتبين لي مقصدك بالعنوان، وهل تقصد أن الشيخ محمد الأمين لم يتصور المقصود بشكل دقيق فوقع في الوهم في تفسيره الذي تعقبته.

لا شك أن التصور غير الدقيق يوقع في الوهم في التفسير وفي غيره، ولكن هل كان التصور هنا غير دقيقاً يا ترى؟

مع جزيل الشكر لكم أخي محب القرآن الكريم على فوائدك المتتابعة في الملتقى نفع الله بكم.

ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Apr 2009, 01:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي محب القرآن جزاكم الله خيرا على فوائدكمالقيمة في الملتقى.

أما ماذكرت أخي -وأتمنى أن أكون قد وفقت في فهم قصدك من العنوان- فأظن والله أعلم أنك لم تتصور بدقة كلام الشيخ. لأن كلامه الذي اقتبسته لم يكن في تفسير الآية المذكورة وإنما في معرض حديثه رحمه الله عن القدح في القياس الاستثنائي أوالشرطي من جهة الشرطية والاستثنائية معا.

ليخلص في الأخير إلى رد زعم منكري تواجد يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن.

فقاس عدم اطلاع الناس عليهم رغم تطور طرق المواصلات على عدم اطلاع الناس على بني اسرائيل مدة التيه: عقابا لهم.

وهذا أخي الحبيب مبين في السنة كما أشار الشيخ رحمه الله. فيكون عقابا لبني اسرائيل، واختبارا لنا من باب التصديق والتسليم بعد صحة الخبر والنقل عن رسول الله.

ولو أكملت كلام الشيخ رحمه الله بعده لتبين لك مقصد هذا كله:

حيث ختم الفقرة مبينا لنا حقيقة التفويض والتسليم والتصديق بعد تأكد صحة النقل. فقال رحمه الله: وعلى كل حال فربك فعال لما يريد.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 10:25 ص]ـ

في هذه السنوات ولد أناس مؤكد وبقي أناس فاختلاف الآراء والإقدام على دخول الأرض المقدسة وارد في حال وجدوها بعد عقدين أو ثلاث، وذلك طبعا بعد مرورهم بظروف وأمور ربتهم وهيأتهم فهم جيل جديد، ولكن كان أمر الله مفعولا،

وحياة الأنبياء فيها معجزات وأمور لا تتكرر فلا عجب، وقبل ذلك فإنه سبحانه إذا قضى أمرا {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.

والله أعلم وأحكم.

الأخت الفاضلة وفقك الله لكل خير

ما تفضلت به صحيح، لكن الإشكال هو هل لو وجدت إرادة الدخول فما الذي يمنعهم من الدخول؟ هل هو أنهم لا يهتدون إلى الطريق ولا يعرفونها أم أنه بسبب العقوبة وهو التحريم؟

فالمسألة ليست مسألة معجزة بالشكل الذي تصوره كتب التفسير أن هؤلاء القوم على كثرتهم كانوا يتحركون في دائرة مغلقة لا يعرفون لهم وجهة ولا يتصلون بأحد من البشر، لا أظن الأمر كذلك فهم من البداية امتنعوا عن المواجهة ورضوا بأي حياة فكان لهم ما أرادوا مع العقوبة التي أوقعت عليهم وهي تحريم الدخول أربعين سنة حتى لو تهيأت لهم أسباب الدخول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير