تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كلمات في قواعد التفسير]

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Apr 2009, 05:59 ص]ـ

الحمد لله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزب وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد:

فهذا الموضوع أحببت تخصيصه لجمع لطائف أقوال أهل العلم في قواعد التفسير أجمع فيه بحسب التيسير ما أرجو أن ينفع الله به جامعه ومن يسهم معه، وقارءه وناقله.

وليعلم أنه ليس من شرطي إقرار كل ما أدرج منها على علاته وإنما أنقل ما أحسب أنه يجدي نفعاً أو يثير نقعاً على سنة (إذا كتبت فقمش وإذا حدَّثت ففتش)

ولما لم يحن وقت التفتيش لم يكن بد من استصحاب التقميش، وقد أعلق أحياناً بما أحسب أنه يفيد على وجه المقاربة والتسديد، والله هو المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وهذا أوان الشروع في الموضوع:

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ({قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قد اختَلَفَ العلماءُ في مَعْنَاهُ،

فقالَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: هُوَ الصُّبْحُ.

وقالَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ: هي جَهَنَّمُ.

وقيلَ: هو الخَلْقُ.

وقيلَ: هو وَادٍ في جَهَنَّمَ.

قالَ أبو جَعْفرٍ: وإذا وَقَعَ الاختلافُ وَجَبَ أنْ يُرْجَعَ إلى اللِّسانِ الذي نَزَلَ به القرآنُ، والعَرَبُ تقولُ: هو أَبْيَنُ من فَلَقِ الصُّبْحِ وفَرَقِه، يَعْنُونَ الفَجْرَ). [إعراب القرآن: 5/ 313]

قلت: (هذه القاعدة ليست على إطلاقها، يخصص منها ما إذا كان الخلاف ضعيفاً فإن القول الضعيف لا يقاوم القول القوي حتى يساقطه

فإذا وقع خلاف في تخصيص مدلول اللفظ في اللغة على غير سبيل التمثيل فإن كان التفسير المرفوع حقيقة أو حكماً صحيحاً وجب المصير إليه ولا تحل مخالفته حتى لو قدر وجود أقوال أخرى في المسألة

ثم في تطبيقه للقاعدة غرابة، فما الذي يخصص فلق الصبح دون غيره؟!

فإنها لا تخصص بذلك إلا إذا كانت (أل) للعهد، أما إذا كانت للجنس فهي أعم من ذلك، والله تعالى أعلم).

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Apr 2009, 04:54 ص]ـ

موضوع على جانب كبير من الأهمية، يتلاءم مع قدر الملتقى وأهله، وأرجو أن ينال حقه من الاهتمام. فجزاك الله خيرا ياشيخ عبدالعزيز.

ثم اسمح لي أستاذي الكريم بالتوقف مع فضليتك عند جميل قولك:

(هذه القاعدة ليست على إطلاقها، يخصص منها ما إذا كان الخلاف ضعيفاً فإن القول الضعيف لا يقاوم القول القوي حتى يساقطه

فإذا وقع خلاف في تخصيص مدلول اللفظ في اللغة على غير سبيل التمثيل فإن كان التفسير المرفوع حقيقة أو حكماً صحيحاً وجب المصير إليه ولا تحل مخالفته حتى لو قدر وجود أقوال أخرى في المسألة

.

[ font=Simplified Arabic] فما أروعه في عمومه، ودقته في مضمونه، وهو يتماشى مع رأي شيخ المفسرين في قوله:" .. ولم يكن جلّ ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله {بِرَبِّ الْفَلَقِ} بعض ما يُدْعَى الفلق دون بعض، وكان الله تعالى ذكره ربّ كل ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنياً به كل ما اسمه الفَلَق، إذ كان ربّ جميع ذلك".

وإن كان -رحمه الله- قد صوَّب القول إنه الصبح، كما يرويه عنه ابن كثير في قوله:" وقال ابن جرير: والصواب القول الأول: إنه فلق الصبح، وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى".

وإني إذ أوافقك أستاذي الحبيب في مجمل ما قلت، وخاصة من حيث المنهجية والتوظيف، إلا أني أتوقف عند النتيجة والثمرة المستفادة، التي قد تشكل - بعد طرحك ماتفضلت به- على البعض منا طلبة العلم، لأذهب مع رأي الجمهور، وهو ما تبناه الإمام الشوكاني ورجحه في قوله: " والقول الأوّل - أي: الصبح- أولى؛ لأن المعنى، وإن كان أعمّ منه وأوسع مما تضمنه لكنه المتبادر عند الإطلاق".

ونعلم أنه (لا يجوز العدول عن ظاهر اللفظ، ومعهود لسان العرب في الخطاب) وهي قواعد مسلمة في أصول التفسير -كما هو معلوم - وقد أيد ما ذهب إليه النحاس، قوة الظاهر، وتأييد لسان العرب، كما في قول ذي الرّمة:

حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق = هادئة في أخريات الليل منتصب

وقول الآخر:

يا ليلة لم أنمها بتّ مرتفقا = أرعى النجوم لي أن نوّر الفلق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير