تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إشكال في تفسير قوله تعالى (أو كصيب من السماء) الآية ..]

ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[01 May 2009, 10:31 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بعض أهل العلم عند تفسيره لهذه الآية يقرر أن الصيب هو الوحي والقرآن والرعد هو زواجر القرآن والبرق هو حججه وبراهينه ..

لكن على هذا التفسير ماذا نقول في قوله تعالى (فيه ظلمات)؟ ..

أرجو من المتخصصين حل هذا الإشكال ..

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 11:31 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بعض أهل العلم عند تفسيره لهذه الآية يقرر أن الصيب هو الوحي والقرآن والرعد هو زواجر القرآن والبرق هو حججه وبراهينه ..

لكن على هذا التفسير ماذا نقول في قوله تعالى (فيه ظلمات)؟ ..

أرجو من المتخصصين حل هذا الإشكال ..

ليس هناك إشكال أخي الكريم

يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره:

"والظلمات مستعار لما يعتري الكافرين من الوحشة عند سماعه كما تعتري السائر في الليل وحشة الغيم لأنه يحجب عنه ضوء النجوم والقمر، والرعد لقوارع القرآن وزواجره، والبَرْق لظهور أنوار هديه من خلال الزواجر فظهر أن هذا المركب التمثيلي صالح لاعتبارات تفريق التشبيه وهو أعلى التمثيل."

فالمثل مركب يصور حال المنافقين وليس حقيقة القرآن.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 May 2009, 11:51 ص]ـ

((أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ. يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).

يقول الأخ الكريم أبو هاجر:" بعض أهل العلم عند تفسيره لهذه الآية يقرر أنّ الصيّب هو الوحي والقرآن والرعد هو زواجر القرآن والبرق هو حججه وبراهينه ... لكن على هذا التفسير ماذا نقول في قوله تعالى: فيه ظلمات؟ ".

هذا كلام صحيح، وقد سبق لي أن نقلت تفسير شيخي للمثل الذي يسبق هذا المثل:" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً .. "، حيث إنّ الذي يستوقد ناراً فتضيء ما حوله هو الرسول عليه السلام. وفي هذا المثل يرى شيخي أنّ الصيّب هو المطر الذي ينزل بالخير فيصيب مواضعه. والمقصود هنا الوحي الذي ينزل بالخير والهدى فيصيب القلوب ذات الاستعداد فيُحييها. أما القلوب المتحجِّرة، والتي تراكمت عليها شوائب المعاصي، فإنّها لا ترى أنوار الحق، بل لديها انعكاس نفسي فترى النور ظلمة. ومما يؤيد ذلك خواتيم سورة التوبة:" وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ". فنلاحظ هنا تفاوت التأثير.

وكذلك الآية 41 من سورة الإسراء:"وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا "، فالقرآن لا يزيدهم إلا نفوراً. ثم نقرأ في الآية 45:"وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ".

وكذلك الآية 44 من سورة فصلت:"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ"، نعم: وهو عليهم عمى.

أما الظلمات التي تكون في الصيّب فهي جزء من القانون الإلهي في الخلق والتكوين، وكل ذلك لحكمة:" فيه ظلمات ورعد وبرق"، فالظلمات لها وظيفة، والرعد له وظيفة، والبرق له وظيفة. وعندما نعلم أنّ الحكيم الذي خلق هو نفسه الحكيم الذي أنزل، ندرك وحدة الخلق والتنزيل.

والرعد فيه تخويف وإنذار، وفيه وفيه ... الخ. والبرق يكاد يخطف الأبصار لشدة إنارته. والوحي الذي يبهر بأدلته وبراهينه وموافقته للفطرة ... يضيء أحياناً لأهل النفاق فتجدهم يُعجَبون ويَستجيبون. وفي المقابل نجدهم في أحيان كثيرة تتناوشهم ظلمات الشك والحيرة.

مثال: قد يُعجَب المنافق بالتوحيد وبعض المكارم التي دعى إليها القرآن الكريم، ولكنك تجده يحيص ويُدبر عندما يسمع آيات قطع يد السارق، أو ضرب المرأة الناشز، أو الزواج من أربع على الرغم من كونه يستسهل الزنا ويتقبله ... الخ.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 12:54 م]ـ

هذا كلام صحيح، وقد سبق لي أن نقلت تفسير شيخي للمثل الذي يسبق هذا المثل:" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً .. "، حيث إنّ الذي يستوقد ناراً فتضيء ما حوله هو الرسول عليه السلام. .

الأخ الفاضل أبو عمرو

هل أنت متأكد من هذه العبارة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير