تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سحرة كفرة في أول النهار ... شهداء بررة في آخره!]

ـ[شاكر]ــــــــ[12 Apr 2009, 06:34 م]ـ

بسم الله والحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وصحبه ومن والاه.

نخبة من موكب الإيمان الممتد في التاريخ،

ومعلم من معالم الطريق الموصل إلى الله تبارك وتعالى

وفئة شجاعة مقدامة وقفت أمام أعتى قوى الكفر والطغيان حتى اهتز عرش فرعون الذي جاء بها لتكون أهم دعائمه.

نخبة ذكرها الله تعالى في عدة مواقع في قرآن يتلى إلى قيام الساعة ليعتبر بها أولو الألباب فيستخلصون منها العبر والمواعظ ويبنون عليها الأحكام والمبادئ في ميادينها الواسعة من عقيدة وولاء وبراء إلى طرق الدعوة إلى الله تعالى.

قصة هذه الكوكبة على طريق الإيمان لم تحظى ـ في رأي المتواضع ـ بما تستحق من البحث والإسهاب أو الإبراز والاهتمام في مؤلفاتنا المعاصرة.

إنها قصة "سحرة فرعون " رضى الله عنهم وأرضاهم.

وسأذكر قصتهم مختصرة من تفسير الطبري رحمه الله آملا من أساتذتنا الكرام أن لا يبخلوا علينا بما عندهم حولها.

(1)

ما جاء في فضلهم:

قالوا: {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} قال: كانوا في أول النهار سحرة , وفي آخر النهار شهداء. 11616 - حدثنا ابن وكيع , قال: ثنا أبي , عن إسرائيل , عن عبد العزيز بن رفيع , عن عبيد بن عمير , قال: كانت السحرة أول النهار سحرة , وآخر النهار شهداء. 11617 - حدثنا بشر بن معاذ , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة , قوله: {وألقي السحرة ساجدين} قال: ذكر لنا أنهم كانوا في أول النهار سحرة , وآخره شهداء. 11618 - حدثنا القاسم , قال: ثنا الحسين , قال: ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد: {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} قال: كانوا أول النهار سحرة , وآخره شهداء.

(تفسير الطبري: الأعراف)

(2)

ما جاء في عددهم:

11595 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا سلمة , عن ابن إسحاق: {أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم}: أي كاثره بالسحرة لعلك أن تجد في السحرة من يأتي بمثل ما جاء به , وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطانه , وبعث فرعون في مملكته , فلم يترك في سلطانه ساحر إلا أتي به. فذكر لي والله أعلم أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر ; فلما اجتمعوا إليه أمرهم أمره , وقال لهم: قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قط , وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم , وقربتكم على أهل مملكتي , قالوا: وإن لنا ذلك إن غلبناه؟ قال: نعم. 11596 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا يحيى بن واضح , قال: ثنا الحسين , عن يزيد , عن عكرمة , قال: السحرة كانوا سبعين. قال أبو جعفر: أحسبه أنه قال: ألفا. 11597 - قال: ثنا يحيى بن واضح , قال: ثنا موسى بن عبيدة , عن ابن المنذر , قال: كان السحرة ثمانين ألفا. 11598 - حدثنا ابن وكيع , قال: ثنا جرير , عن عبد العزيز بن رفيع , عن خيثمة , عن أبي سودة , عن كعب , قال: كان سحرة فرعون اثني عشر ألفا. (تفسير الطبري: الأعراف)

(3)

ما جاء في مكان اجتماعهم:

وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ

وقيل للناس: هل أنتم مجتمعون لتنظروا إلى ما يفعل الفريقان , ولمن تكون الغلبة , لموسى أو للسحرة؟ وقيل: إن اجتماعهم للميقات الذي اتعد للاجتماع فيه فرعون وموسى كان بالإسكندرية. ذكر من قال ذلك: 20216 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {وقيل للناس هل أنتم مجتمعون} قال: كانوا بالإسكندرية. (تفسير الطبري: الشعراء)

(4)

ما جاء في قصتهم ومصيرهم

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ

يقول: فلما تبين السحرة أن الذي جاءهم به موسى حق لا سحر , وأنه مما لا يقدر عليه غير الله الذي فطر السموات والأرض من غير أصل , خروا لوجوههم سجدا لله , مذعنين له بالطاعة , مقرين لموسى بالذي أتاهم به من عند الله أنه هو الحق , وأن ما كانوا يعملونه من السحر باطل ,

قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ

قائلين: {آمنا برب العالمين} الذي دعانا موسى إلى عبادته دون فرعون وملئه.

رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ

قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير