تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

8) الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن. ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء، وهو يتلو كتاب الله حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم معانيه، والانتفاع به؛ فإذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرآن ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل، وجرب تجد. ().

9) عدم تقديم شيء بين يدي كلامه سبحانه. ومن ذلك حسن الأدب بخفض الصوت عند سماع كلامه.

10) الاستماع للقران والإنصات له:

في صلاة وغير صلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فقرأ عليه وهو يسمع، وخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه حتى ذرفت عيناه

11) إن حسن الأداء هو طريق الانتفاع بالقرآن.

12) مدارسة القرآن وعلومه:

بأن يحضر حلقات العلم ليستفيد ويتذاكر مع إخوانه الذين يرجو أن يكون عندهم علم حتى يستفيد من علمهم، وحتى يضم ما لديهم من العلوم النافعة إلى ما لديه من العلم، فيحصل له بذلك خير كثير ويحصل له بذلك الفقه في الدين، والبعد عن صفات المعرضين والغافلين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) () ().

والخلاصة: قال ابن القيم رحمه الله:فإذا حصل المؤثر وهو: القرآن، والمحل القابل وهو: القلب الحي، ووجد الشرط وهو: الإصغاء، وانتفى المانع وهو: اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر؛ حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر" ().

العنصرالثاني

أسباب الانتفاع بالآيات الأخرى

إنّ أسباب الانتفاع والاتعاظ قد جمعها الله في أمرين جمعا أسباب الانتفاع بالقرآن:

وهما

حضور القلب عند سماع وقراءة القرآن مع تفهم معاني الآيات وإنزالها على نفسه. ومع ذلك فقد أقام الحجة على خلقه بآياته الكونية- أفقية ونفسية أيضاً، ولذا نجد في الآيات ذكراً للأسباب التي تجعل العبد ينتفع بالآيات الأفقية والنفسية.

وقد أكثر الله سبحانه في كتابه الكريم من الاستدلال على العلم والقدرة والحكمة بأحوال السموات والأرض وتعاقب الليل والنهار وكيفية تبدل الضياء بالظلام وبالعكس، وأحوال الشمس والقمر والنجوم، وأمر بالنظر في ملكوت السماء والغبراء وبالتفكر فيهما.

وإن من أعظم أسباب الضلال عدم تدبر القرآن وترك التفكر في حال الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم النظر في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله. قال تعالى: ((وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ 0 وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ 0 أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ 0 أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ 0 مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يعْمَهُونَ)) [الأعراف: 182 – 186]

ولذا فإن ما تضمنته آيات الكتاب عموماً في هذا الباب يحتاج للنظر من وجهين:

أولاً: لا تنفع الموعظة إلا لمن آمن بالله وخافه ورجاه:

"آمن بالله وخافه ورجاه كما قال الله تعالى: ((إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ)) [سورة هود 103] وأصرح من ذلك قوله تعالى: ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)) [سورة ق45].

ومن أخص ذلك الإيمان بالوعد والوعيد وتذكره فإنه شرط كذلك في الانتفاع بالعظات والآيات والعبر، يستحيل حصوله بدونه.

1 - وتستبصر العبرة بثلاثة أشياء: (بحياة العقل، ومعرفة الأيام، والسلامة من الأغراض)

أ- فحياة العقل: هي صحة الإدراك وقوة الفهم وجودته وتحقق الانتفاع بالشيء والتضرر به وهو نور يخص الله به من يشاء من خلقه. وبحسب تفاوت الناس في قوة ذلك النور وضعفه ووجوده وعدمه يقع تفاوت أذهانهم وأفهامهم وإدراكاتهم، ونسبته إلى القلب كنسبة النور الباصر إلى العين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير