تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولما كان القرآن الكريم حاويا لكل ما يحتاجه الناس في هدايتهم شق ذلك على المفسر إذ لزمه أن يكون موسوعيا في علمه ليشمل بكفاءة عالية كل الجوانب، وما حصل من تقصير من علماء وأئمة بارزين في تاريخ الأمة فيبدو أنه كان نتيجة غفلة عن بعض الجوانب وليس عجزا عن تغطيتها، ومن جهة أخرى لم تكن الدواعي عظيمة كما هي في زماننا، لما كان عليه حال الإسلام وأهله من استقرار في كثير من المجالات، وكانت الفِرَق تؤرقهم؛ لذلك لم تخل كتبهم من الرد عليها وإفحامها.

وحتى يدرس الباحث منهج مفسر كان لا بد له من أن ينخلع من زمانه ليزرع نفسه في زمان صاحب التفسير، بشرط أن ينتحل شخصية المثقف واسع الاطلاع والثقافة في زمان صاحب التفسير، وبعد جمعه لكل ما يتعلق بالتفسير وصاحبه يرجع ليعرض بضاعته بثقافة زماننا وأهله، ثم يتخيل تاريخ التفسير ومراحله وميزاته في كل مرحلة وزمان وكأنه عقدا؛ ليضع لنا الحبة التي في يده في مكانها من هذا العقد، ويخبرنا بمدى تناسبها مع ما قبلها وما أضافته لهذا العقد من جانب جمالي أو غير جمالي. ثم يعقد الموازنة بين التفسير الذي يدرسه وبين الأصول والقواعد الأساسية، وبين الأصول والقواعد التي سار عليها المفسر، ومدى أداء هذا المفسر لدوره في تبيين مراد الله في زمانه، ومدى الاستفادة من تفسيره في زماننا.

هذا بالإضافة إلى ما نفترضه من قدرات عقلية مناسبة لدى الباحث.

والذي أراه أن الباحث غالبا دون هذا المستوى لعدة أسباب:

1 - ضعف التأسيس العلمي بشكل عام في أكثر بلاد المسلمين

2 - ضعف التأسيس الشرعي على وجه الخصوص

3 - الانشغال بهموم هذا الزمان وتفتح العالم على بعضه بشكل مفاجئ ونحن غير مستعدين لذلك.

4 - ضعف الأداء العلمي في الدراسات العليا في أكثر الجامعات الإسلامية

5 - الضعف في ثقافة الزمان الذي نعيشه، ومن باب أولى أن نكون ضعفاء في زمان المفسر وأحواله.

6 - مناهج التعليم في زماننا تخرج متخصصين ولا تخرج موسوعيين، والمتخصص في زماننا يكاد أن يكون من العوام في غير تخصصه، ومعلوم أن العلوم الشرعية على تنوعها وثيقة العلاقة ببعضها، وهذا من سلبيات التعليم المعاصرة، بينما كان العلم الموسوعي سابقا أكثر من أيامنا.

إن هذا الضعف الموسوعي كان سببا من أسباب وجود التخصص بالشكل الغريب الذي نراه في زماننا، فصار الباحث يقصد بعض الجوانب ويترك بعضها الآخر لمن هو أكفأ منه فيها.

7 - أكثر هذه الأبحاث يكتبها الطلاب كبحوث ورسائل علمية، وليس العلماء، وبالتالي تكون دون المستوى المطلوب، وحبذا لو تم تدارك بعض هذا التقصير من خلال أداء الأمانة في الإشراف.

وفي الختام أقول ليت أختنا الفاضلة لم تستعمل كلمة "الإبستيمولوجي" وحدثتنا بما في معناها حتى لا تقطع سلسلة أفكارنا ونحن نتابع مقالتها الطيبة فنذهب لنبحث عن معنى كلمة لا نجدها في قواميسنا العربية.

ـ[امجد الراوي]ــــــــ[01 May 2010, 08:56 ص]ـ

في موضوعها؛ اشكالات في منهج التفسير للباحثة؛ فريدة زمرد قدمت لاشكالات ظاهرها اقتحام لمواطن خلل واشارة الى ازمة، ولكن المتامل سوف لن يجد سوى محاولة وخطوة اولى ولكنه لايرقى الى كونه تشخيصا فعالا، وليس نقدي هذا هو نقدا لذات الكاتبة او اطروحتها وانما مثالا ونموذج للحال الذي نعيشه والذي انتج مثل هذه النظرة والنظرية، كما اني اقدمه كمثال ونقدا لجميع ازمة التفسير ومناهجه ونموذجا لحالة وازمة مكررة وتخبط مستمر لم تفلح الكاتبة - كما غيرها - في نقدها فضلا عن الانفلات منها اوتقديم الجدوى في علاج ازمة قراءة القرءان الكريم التي من اشد مظاهرها الركام الهائل من التفاسير والمرويات والمتناقضات التي الى جوار كتاب الله مما يخوي كتاب الله الى جانب هذا اللغو من مضمونه لدى قارئه في ظل التفاسير المزعومة وليس منفردا بغير لغوها، ومحاولة الكاتبة ليست جديدة وانما تندرج في ضمن محاولات مشابهة ومتكررة وهي تعبير عن ازمة قاتلة تعيشها امة الذين اوتوا كتاب الله القرءان الكريم، ويشكل نقد الكاتبة تعبير سطحي غير معمق لتلك الازمة التي يعيشها الذين اوتوا كتاب الله ولايجدون لها اي حل او مخرج،

قالت الكاتبة:

اقتباس:

من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية،،،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير