[كيف نحقق التوكل في حياتنا؟]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 02:16 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:
لقد خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأمره بالتوكل عليه في أكثر من آية فقال تبارك وتعالى:
(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) سورة النمل (79)
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) سورة هود (123)
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) سورة الفرقان (58)
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) سورة الشعراء (217)
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) سورة الأحزاب (3)
وغيرها من الآيات كثير.
وقال تبارك وتعالى
(وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) سورة إبراهيم من الآية (12)
وأخبر تبارك وتعالى عن حبه للمتوكلين فقال:
(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة آل عمران من الآية (159)
والسؤال: كيف يحقق المسلم التوكل على الله من خلال فهم آيات القرآن الكريم وسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؟
أرجو من الإخوة الأفاضل أن لا يبخلوا علينا ولا على أنفسهم ببيان الحق في هذه المسألة الشريفة وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[04 Apr 2009, 05:31 م]ـ
أشكر لك أخي الفاضل محب القرآن الكريم تفاعلك الحيوي والمثمر في هذ الملتقى الرائد .. وأسأل الله لك التوفيق والسداد ..
وأما ما يخص موضوعك القيم الذي أثرته مشكورا فإليك هذه النقولات القيمة عل ّ الله أن ينفع بها ناقلها والمنقولة إليه ..
قال ابن عباس: التوكل هو الثقة بالله. وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك. قال الحسن: إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته -- الإمام أحمد: هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق، وقال: وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به -- عبدالله بن داود الخريبي: أرى التوكل حسن الظن بالله -- شقيق بن إبراهيم: التوكل طمأنينة القلب بموعود الله عز وجل -- الحسن: الرضا عن الله عز وجل --
درجات التوكل (من كلام ابن القيم في مدارج السالكين):
1 - الأولى: معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته واليقين بكفاية وكيله وأنَّ غيره لايقوم مقامه في ذلك.
2 - الثانية: إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها.
3 - الثالثة: رسوخ القلب في مقام التوحيد.
4 - الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها، وطمأنينته بالله والثقة بتدبيره.
5 - الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل.
6 - السادسة: استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته.
7 - السابعة: التفويض: هو إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً واختياراً، لا كرهاً واضطراراً. والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته.
8 - الثامنة: الرضا
ويمكن اعتبار درجاتٍ للتوكل كما يلي:
1 - الأولى: أن يكون المتوكل حاله في حق الله سبحانه والثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل (هذا توكل العامة) 2 - الثانية: حال المتوكل مع الله تعالى كحال الطفل مع أمه فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها والفرق بين هذه الدرجة والأولى أن هذا متوكل وقد فني في توكله عن توكله إذ ليس يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته، بل إلى المتوكَل عليه فقط وهي أقوى من الأولى 3 - الثالثة: أعلاها، وتكون باستسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته، ويكون بين يدي الله تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه (وهو توكل الخاصة).
أقسام التوكل (مجاله ومتعلقاته) (مراتبه):
1 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وإصلاحها دون النظر إلى غيره.
¥