[لفتة حول (في ظلال القرآن) ومؤلفه رحمه الله]
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[09 May 2009, 06:32 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,أما بعد:
فلا يخفى على رواد المنتدى الكرام أن سيد قطب رحمه الله كان علامة فارقة في تاريخ الدعوة المعاصر , وأن اسهاماته الدعوية وعلى رأسها كتاب (في ظلال القرآن) كانت ولا تزال محل أخذ ورد ... والحديث عن تاريخ الحملة على سيد والبحث في أسبابها وآثارها له موضع آخر لكن الذي سأتناوله باختصار شديد في هذا المنتدى هو تعبير شائع لدى كثير من الباحثين عندما يصفون سيد وكتبه بأنها أدخل في باب الأدب منها في العلوم الشرعية وبالأخص علم التفسير وأن سيدا كان أديبا وأن كتابه تناول التفسير بأسلوب أدبي .. هكذا وينتهي كل شيء .. وقد كنت إلى فترة قريبة أظن هذا الوصف صادقا على سيد وعلى مؤلفاته حتى أتاح الله لي قراءة ما تيسر من كتبه وعلى رأسها كتابه الكنز (في ظلال القرآن) .. وقد ظهر لي أنه من الظلم لفكر سيد أن يصنف في باب الأدب -بمفهومه الشائع- وأن يحصر نتاجه العلمي بروعة تعبيره وسمو قلمه فلقد وجدت نفسي وأنا أقرأ الظلال أمام عاصفة فكرية تقتلع الباطل من جذوره .. وجدت نفسي أمام وعي عميق وإدراك واسع للفرقان بين الحق و الباطل ورأيت كاتبا تتفجر الثقة بالله وبدينه من حروف قلمه وتنهال ضرباته القوية على الباطل كلما سنتحت له الفرصة .. رأيت شخصا قلما ترى مثله في دفاعه القوي عن دين الله وعزمه الأكيد على هزم الباطل في ملحمة فكرية يعز نظيرها .. ومع عمق فكره ووضوح رؤيته ثمة قوة وجدانية وطاقة شعورية هائلة تتراءى لقاريء الظلال حتى أن القاريء يشعر بشخص حي ماثل بين يديه يخاطبه شفاها وربما هزه بيديه أحيانا .. هذا مع تأملاته الخاصة في كتاب الله تعالى الجديرة بالإحترام والتقدير .. ووراء ذلك خبرته النادرة بالإنسان والتي تظهر جليا في (التحليلات الإنسانية) المودعة في الظلال والملاحظات الإجتماعية التي لا يمل من إبدائها وربطها بتشريعات الله واستنباط أصولها من تعبيرات القرآن الكريم .. أما القصص القرآني فهذا فنه الأصيل وله فيه مؤلف مستقل .. إلى هنا أتساءل أليس من الظلم أن يحصر سيد رحمه الله في لقب (الأديب) بينما هو في واقعه (مفكر عملاق)؟؟ ولو جاز لي التعبير لقلت (فيلسوف الإسلام)
أما ما في الظلال من زلات عقائدية - عفا الله عن سيد - فقد جمعها الشيخ عبدالله الدويش في مؤلف خاص فللشخص أن يعلقها على هامش نسخته من الظلال ثم يحلق مطمئنا في سماء الفكر ليستمد الرؤية الواضحة والإدراك العميق قبل أن يستمتع بالأدب وينعم بروعة القلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2009, 11:43 ص]ـ
.. وقد ظهر لي أنه من الظلم لفكر سيد أن يصنف في باب الأدب -بمفهومه الشائع- وأن يحصر نتاجه العلمي بروعة تعبيره وسمو قلمه فلقد وجدت نفسي وأنا أقرأ الظلال أمام عاصفة فكرية تقتلع الباطل من جذوره .. وجدت نفسي أمام وعي عميق وإدراك واسع للفرقان بين الحق و الباطل ورأيت كاتبا تتفجر الثقة بالله وبدينه من حروف قلمه وتنهال ضرباته القوية على الباطل كلما سنتحت له الفرصة .. رأيت شخصا قلما ترى مثله في دفاعه القوي عن دين الله وعزمه الأكيد على هزم الباطل في ملحمة فكرية يعز نظيرها .. ومع عمق فكره ووضوح رؤيته ثمة قوة وجدانية وطاقة شعورية هائلة تتراءى لقاريء الظلال حتى أن القاريء يشعر بشخص حي ماثل بين يديه يخاطبه شفاها وربما هزه بيديه أحيانا .. .
هذا الأثر الذي يبدوا أنه هز كيانك وغير تفكيرك وأحكامك هو الذي أقض مضاجع أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض ومن الحاسدين أيضا ومن متصيدي الهنات والعثرات والذين يصدق عليهم أنهم كالذباب يترك الشهد ويقع على الجرح.
هذا الأثر الذي وجدته من خلال قراءة الظلال وهو الذي دفع المفسدين في الأرض إلى حظر مؤلفات سيد رحمه الله تعالى، ولكن " الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[09 May 2009, 11:46 ص]ـ
لكن هل عندما يأتيك شخص عادى يسألك عن هذا التفسير هل تنصحة به
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2009, 12:40 م]ـ
لكن هل عندما يأتيك شخص عادى يسألك عن هذا التفسير هل تنصحة به
من هو الشخص العادي في نظرك أخونا كريم؟
هل ممكن أن توضح أكثر؟
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[09 May 2009, 12:48 م]ـ
أشكر للأخ الخالدي هذه اللفتة اللطيفة، وأنتهزها فرصة لأنبه إلى بعض الأمور:
هذا التفسير تلقاه أكثر العلماء بالقبول وكان الأكثر انتشاراً في القرن العشرين. وقد سبق لي أن قرأت كتاب الشيخ عبد الله الدويش (المورد الزلال) فدهشت من بعض مآخذه على الظلال، وعندما كنت أعرض بعض هذه المآخذ في بعض جلسات العلم كان الأخوة يصدمون ويقولون: هل يعقل أن تكون هذه مآخذ.
كلامي هذا لا يعني أنه لا يوجد مآخذ على ما كتب سيد رحمه الله، لأن هذا بدهي؛ فمن هو هذا العالم ــ عبر التاريخ الإسلامي كله ــ الذي ليس عليه مآخذ؟ بل إن أعظم عالم يأتيك أحياناً بما تضحك منه الأطفال. ولا شك أن الخطأ في الفرعيات الاجتهادية حتمي وقوعه. أما في الأساسيات فمستغرب ومستقبح.
ومن هنا نقول للأخ البحيري إذا لم ننصح بالظلال وغيره من التفاسير فأين نجد تفسيراً ينصح به الناس منزه عن الخلل؟! وفي ظني أن الإنسان المتواضع في ثقافته لا يسهل عليه التعامل مع الظلال. أما المتعلم والمثقف المتواضع في علمه الشرعي فالظلال خير له من كثير من التفاسير.
¥