تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:28 م]ـ

فوائد من تفسير سورة آل عمران وهو تفسير مطبوع في مجلدين، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1426 هـ، دار ابن الجوزي.

1 ـ قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) فـ (أنا) هنا ضمير. فعلى هذا نقول: (أنا) و (هو) في قوله: (لا إله إلا أنا) وقوله: (لا إله إلا هو) كلاهما ضمير رفع منفصل. فكما أن الذاكر لا يجعل (أنا) اسماً لله، فلا يجوز أن يجعل (هو) اسماً لله، وبهذا نعرف بطلان ذكر الصوفية الذين يذكرون الله بلفظ: هو هو. ويرون أن هذا الذكر أفضل الأذكار، وهو ذكر باطل. ص7.

2 ـ قال تعالى: (والله عزيز ذو انتقام) عزيز: أي: ذو العزة، وهي ثلاثة أصناف: أ. عزة القدر ب. عزة القهر ج. عزة الامتناع.

عزة القدر: بمعنى أن الله ذو قدر شريف عظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (السيد الله) هذه عزة القدر.

عزة القهر: بمعنى أنه القاهر لكل شيء، لا يُغلب، بل هو الغالب. قال تعالى: (وهو القاهر فوق عباده).

عزة الامتناع: أي: أنه عزوجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص، ومن هذا المعنى قولهم: هذه أرض عزاز، أي: صلبة قوية لا تؤثر فيها المعاول. ص15 ـ 16.

3 ـ قال تعالى: (والله عزيز ذو انتقام) هنا قال: (ذو انتقام) ولم يقل (ذو الانتقام). وفي الرحمة قال: (وربك الغفور ذو الرحمة) ولم يقل: (ذو رحمة) وإن كان قد قال في آية أخرى: (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) لأن الانتقام ليس من أوصاف الله المطلقة، وليس من أسماء الله المنتقم. فـ (المنتقم) لا يوصف الله به إلا مقيداً؛ فيقال: المنتقم من المجرمين، كما قال تعالى: (إنا من المجرمين منتقمون) أما (ذو انتقام) فهي لا تعطي معنى الانتقام المطلق؛ لأن (انتقام) نكرة، فلا تعطي المعنى على الإطلاق، بل له انتقام مقيد بالمجرمين ونحوهم.

وبهذا نعرف أن الأسماء المسرودة في الحديث الذي رواه الترمذي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها ذُكر فيها من أسماء الله المنتقم، وهذا لا يصح، وحُذِف من أسماء الله ما ثبت به الأحاديث فلم يُذكر فيها مثل: الشافي، والرب. ص16.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:20 ص]ـ

4 ـ القلب هو هذا الجزء المستقر في الصدر، لقول الله تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وبهذا القلب يكون العقل؛ لقوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)، وبناء على هذه الأدلة يتبين أن العقل في القلب وليس في الدماغ، والعلماء اختلفوا قديماً وحديثاً، هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟ والذي دل عليه القرآن أنه في القلب، والقرآن كلام الخالق، والخالق عز وجل أعلم بما خلق. فالعقل بالقلب لكن عقل القلب هو عقل التصرف والتدبير، ليس عقل الإدراك والتصور، فإن عقل الإدراك والتصور يكون في المخ. فالمخ يتصور ويعقل، وهو بمنزلة المترجم للقلب يشرح ما يريد رفعه إلى القلب، ثم يرفعه إلى القلب، ثم يصدر القلب الأوامر، والذي يبلغ الأوامر الدماغ. ولهذا تنشط العضلات كلها بنشاط الدماغ، فصارت المسألة سلسلة، والذي يتصور ويدرك وفيه عقل الإدراك هو الدماغ، وأما عقل التصرف والتدبير والرشاد والفساد فهو عقل القلب. وحينئذ يزول الإشكال، و تجتمع الأدلة الحسية والشرعية، فالعقل الإدراكي محله هو الدماغ، والعقل التصرفي الإرشادي الذي به الرشاد والفساد هو القلب. ص51.

5 ـ الإنسان مهما بلغ من الصدق فإن عرضه الأمثال الواقعة تجعل كلامه حق اليقين. والمراتب ثلاثة: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.

علم اليقين: هو خبره الصادق.

عين اليقين: ما تراه بعينك مشاهداً.

حق اليقين: ما تدركه بحسك.

فإذا قال لك قائل: في جيبي تفاحة، وهو رجل صادق، فالذي أدركت من وجود التفاحة علم اليقين، فإذا أخرجها ونظرت إليها فهذا عين اليقين، فإذا أكلتها فهو حق اليقين، لأن هذا هو الواقع. ص82.

6 ـ هنا ننبه أن كثيراً من الكُتّاب اليوم إذا تكلموا عن اليهودية والنصرانية والإسلام، يقولون: هذه الأديان السماوية. فيظن السامع أن دين اليهود قائم، وأن دين النصارى قائم، كقيام دين الإسلام. وهذا لا يصح، فإن هذه الأديان أديان سماوية بلا شك، لكنها حرفت، وبدلت، وغيرت ونسخت ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم فليست ديناً يرتضيه الله اليوم، بل المتمسكون بها كفار، لا يعدون من المسلمين. ص124.

7 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) المسكين: كل من لا يكتسب، حتى ولو كان من أولادك؛ فلو أنت غني، وولدك لا يكتسب فهو مسكين، فأنت إذا سعيت عليه كالمجاهد في سبيل الله، قال: وأحسبه قال: (كالصائم لا يفطر، وكالقائم لا يفتر). ص166.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير