تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما البسملة فإن كان ابتداء قراءته من وسط السورة فلا يبسمل وإن كان من أول السورة فليبسمل إلا في سورة التوبة فإنه ليس في أولها بسملة، لأن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم حين كتابة المصحف هل هي سورة مستقلة أو بقية الأنفال، ففصلوا بينها بدون بسملة.

5 - أن يرتل القرآن ترتيلا: لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [سورة المزمل: 4]، قال النووي: وقد اتفق العلماء على استحبابه، لأن الترتيل أقرب للتوقير، وأشد تأثيرا في القلب من القراءة السريعة.

مسألة:

ولا بأس بالسرعة التي ليس فيها إخلال باللفظ بإسقاط بعض الحروف أو إدغام ولا يصح إدغامه، فإن كان فيها إخلال باللفظ فهي حرام لأنها تغيير القرآن.

6 - يستحب إذ مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب وإذا مر بآية تنزيه الله تعالى نزهه .. فقال: سبحان و تعالى وإذا مر بآية سجدة سجد ويقول: "سبحان ربي الأعلى "

صحبة القرآن

* إن للقرآن صحبة، فمن أحسن صحبة القرآن أحسن القرآن صحبته، وأما من هجر القرآن فإن القرآن يهجره، فلا يرى له شوق إلى تلاوة كتاب الله.

* صحبة القرآن تصحب العبد حتى تقوده إلى الجنة في درجاتها العالية، قال صلى الله عليه وسلم: [يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها] (رواه أبو داود وصححه الألباني). هكذا يرتفع القرآن بصاحبه إلى المعالي.

* إن صحبة القرآن لمن أحسنها شرف وأي شرف، فصاحب القرآن وحامله هو حامل لواء الإسلام.

* قال الفضيل بن عياض: "حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو، تعظيما لله تعالى. قال تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [سورة الأنبياء: 10]، قال ابن عباس: "فيه شرفكم".

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ارتفاع شأن أهل القرآن به فقال صلى الله عليه وسلم: [إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين] (رواه مسلم).

وعلى حامل القرآن ألا يُعجب بنفسه ويغتر أو يتكبر على الخلق بما أكرمه الله به قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {74} يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة آل عمران:73 - 74].

مسائل حول القرآن

حكم رفع الصوت بالقرآن؟

قال النووي: يستحب رفع الصوت بالقراءة بشرط أن لا يخاف الرياء أو التشويش على الغير لأن قراءة الجهر توقظ القلب وتجمع الهمة، وتصرف السمع إلى التفكر في القراءة.

أيهما أفضل القراءة من المصحف أو عن ظهر غيب؟

قال النووي: قراءة القرآن من المصاحف أفضل من القراءة عن ظهر غيب في غير الصلاة لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فينبغي جمع القراءة والنظر معًا، إلا إذا كان القارئ يخشع أكثر في القراءة من حفظه. إذا ألقى عليه أحد السلام وهو يقرأ القرآن؟

قال النووي: ينبغي أن يتوقف عن القراءة ويرد عليه السلام.

لو عطس غيره وهو يقرأ القرآن في غير صلاة؟

قال النووي: يستحب للقارئ أن يشمته فيقول يرحمك الله.

لو سمع القارئ المؤذن؟

قال النووي: ينبغي أن يقطع القراءة ويجيب المؤذن.

هل يجب الترتيب في القراءة من المصحف سواء في الصلاة أو خارجها؟

المختار عند العلماء إن الترتيب أفضل لأن ترتيبه هكذا جعل لحكمه، وإن لم يرتب فجائز.

فتوى عن حكم ما يسمى بالسور المنجيات

س: جاء بعض طلبة دار الحديث بالمدينة المنورة بنسخة تسمى السور المنجيات فيها سورة الكهف والسجدة ويس والدخان والواقعة والحشر والملك، ولقد وزع منها الكثير, فهل هناك دليل على تخصيصها بهذا الوصف وتسميتها بهذا الاسم؟

ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد،،،

كل سور القرآن وآياته شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ونجاة لمن اعتصم به واهتدى بهداه من الكفر والضلال والعذاب الأليم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله وتقريره جواز الرقية، ولم يثبت عنه أنه خص هذه السور الثمان بأنها توصف أو تسمى المنجيات بل ثبت أنه كان يعوذ نفسه بالمعوذات الثلاث (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) يقرئهن ثلاث مرات وينفث في كفيه عقب كل مرة عند النوم ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، ورقى أبو سعيد بفاتحة الكتاب سيد حي من الكفار قد لدغ فبرأ بإذن الله وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وقرر قراءة آية الكرسي عند النوم وأن من قرأها لم يقربه الشيطان تلك الليلة، فمن خص السور المذكورة في السؤال فهو جاهل مبتدع ومن جمعها على هذا الترتيب مستقلة عما سواها من سور القرآن رجاء النجاة أو الحفظ أو التبرك بها فقد أساء في ذلك وعصى لمخالفته لترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولهجره أكثر القرآن وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، وعلى هذا فيجب منع توزيعها والقضاء على ما طبع من هذه النسخ إنكار للمنكر وإزالة له. وبالله التوفيق، صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - فتوى رقم 1260

~~ سلسلة العلامتين ~~

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير