[حذف وإثبات الألف في الرسم القرآني (11 - 20)]
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 May 2009, 09:13 م]ـ
الكلمة الحادية عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف قاسية
وردت قاسية ثلاث مرات؛ حذفت ألفها في موضعين؛
في قوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) المائدة.
فهؤلاء القاسية قلوبهم هم من لعنهم الله عز وجل من بني إسرائيل؛ فلن يدخلها بعد ذلك ما يليها من ذكر الله، فهم من شدة قساوة قلوبهم يحرفون كلامه تعالى بلا خوف منه سبحانه. فلأجل ذلك حذفت ألفها.
وحذفت في قوله تعالى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) الزمر.
فويل لهؤلاء القاسية قلوبهم؛ فحال هؤلاء الذين كفروا بالإسلام كحال من كفر من أهل الكتاب من قبل؛ وقلوبهم مقفلة أمام ما يلينها من الإيمان وذكر الله تعالى؛ فعلى ذلك كان حذف ألفها.
وثبتت في قوله تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) الحج.
فهؤلاء القاسية قلوبهم هم من كفار مكة قبل إلقاء الشيطان فيها، وامتدت قساوتها بعد الإسلام، ولكنهم لم يلعنوا، ولم يهددوا بالويل لهم، والأمر ما زال ممدودًا لهم؛ فمنهم من مات أو قتل على الكفر، ومنهم من أصبح من حماة الإسلام والمدافعين عنه، والمجاهدين في سبيله، فثبتت ألفها؛ لأن منهم من دامت قساوة قلوبهم، ومنهم من لانت بعد ذلك بذكر الله.
الكلمة الثانية عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف كاذب
الكذب صفة قبيحة مذمومة؛ وقد ورد ذكر الكاذب مرتين بالرفع، ومرتين بالنصب؛
في قوله تعالى: (وَيَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) هود
وفي قوله تعالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر
وفي قوله تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) غافر
وفي قوله تعالى: (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر
سقطت ألف "كاذب" لأنه يحمل صفة نقص؛ لما يقوم به من زيادة في الحديث لا أساس ولا واقع لها؛ مما ينشئه ويعده من القول الكاذب المخالف للحقيقة، ويعرف ذلك عندما ينكشف أمره ويظهر زيف قوله، وعلى ذلك كان حذف ألفه.
بينما ثبتت ألف صادقًا لأنه صدقه يدوم ولا يسقط.
أما "كاذبة" فقد وردت مرتين؛ واحدة بالإثبات؛
في قوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) الواقعة.
فثباتها راجع إلى نفي امتداد الكذب بالآخرة، وقد عاينوا صدق وقوعها بأعينهم، فالنفي لامتداد ما كان قائمًا من قبل، وليس النفي لما هو منفي، وعلى ذلك ثبتت ألفها.
بينما ثبتت ألف الواقعة لأن وقوعها دائم مستمر متى وقعت.
وأما حذفها في قوله تعالى: (كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) العلق.
¥