ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:30 م]ـ
فوائد من المجلد الثالث:
1 ـ من يوصف بالتبشير إنما هم الرسل، وأتباعهم؛ وأما ما تسمى به دعاة النصرانية بكونهم مبشرين فهم بذلك كاذبون؛ إلا أن يراد أنهم مبشرون بالعذاب الأليم، كما قال تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم)؛ وأحق وصف يوصف به هؤلاء الدعاة أن يوصفوا بالمضللين أو المنصرين؛ وما نظير ذلك إلا من اغتر بتسمية النصارى بالمسيحيين؛ لأن لازم ذلك أنك أقررت أنهم يتبعون المسيح، كما إذا قلت: (فلان تميمي) إذاً هو من بني تميم؛ والمسيح ابن مريم يتبرأ من دينهم الذي هم عليه الآن كما قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق). إلى قوله تعالى (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدو الله ربي وربكم) الآيتين؛ ولأنهم ردوا بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكفروا بها؛ فكيف تصح نسبتهم إليه؟! والحاصل أنه ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً يقظاً لا يغتر بخداع المخادعين، فيجعل لهم من الأسماء، والألقاب ما لا يستحقون. ص32.
2 ـ قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
(عسى) تأتي لأربعة معان: للرجاء؛ والإشفاق؛ والتوقع؛ والتعليل؛ والظاهر أنها هنا للتوقع، أو للترجية ـ لا الترجي ـ فإن الله عزوجل لا يترجي كل شيء عنده هين؛ لكن الترجية بمعنى أنه يريد من المخاطب أن يرجو هذا؛ أي افعلوا ما آمركم به عسى أن يكون خيراً. ص48 ـ 49.
3 ـ قال تعالى: (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس).
لأنهما يتضمنان مفاسد كثيرة في العقل، والبدن والاجتماع، والسلوك؛ وقد ذكر محمد رشيد رضا رحمه الله في هذا المكان أضراراً كثيرة جداً؛ من قرأ هذه الأضرار عرف كيف عبر الله عن ذلك بقوله تعالى: (إثم كبير)، أو (إثم كثير) وها تان القراءتان لا تتنافيان؛ لأنهما جمعتا وصفين مختلفين جهة؛ فيكون الإثم كثيراً باعتبار آحاده؛ كبيراً باعتبار كيفيته. ص68.
4 ـ قال تعالى: (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)
تأمل قوله تعالى: (منافع للناس)؛ لأنها منافع مادية بحتة تصلح للناس من حيث هم أناس؛ وليست منافع ذات خير ينتفع بها المؤمنون. ص69.
5 ـ إذا حلف الإنسان على المستقبل بناءً على غلبة الظن، فتبين بخلافه فلا كفارة فيه؛ لأنه يحلف على ما في نفسه، وعلى ظنه؛ وهذا القول هو الراجح؛ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. ص119.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Oct 2009, 02:00 م]ـ
6 ـ كيف نجمع بين قوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وبين قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروني على موسى) ونهيه صلى الله عليه وسلم أن يفاضل بين الأنبياء؟
الجواب: أن يقال: في هذا عدة أوجه من الجمع؛ أحسنها أن النهي فيما إذا كان على سبيل الافتخار والتعلي: بأن يفتخر أتباع محمد صلى الله عليه وسلم على غيرهم، فيقولوا: محمد أفضل من موسى مثلاً؛ أفضل من عيسى؛ وما أشبه ذلك فهذا منهي عنه؛ أما إذا كان على سبيل الخبر فهذا لا بأس به؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر). ص239.
7 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة).
ظاهر الآية نفي الشفاعة مطلقاً؛ وحينئذ نحتاج إلى الجمع بين هذه الآية وبين النصوص الأخرى الدالة على إثبات الشفاعة في ذلك اليوم؛ فيقال: الجمع أن يحمل مطلق هذه الآية على المقيد بالنصوص الأخرى، ويقال إن النصوص الأخرى دلت على أن هناك شفاعة؛ لكن لها ثلاثة شروط: رضا الله عن الشافع وعن المشفوع له وإذنه في الشفاعة. ص249.
¥