تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابو هاجر]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:14 م]ـ

اخي محمد لقد تلقيت دعابتك بالأحضان 00 وأسأل الله الذي جمع قلوبنا في هذا الملتقى أن يجمعها في الفردوس الأعلى 00آمين 0

وأما كتابتي بالخط العريض (6) فقد أرشدني إليه النبي صلى الله عليه وسلم (أحب لأخيك ما تحب لنفسك) وأنا أحب أن يكتب غيري به 0

ولكن إن كان يؤذيكم فمن الآن أعلانها توبة 000

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 Apr 2009, 09:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

أخي الفاضل من خلال دراستي على يد مشايخ هذا الفن أو متابعتي لدروسهم أو قراءتي لكتب أو بحوث الأفذاذ من أرباب هذا الفن أستطيع أن أجيبك بما يلي والله المستعان وعليه التكلان:

لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.

ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين:

1 - إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا ...

ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.

ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى؟

هذا الحديث فيه نوع من الدور، فعندما ينقل لنا أحدهم عبارة ما قالها شخص ما لابد أن ينقل لنا شعوره لا محالة،إلا في حالتين:

الأولى: أن يتعمد إخفاء الحقيقة.

الثانية: أن يكون عقله فيه خلل.

فالغضب معروف، والحزن معروف، والفرح معروف، والحكمة معروفة، وكان الصحابة رضي الله عنهم والذين نقلوا لنا القرآن والسنة، أناس ذوي أمانة وعقل وفطنة وبلاغة، ومقدرين لحقيقة الأمر وخطورته مما يستدعي منهم الانتباه الكامل، وهذا واضح جدا ولا يحتاج لتفصيل، فلم يستطع الأعداء أن يثبتوا خلاف ذلك، ولا المحبين أن يغطوا على غير ذلك، والحمد لله الحافظ دينه والذي يعرف من هو الأجدر بحمل الأمانة.

2 - أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه؟

هنا سأنتقل إلى الفئات التي بعد فئة الصحابة رضي الله عنهم فقد تكلمت عنهم سابقا والحمد لله، وبالنسبة لقضية أن يكون الراوي ثقة في فهمه، فأنت تتكلم عن قضية الضبط فكيف للراوي أن يكون ضابطا إن لم يكن ثقة في فهمه، فالتاريخ ينقل لنا بوضوح (رحلة الحديث) والمقصود طبيعة تعليم العلماء للسنن، فالمجلس يضم نخبة من طلبة العلم جابت الأرض وعرفت بالطلب وتوثق منها الناس، وبعد ذلك للطلاب وحدهم مجلس مراجعة، وبعد ذلك لأرباب هذا الشأن مقارنة بين روايات طلاب الشيخ، وهناك ما يسمى بالقرائن، وأيضا هناك أمر يصل له نقاد الحديث وهم في المرتبة الأولى من حيث تنقيح هذا الأمر وضبطه وهنا تبرز قضية تكامل الشريعة وعدم تضادها، فهؤلاء قد وصلوا لمرحلة علمية متقدمة جدا تسمح لهم بالوصول إلى نتائج وترجيحات يدعما أساس قوي من العلم المشهود له، وهذا ما يسره الله تعالى لأمته،فقد هيأ الرجال الأفذاذ لذلك، وهم من يستطيع مقارنة ذلك بعد كل ذلك بالقرآن على أساس قضية تكامل الشريعة وعدم تضادها وهذا أظن الذي تريده مما كتبت، والحمد لله القائل في كتابه:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9)

وهذا ما تيسر، والله أعلم وأحكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير