أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً?.
وما سوى ذلك ممن لم يأت ببينة، فليس بشيء، قاله من قاله، والله لا يستحيي من الحق ?فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ?، ?إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا?. "فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ"، كما بلغنا عن نبينا المعصوم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فالحرمة عندنا لشخص العالم وشخص المؤمن، ولا حرمة لتقوّله ما لم يكن ببرهان، من النبوة والكتاب، ولا ثالث عندنا نحن "أهل القرآن"، إلا ما كان من إجماع الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين، على ما سلف لهم من وصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد أن علياً رضي الله عنه، كان يستحلف "أصحاب رسول الله"، فيما يحدثونه عنه ليتثبت في دينه، أثم نتبع كل ناعق بغير تبيان؟. فعلى الجميع البينة، وإن كانوا طباق ما بين السماء والأرض ?وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ?.
وقد خلقك الله يوم خلقك فرداً، وهكذا ترجع إليه ?وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ?، فلا تجعل نفسك ظلاً لأحد!، فقد أخرجه الله كما أخرجك، لا تعلمون شيئاً، فتعلّمْ كما تَعَلم هو، ?وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا?، واستعن بالله ولا تعجز، وأكبر أهل العلم، دون أن تميت نفسك!، فطلب العلم فريضة على كل مسلم، كما جاء عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وقوله: "مَثَلُ أُمَّتِى مَثَلُ الْمَطَرِ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ".
فمنهج القرآن قائم على الحث والبعث والإحياء والتبصير، بينما مناهج العلم اليوم، على الفرض والإملاء والتقليد والتلقين، فيُخرِج القرآن العلماء العمّال، وتُخرج "مناهج العلم"، نسلاً "نسخاً"، مقلدين معطَّلين.
فاحترم شخص المؤمن –عالماً أو غير عالم- وامتحن قوله، ولو كان إمام الأئمة، فلا نعلم معصوماً ولا نبياً بعد أحمد -صلى الله عليه وسلم-. ?وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا?، فكذبت الأنس وكذبت الجن!، ومن لم يكذب فليس أقل من أن يزل ويخطئ، فتبين ثم تبين ثم تبين، ولو كانت من أئمة الدين ومشيخة الإسلام، فكل يؤخذ من فمه ويرد عليه، إلا إمام النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فالتشدد في البينة في رواية الدين، أقوم وآمن من الاستحياء واللين. ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?.
كل هذا، ليكون السلطان كله للنبوة والكتاب، لا ينازعه فيه كتاب، ولو كان من صالح عن صالح، فلا ينبغي لمن يؤمن بالله ورسوله أن يُحيل أحداً على كتاب غير كتاب الله وسنة أحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا يحتج بكتاب العبد كما يُحتج بكتاب الله، إلا من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ?فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً?.
ولا ينشغل بكتب العبيد، كما ينشغل بكتاب الملك العظيم، إلا مفتون مصروف!.
فما لم يكن في حياة رسول الله، عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فليس من دين "أهل القرآن"، ومن كتب بعدها كتاباً فله أو عليه، وليس من دين الله في شيء، إنما الدين الوحي، نبوة أو كتاب.
?ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ?.
صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة
بيت المقدس 1427
ـــــــــــــــــــــــ
* نقلاً عن موقعهم بتصرف خاص.
1430هـ
ن. س.أ / القدس.
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد قرأت موضوعك جيدا و قد أعجني كثيرا قولك:
(وحتى بات الدارس العالم، يجمع ويجمع من "كتب" العلماء، مستكثراً منها، مكاثراً بها، متقللاً زاهداً بكتاب الله!.
وليس هذا من النبوة ولا هدي أصحابها في شيء، بل هو الإحداث والتبديل بعينه. فبعد أن كان "الكتاب" متفرداً، صار شريكاً مزاحَماً، واحداً بين كثير!.)
فأن أوافق كثيرا على ما جاء في كلامك و تحليلاتك .. و هذا واقع نراه و نلحظه في جميع أوساط المحتمعات الإسلامية.إلا من رحم ربك .. أصبح الناس عامة يتهافتون على كل الكتب الإسلامية أو دينية .. و يتسابقون في اقتنائها .. خاصة تلك المتعلقة بمذهب كل واحد أو عالم أو واعظ كل طائفة .. !!!!
تعصب خطير جدا ظهر إلى الوجود وانتشر في الأوساط و في كل الشرائح .. ؟؟
يفرحون .. و يهللون لعلمائهم و مذهبهم و طوائفهم .. و لا يفرحون لكلام الله الذي أصبح مهجورا ..
لاحظوا جيدا في خطب الجمعة لهذا الأسبوع مثلا.: كم هو عدد آيات الله المذكورة في كل خطبة .. ؟؟ و بما ذا يفتتحون جل الخطباء خطبهم .. و ستعلمون حينها مقدار هجران كلام الله .. ؟؟ و هل يذكرون النبيئين .. و القصص القرآني .. في خطبهم.وووو؟؟
و لنا عودة في الموضوع بحول الله ..
¥