تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن ثبوت القرآن كونه من عند الله لا يتوقف على موافقاته لما نكتشف من علم أو تصحيحات لما قد يخطؤه العقل .. و هنا أريد أن أسألك .. ما معنى .. ما فرطنا في الكتاب من شيء .. إني أفهمها هكدا .. كون ما من حقيقة إلا و في القرآن فيها نص .. غير أنه قد لا يمكن معرفة دلك .. لأننا لم نتدبر القرآن .. الحقائق مبثوثة في الكون و مبثوثة في القرآن .. إن فتشنا عليها هنا أو هناك سنجد ما يوصلنا و لن نجد أي تضارب .. العلماء اليوم، و المسلمون منهم، ابتعدوا عن القرآن و لم يتفكروا فيه .. لدلك اكتفوا بما يشاهدونه في الطبيعة .. و كانوا كل مرة يفتشون عن الحقيقة التي في الطبيعة بعد اكتشافها فيجدون دلالتها في القرآن .. طبيعي جدا أن الخلق خلقه و الكلام كلامه .. فمادام الكلام كلامه و أمرنا بتدبره و الخلق خلقه و أمرنا بالنظر فيه فلابد أن يكون بين الأمرين توافق .. و تكامل .. و هدا الأمر نعلمه حين نجد دقة العبارة في القرآن و التي تفوق العبارة التي يقول بها أهل العلم .. و إليك مثالا .. الكلام عن الانفجار العظيم .. لو نظرنا جيدا في هده العبارة التي قال بها العلماء و صححها القرآن بعد دلك سترى أنك أمام لخبطة علمية إد لك أن تسأل متى كانت نتيجة الانفجار شيئا منظما مرتبا بديعا .. إننا أمام عبارة خاطئة إدن لم يكن هدا الانفجار انفجارا .. طيب لنعد إلى القرآن إنه يخبرنا عن الفتق .. جيد جدا فهو يصف الحالة التي توصل إليها العلماء لكن بدقة أكبر لا تخطر ببال أحدهم إلا إدا تدبر القرآن .. أنا أعطيتك مثلا .. و لو بحثت فالأمثلة لا تحصى .. إدن لابد أن تدبر القرآن و النظر في الكون عاملان لا انفصال بينهما .. فالنظر في الكون وحده قد يجرنا إلى أخطاء كبيرة ترتكز عليها معارفنا .. و تدبر القرآن وحده سيكون ناقصا لأن آيات القرآن حين تحدثنا عن الكون تعطينا الحقيقة التي يجب أن نعلمها و علينا البحث فيها في هدا الكون .. لدلك أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن بالقلب .. و أمرنا بالنظر في الكون بالمشاهدة .. سواء مشاهدة العين و الحواس أو مشاهدة العقل .. ترى لو سأل إمرئ هدا السؤال: لمادا يقول الله تعالى .. بلى قادرين على أن نسوي بنانه؟ لمادا ركز على البنان دون غيره .. لكان طريق لمعرفة جديدة قد توصل إليها الغرب لما طرحوا السؤال هل يمكننا معرفة السارق عن طرق لمسه شيئا .. نفس السؤال .. إني أشم ريح يوسف .. لمادا قال أشم ريح يوسف .. و سنعلم بصمات الشم ثم لمادا ارتد بصيرا .. و نعلم علاقة الرائحة بالنظر ..

ونحن لو تأملنا تأريخ هذا القرآن وكيف آمن به كثير من البشر مع اختلاف لغاتهم وثقافتهم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان لأدركنا حقيقة أهم جوانب الإعجاز في هذا الكتاب والذي لا يزال هو المؤثر الأقوى والسبب الأكبر في قبول الناس لهذا الدين إلى يومنا هذا. ..

و أنا أريد أن أعلم لمادا قبلوا به؟

و لعلك تجيبني .. فتقول:

وإنما أردت أن أنبه إلى أن الإجابة على هذا السؤال سترينا جانب الإعجاز الحقيقي المؤثر في البشر في كل زمان ومكان والذي دعاهم إلى قبول القرآن والتمسك به حتى ولو كان ثمن ذلك أن تزهق أنفسهم أو تصادر أموالهم وحرياتهم أو غير ذلك من صنوف الأذى. بينما لو تأملنا أثر ما يسمى بالإعجاز العلمي أو الرياضي أو الهندسي أو العددي سمه ما شئت لو جدناه لا يقارن بالإعجاز الذي أشرت إليه بسؤالي. إن الذين قبلوا الإسلام بناء على ما يسمى بالإعجاز العلمي يكادون يعدون على الأصباع وبعضهم في إسلامه دخن. بينما الذين يقبلون الإسلام بناء على الإعجاز الحقيقي للقرآن المستند لما في نفوسهم وتأريخهم وتأريخ الإنسانية، أعدادهم تكاد لا تحصر كل يوم. .

لعلك تتحدث عن زمننا هدا الدي قل فيه العلماء .. غير أني أجيبك .. من أول من أسلم .. ستقول لي الفقراء .. هل أسلموا من أجل مال .. أو جاه أو سلطان؟ لا .. لمادا إدن أسلموا .. هدا السؤال يجيبك عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قرأ سورة طه فتوقف و قال .. أعلى هدا يعادونه؟ هؤلاء آمنوا لما وجدوا في القرآن من الحق ..

و ربما لي نقطة أريد أن أعلمها .. فأستعلمها منك ..

هل أدى تحدي القرآن إلى أسلمة من عجز عن تحديه؟

أتركك مع هدا السؤال في انتظار الرد

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

يغفر الله لي و لكم

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 08:41 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير