تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو ببساطة يشير الى اعادة صياغة حديث القرءان بلغة اعجمية، وهو ببساطة يشير الى ان لسان حال المُفسرين انهم يعيدون صياغة القرءان بما يتلائم وافهام الناس بعدما عجز كتاب الله عن مواكبة افهامهم ولايمكن فهمه بلسانه الاول اي لسانه العربي المبين وانما يُمكنون الناس من فهمه بلغتهم واعجميتهم عن الحق،

كما ان جميع ذلك سوف يهون لو كان الزعم بان التفسير هو مقاربة بسبب تغير وانزياح المفاهيم، ولكن الامر اكبر من ذلك واشد نكاية، فالتفسير اولا وقبل كل شيء ينسب الى القوم الذين نزل عليهم القرءان رطبا وميسرا بلسان الرسول الذي هو بلسانهم وهم اتباعه وقومه، وبذلك فان التفسير المزعوم سوف يمثل ضربة قاصمة لكل من القرءان واتباع النبي من قومه، فهو يمثل ان الاشكال والابهام حاصل منذ حين نزل القرءان، وانه حتى اتباع الرسول كان كتاب الله عليهم مشكلا وليس عربيا وليس بلسان عربي مبين،

وفي الزعم بتفسير الصحابة اتهام ضمني للصحابة بانهم قاموا بنيابة عن الله حيث لم يفلح كتاب الله في الابانة عن نفسه، او ان عملهم يوصف بانه كمثل من قام بشرح وترجمة لمتحدث لم يحسن الحديث والابانة عن مقصده بنفسه فقام اخر بالتطوع بالابانة والتوضيح وتتميم التفسير بالتفسير، وهذا يمثل مطعن مزدوج بالقرءان وبصحابة رسول الله عليهم السلام،

انا لا انكر الازمة والضياع الذي نعيشه في قراءة القرءان، الا ان ذلك له اسباب اخرى وعلاج هو غير المطروح والمزعوم بالتفسير، ويجب معالجة تلك الزمة معالجة علمية وتنطلق من ذات القرءان وتشخيصه للاشكال وليس من خارجه اومن تخرصات المتخرصين، ولست في هذه النقطة اُنظِر تنظيرا خياليا وبعيدا عن الواقع، بل هو تمام الاشارة الى الحقيقة، فجميع الاشكالات التي يعاني منها اي احد مرصودة في كتابه وقدم الله لها العلاج فيه،

كما وانه من الاشد غرابة انه لم يتم طرح اشكال التفسير ولماذا كان القرءان بحاجة الى التفسير ومكمن الخلل ذاك، وهل هو عائد للكتاب ام من يتلقى الكتاب، فاذا كان الخلل في الكتاب كان على رب الكتاب اصلاح ذلك الخلل، واما ان كان عائدا الى من يتلقى الكتاب فلماذا اذا يتوجه المفسرون نحو الكتاب في اصلاح ذلك الخلل؟

وكان يجب قبل الاقدام على طرح التفاسير وطرح مناهجها تعيين الاشكال ومصدر الاشكال؟ هل هو في الكتاب؟ - وسيُنكر المفسرون ذلك تقية - واذا يجب الانطلاق في علاج الاشكال من اصلاح الكتاب وهذا هو حقيقة حال صنيعة التفسير، فالتفسير ياتي لاصلاح خلل البيان والتفسير الذي اعتور الكتاب بزعمهم الضمني وليس الصريح، وان كان للخلل سبب اخر فلماذا اذا اللجوء الى زعم تفسير الكتاب؟ ولماذا لم يكن موجها الى الخلل ذاته واصلاح ذلك الخلل اذا؟ اي اصلاح اشكال التلقي والقراءة حين لم يكن بسبب قصور الكتاب وانما في خارج الكتاب، ومثال ذلك ان الخلل في الافهام وفي من يتلوا القرءان ولايحسن قراءته، والخلل ايضا في انزياح اللسان وبالاحرى تحريفه عن مواضعه بفعل الفاعلين وبفعل النبذ والابدال والحرب على الله ورسوله، ان التفسير البشري المزعوم هو ببساطة حكم على القرءان بنقيض اوصافه او هو النقض العملي التام لحقيقة القرءان في كونه تفسيرا اوعرضا للحق،

فيكون واقع حال التفسيرالزعم هو: تفسير حديث الله المبهم والذي لم يُفَسِّر ذاته،

وهذا نقيض الذي قدمه القرءان ووصف به نفسه،

لذلك وجب تحديد الاشكالية في قراءة القرءان تحديدا صارما، وعند تحديد تلك الاشكالية ومن طريق ذات القرءان ايضا، فان التفسير ومناهجه واصوله ستسقط ويتبين انها افتراض وهمي ومناقض لحقيقة القرءان، وان الذي ينبغي ان يُفسر هو لغو الناس ولغتهم التي هي اعجمية وان زعموا انها عربية، فهم يتصفون باعجمية الباطل واعجمية اللسان وان الذي يتصف بعربية الحق وعربية اللسان هو القرءان وحده،

ان اشكال التفسير المزعوم هو ليس اشكال اصطلاحي ومفهومي وحسب وانما هو- ايضا والأهم - اشكال منهجي وجذري ومفصلي وعميق يرسم طريقا مفارقا للحق العربي ويتخذ اللغو الاعجمي رفيقا له،

واخيرا ارى ان الباحثة - ولو اني اصنف محاولتها بانها جادة وخطوة بالاتجاه الصحيح واتوقع وارجو لها التوفيق - الا انها بنفس الوقت وقعت في نفس المطبات التي اشارت اليها وتريد علاجها، وهي التهميش والتجاوز لركائز اصيلة واساسية في تناول وقراءة التفسير الحق الذي هو القرءان الكريم، ومنها تهميش؛ مفهوم التفسير، واللسان العربي، ولسان قومه، وعربية القرءان، وتهميش وتجاوز لحكم القرءان في المسالة واستمداد منهج قراءته منه وبادواته وبمفهومه منفردا بغير شريك لاغي الى البحث عن التفسير في الشريك اللاغي في القرءان،

والحقيقة ان ليس لنا من طريق غير التاصيل للقرءان بمفاهيم القرءان ذاتيا،

والتمس العذر على ملامح الحدة والقسوة التي تكتنف تعليقي،

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير