تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأجر العظيم المترتب على قراءة القرآن فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف] (رواه الترمذي)، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم.

أخي المؤمن: أنت طيب في معدنك، وكريم على من خلقك، لكن هل علمت أن القرآن يزيد في جمالك، ويزكي رائحتك، قال صلى الله عليه وسلم: [مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب] (متفق عليه).

سؤال: ما لحكمة من تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كتفاحة مثلا؟

الجواب: فوائد الأترجة:

1 - يتداوى بقشرها

2 - يستخرج من حبها دهن له منافع.

3 - وقيل أن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترجة، فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين.

4 - غلاف حبه ابيض فناسب قلب المؤمن.

5 - فيها من المزايا: كبر جرمها وحسن منظرها ولين ملمسها ولها منافع أخرى.

ثمرات تلاوة القرآن الكريم

1 - نزول الرحمة، والسكينة، وحفتهم الملائكة ... وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرحمة تغشى حلقات القرآن أي تعمهم جميعًا، وأن الملائكة تحيط بهم تشريفًا لهم: [ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله .... ] تكملة الحديث.

وقال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204]، نزلت هذه الآية تأمر بالاستماع والإنصات إلى قراءة القرآن وأوجبت الرحمة لمن يستمع وينصت لأن (لعلّ) من الله واجبة، قال الليث بن سعد: يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن.

2 - كتاب الله شفاء للنفوس من الشهوات، ودواء للقلوب من الأهواء والشبهات، وعلاج للأبدان من الأمراض قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين} [سورة الإسراء:82].

وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (الإخلاص والمعوذتين) ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما من رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.

3 - أنه حفظ من الشياطين وشرورهم، وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم البيوت التي لا يقرأ فيها القرآن بالمقابر لانقطاع الأموات عن العبادة والتلاوة، نفور الشياطين من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فقال: [لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة] (رواه مسلم).

4 - القرآن يحصن القلب من الشرك والأمراض المتنوعة، ويحصن البيت من الشياطين، ويحصن النفس والمال كما في حديث حراسة زكاة رمضان وفيه: [إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح] (رواه البخاري).

5 - ما أعده الله لقارئه من الأجر العظيم والثواب الجزيل، فيا ليت شعري ونحن نعرف ما لقارئ القرآن من الأجر، فهل نحن نواظب على قراءة القرآن، فلا يمر بنا يوم إلا وقد قرأنا القرآن منه جزءً وتمعنًا بما فيه ..

تدبر القرآن

* قال ابن القيم: "من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى (قراءة القرآن بخشوع وتدبر وتفهم) "* قال الحسن بن علي رضي الله عنه:" أن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها في النهار".

* إنه لشيء عظيم باهر - لو تأملنا - أن يخص الإله الكبير المتعالي مالك الملك سبحانه هذا الإنسان الصغير القليل بخطابه وكلامه، وأن يحبوه ويمنحه شرف التحدث إليه ومناجاته. قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: 24]. قال القرطبي: دلت هذه الآية على وجوب التدبر في القرآن ليعرف معناه. أهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير