القُرْآن بَيْنَ التَّدَبُّر وَالهَجْر
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:29 م]ـ
القُرْآن بَيْنَ التَّدَبُّر وَالهَجْر
لم تعهد البشرية في تاريخها كتابا كان له من التعظيم والعناية والخدمة مثل ما كان للقرآن الكريم، منذ نزوله إلى يومنا هذا حفظاً وفهماً وتدبراً، وتنافساً في تفسيره وشرح آياته وبيان فضله، ووجوه إعجازه، واستنباط معانيه، إلى غير ذلك مما يتعلق بالقرآن الكريم.
لقد وصف الله عز وجل القرآن بأوصاف عدة، حري بالمسلم أن يقف عندها متأملاً عظمة هذا الكتاب العظيم، ومتدبرًا ما فيها من الآيات والذكر الحكيم.
يقول جل ذكره واصفا القرآن: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} [ص: 67] إلى غيرها من الآيات المبينة عظمة القرآن، فهو هدى للناس، ونور مبين وموعظة وشفاء ورحمة وفرقان .. إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة التي ينبغي أن يقف أمامها المسلم متدبرًا ومتأملاً.
واقتضت حكمته سبحانه أن يكون نزوله في أعظم الأزمان وأشرف الشهور {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة: 185].
وكان نزوله في أعظم ليلة من هذا الشهر المبارك فقال سبحانه: ذ [سورة القدر:1 - 2 - 3]
وبعث به أعظم رسول صلى الله عليه وسلم {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآن ُلأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [سورة الأنعام: 19].
وتحدى الثقلين أن يأتوا بمثله ولو اجتمعوا لذلك {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [سورة الإسراء: 88].
وبين عظم شأنه وجلاله قدره حتى إنه لو نزل على الجبال الصم لتصدعت {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21].
وقد فضل الله القرآن على غيره من الكتب وجعله ناسخا لها ومهيمنا عليها فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه} [المائدة 48].
من هم أهل القرآن
قال ابن القيم:" قال بعض السلف: نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملا، ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه، ولم يعمل بما فيه فليس من أهله، وإن أقام حروفه وإقامة السهم ".زاد المعاد
فضل تلاوة القرآن
إن تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات، وأعظم القربات، إن الله تعالى رتب على قراءة القرآن أجرًا كبيرًا، فكرم الله تعالى عظيم، ومنتّه واسعة، وعطاؤه بلا حساب، حتى أن القارئ الذي يجد في قراءة القرآن مشقة وصعوبة له أجران، أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: [الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو شاق عليه فله أجران] ذكر أهل العلم أن الأجرين احدها على القراءة والثاني لمشقتها على القارئ.
وقال صلى الله عليه وسلم: [اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن أصحابهما] (رواه مسلم)، فأي فوز لمن كان له القرآن الكريم شفيعا.
حملة القرآن القائمين عليه التالين له هم أهل الله وخاصته، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إن لله تعالى أهلين من الناس: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته] (رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني) - وليس المقصود التلاوة فقط بل مع الفهم والتطبيق.
إن معلم القرآن ومتعلمه فإنهما من أفضل الناس وارفعهما مكانة، فعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه] (رواه البخاري).
¥