( Tous les versets du Coran ne sont plus dés lors imprescriptibles)
و تأسيسا على ذلك فان جعل القرآن مقيد بمفهوم الزمن أمر لا يمكن تلافيه أو دفعه، وربما يثير ضيق المتشبتين بالنقل ( littéralistes) إلا أنه لا يوجد أي سبب لكي يثير أي إحراج للمسلمين ( les croyants ) مادام يحيل إلى الرجوع إلى قدرة الله وعلمه.و لأن الله عالم بمصلحة عباده فإنه قادر على إصدار حكما طبقا لما تتطلبه الأحوال العارضة ( vérités relatives) وبتبدل الأحوال تتبدل تبعا لذلك المصالح، بدليل تغير الأحكام بتغير الزمان.
ما أريد أن أقف عنده بخصوص موضوع النسخ أنه موضوع مهم ودقيق. وبالتالي لا يجوز اختزاله بالطريقة التي قام بها المؤلفان فغابت عنهم الحكمة من النسخ وهو تجديد الشريعة مما يدل على كمال الشريعة ورحمتها والنسخ في الأحكام وليس في العقائد، في علم أصول الفقه وليس في علم أصول الدين. والنسخ جزئي وليس كلي يمس بعض الأحكام كما أن الثوابت لا تنسخ.
وقد وقع معظم النسخ بالمدينة أي في التشريع والعمل وليس في مكة أي في العقائد والنظر، والعمل هو موضوع النسخ وليس النظر فقد نزلت القواعد الكلية أولا بمكة ثم تفصيلا تاما في المدينة. وفي المدينة بدأت الأصول الكلية في تفريعات الجزئية (20).
إن ما دفعنا إلى تقديم كتاب (النظر في القرآن) هو أن نلفت الأنظار إلى نموذج من القراءات الحديثة التي تصدر في الغرب من تأليف بعض المثقفين المسلمين المقيمين في الغرب ....
و لعلهم تأثروا بالمناخ الثقافي في الغرب وخاصة بالمناهج الغربية في تناول الإسلام وقضاياه ولا ريب بأن هذا التأثر بالأساليب الغربية انعكس بشدة على طريقة تفكيرهم، فأصبحوا مكبلين بالمنطق الغربي والرؤية الغربية ووقعوا في نفس الأسر والانبهار والتهافت مثل بعض فلاسفة الإسلام الأوائل الذين جذبتهم الفلسفة اليونانية وسحر عقولهم منطق الحكيم أرسطو.
إذن نحن أمام ظاهرة ثقافية أصبح لها حضور في المحافل الثقافية والمنابر الإعلامية، ولابد من الحوار الفكري الرصين مع ما تنتجه من فكر.
غايتنا من ذلك إبراز الحقيقة فالحقيقة ضالة المؤمن يجتهد في البحث عنها لأنها تجعلنا ندرك ونشعر بجوهر الأشياء ونكشف عن لبابه وصلته بالحياة وصلة الحياة به ..
والحقيقة وحدها تضيء لنا الطريق الموصل إلى الحق ..
والحق قيمة تعطي للحياة معنى وللوجود غاية ..
ومن ثم فإن القوة الكبرى والحق الأكبر لا يختصمان والجمال الشامل والحق الخالد لا يختلفان.
والقرآن كتاب نزل بالحق، ويهدي إلى الحق.
ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور.
الهوامش:
1. العلامة حسين فضل الله تفسير القرآن-ج -7 ص 369 - 370
2. تفسير الكشاف للزمخشري – ج-1 - ص 529
3. سيد قطب في ظلال القرآن - ج -2 ص721 - 723
4. عباس محمود العقاد – الفلسفة القرآنية – ص 5 - 6
5. العقاد ن م – ص 7
6. العقاد حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص 28 - 29
7. العقاد الفلسفة القرآنية 10
8. عبد الله حسن رزق – نظرية المعرفة عند الغزالي- مجلة الإسلام المعاصر العدد 48 السنة 1407هـ /1987م
9. الشيخ محمد الفاضل بن عاشور التفسير ورجاله دار السلام2008 ص 8 - 9
10. الشيخ محمد فاضل بن عاشور ن م ص 19 - 20
11. الشيخ محمد أبو زهرة - تاريخ الجدل ص 201
12. الشيخ محمد أبو زهرة م س_ ص 205 - 206
13. أحمد أمين ضحى الإسلام ص 542
14. حسني أبو سليمان أضواء البيان في تاريخ القرآن /دارعالم الكتب ط 2005/ص 42
15. الشيخ محمد أبو زهرة المعجزة الكبرى، القرآن / دار الفكر العربي 1998/ص 21
16. الشيخ أبو زهر (م_س) ص 95
17. المصدر السابق ص207
18. د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الثاني بنية النص المركز الكتاب والنشر ط 1 2005 - ص 329
19. Regis Blachème _ le coran traduction de l’arabe maison neuve et Larose – ed 2005.
20. حسن حنفي المصدر السابق ص 123
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 01:56 ص]ـ
جزيت الخير أخي محمد.
ويظهر جليا من المُحَلِلِ والمُحَلَلِ الابتعاد عن منهج أهل السنة المشهور، ولكن لا يمنع ذلك من الاطلاع عليه إن أمكن، أو الاستفادة من بعض مافيه.
فهل لفضيلتكم معرفة بأي مكتبة مغربية يمكن تواجده؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 May 2009, 01:59 ص]ـ
فهل لك معرفة بأي مكتبة مغربية يمكن تواجده؟
للأسف لا. غير أنه يباع على موقع أمازون الإلكتروني:
http://www.amazon.ca/PENSER-CORAN-MAHMOUD-HUSSEIN/dp/2246740819