تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقدمات في سورة آل عمران]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:00 م]ـ

بدأت أولى حلقات برنامج بينات في الدورة البرامجية الجديدة يوم الأربعاء الماضي وبدأ الحديث عن سورة آل عمران.

تابعت الحلقة بشغف ويمكنني أن أقول أنها كانت حلقة فتح للدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري (ولا أنقص هنا من قدر الأفاضل الدكتور مساعد والدكتور عبد الرحمن). أعجبتني بعض الوقفات فنقلتها لكم للفائدة

[مقدمات في سورة آل عمران]

برنامج بينات

سر تسمية السورة:

عمران المقصود في السورة هو والد مريم عليها السلام لأن أصل السورة وموضوعها الأساس هو محاجّة أهل الكتاب في تأليههم لعيسى عليه السلام فذِكر آل عمران في السورة ليقال على أن عيسى هذا له نسب وله أهل وليس إلهاً كما تزعمون يا ايها النصارى وهذا على ما اعتقد سر تسمية السورة بهذا الإسم، بإسم هذه الأسرة أي أن عيسى هذا هو فرد من أفراد أسرة صالحة مشهورة بالنبوة والرسالة فإياكم أن تفعلوا كما فعل النصارى. ثمانون آية من السورة جاءت لهذا الغرض.

مناسبات هذه السورة مع ما قبلها وهي سورة البقرة: عندما تتأمل السورتين فهما متلازمتان وعندما تنظر إليهما تجد أن بينهما تكاملاً نشير إلى بعض وجوه هذا التكامل بين السورتين:

في سورة البقرة قال في بدايتها (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) ذكر الفلاح في أول سورة البقرة وفي آخر سورة عمران جاء قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) أول سورة البقرة وخاتمة سورة آل عمران ذكر فيهما الفلاح كأنهما سورة واحدة.

في سورة البقرة يذكر الله سبحانه وتعالى هداية الكتاب للناس جميعاً ثم يذكر أصناف الناس المؤمنون ثم الكافرون ثم المنافقون وصفاتهم، في سورة آل عمران يذكر الشبهات التي نشأت بعد نزول هذا الكتاب والاعتراضات التي جاءت من الطوائف ومنهم النصارى. فيقول تعالى في أول السورة (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)) هذا بعد نزول الكتاب وهذا تعريف بالكتاب وأنه جاء هدى للناس (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة)

في البقرة ذكر قصة آدم عليه السلام وأنه خُلِق من غير أب ولا أم وفي سورة آل عمران ذكر قصة خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب فكأنما يقول إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الذي ذكرنا لكم قصة خلقه في سورة البقرة فإن كنتم تعجبون من هذا فذاك أعجب.

اليهود، في سورة البقرة جاء الحجاج معهم والتذكير لهم بنعمة الله وقصتهم والتفصيل في ذلك وبيان أنهم كذبوا وجحدوا وأكثروا من الاعتراض والمحاجة، وفي آل عمران مع النصارى لأن الطائفتين مقترنتان إذا ذُكرت إحداهما ذُكرت الأخرى. وهما تفسير لما جاء في فاتحة الكتاب (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) المغضوب عليهم اليهود ذكروا في سورة البقرة والضالين النصارى ذكروا في سورة آل عمران.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير