تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:32 ص]ـ

أخي محب القرآن وفقني الله وإياك:

لا أخفيك أني هممت بالرد على سؤالك مذ رأيته قبل أيام، إلا أن شرطك، وما شعرت به -حينها - من درايتك بإجابته، حالا دون ذلك، أما وقد تيقنت وبدليل كلامك أعلاه، أن سؤالك موضوع لإجابة مسبقة ... ، فأبشرك أخي العزيز: أنه لن يرد عليه عالم في الملتقى وما أكثرهم، والسبب بسيط جدا، وهو أنهم يعطون العلم لمحتاجه.

ومن هذا المنطلق، فإني اتوجه إليك أخي الحبيب بنصح في إطار التوجيه الشريف المتمثل في الدين النصيحة، بإن تعدل في أسلوبك في الطرح، مع احترامي لشخصك الكريم، ولك أن تتصور كم أضعت على نفسك من الشكر والدعاء باجتنابك لطرح المعلومة التي علمكها الله؛ مباشرة وأفدت بها إخوتك من زوار الملتقى والأعضاء.

راجيا قبول نصح أخيك برحابة صدر، وطيب خاطر، وهذا ظننا بك، والله الموفق لكل خير.

الأخ الفاضل محمد عمر

مرحباً بك أخي الكريم وبنصيحتك وعلى العين والرأس، ولكني كنت أتمنى لو قرنتها بالجواب.

ولا يمنع أخي الكريم كوني أعلم الجواب من أن يجيب على السؤال الأخوة الفضلاء فقد تكون إجابتهم أسد مما عندي، بل قد يكون جوابهم هو الصحيح.

وإذا كنت تقول إن العلماء يعطون لعلم لمن يحتاجه، فما أكثرهم يا أخي الكريم وأنا من أولهم.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Apr 2009, 02:47 م]ـ

رفعت الأقلام وجفت الصحف؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 04:22 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين

وبعد فقد طرحت هذا السؤال:

هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟

السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به.

هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟

فأجاب بعض الإخوة وسالت أودية بقدرها، وأحجم آخرون مع ظني أن فيهم من هو أقدر مني على بيان الأمر، ولعل العنوان الذي وضع تحته السؤال قد يكون هو السبب في إحجامهم، وما أردت به إلا الخير، واستثارة الهمم، ولفت النظر إلى القضية التي قد يكون غفل عنها البعض في هذا الباب.

على أي حال أقول:

القضايا الرئيسة في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالة من سبقه من الأنبياء ثلاث:

الأولى: وهي الأهم، أشار الله إليها بقوله: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة يوسف (108)

الثانية: أشار الله إليها بقوله: (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة هود (4)

الثالثة: اشار الله إليها بقوله: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) سورة فاطر (24)

الله، البعث، النبوة، هذه هي القضايا الرئيسة في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل واحدة منها مرتبطة بالأخرى ارتباطا وثيقاً.

والسؤال مرة أخرى حتى يتبين المقصود:

هل كانت نفوس الناس الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم أو كل من بلغته أو تبلغه هذه الرسالة خالية عن أي فكرة حيال هذه القضايا الثلاث؟

والجواب بلا شك: لا، لم تكن نفوسهم ولا تأريخهم خالية من هذه القضايا.

أما نفوسهم فإن هذه القضايا لها مستندها من فطرتهم وعقولهم.

وأما تأريخهم فإن البشرية منذ يومها الأول على هذه الأرض لم تنقطع عن التذكير بهذه القضايا.

ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت لتذكر بالفطرة وتُجليها وتٌزيل عنها الشوائب التي رانت عليها وأظلمت النفوس أو انحرفت بسببها، وكذلك جاءت لتخاطب العقل وتذكره بشواهد الحق المغروس في الفطر وتصحح الأفكار والمفاهيم المبنية على التقليد لا على العقل والتفكير، وفي نفس الوقت تذكره بالمسار الصحيح في تأريخ البشرية وما طرأ عليه من انحراف.

ولنأخذ القضية الأولى كمثال:

معرفة الله تعالى مغروسة في الفطرة، ولولا أنها كذلك لما كان للرسل أن يحتجوا على أقوامهم بها كما في قوله تعالى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير