وفي قوله تعالى: (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) المؤمنون.
وفي قوله تعالى: (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ العَامِلُونَ (61) الصافات.
وفي قوله تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي ءاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) فصلت.
وكذلك كان حذف ألف "العاملين" في أربعة مواضع في حالة الجر؛
في قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْاهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ والْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة.
وفي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) العنكبوت.
وفي قوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر.
ومن هذه المادة؛ "أعمال" جمع "عمل"، وقد وردت (41) مرة بالإضافة إلى ضمير متصل ودون إضافة.
وقد حذفت الألف في الجميع على القاعدة أن الجمع يلغي تمايز أفراده ويوحدهم يلغي الفوارق بينهم بدخولهم في الجمع، أو الاندراج تحت حكم واحد، وعلى ذلك تسقط منه الألف؛
كما في قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) محمد.
الكلمة العاشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف قادر
ورد وصف الله تعالى بأنه قادر في سبع مواضع؛ ثبتت ألف في أربعة منها؛
في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ ءايَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا (99) الإسراء.
وفي قوله تعالى: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) الطارق.
في هذه المواضع الأربعة وصف تقريري من الله تعالى لنفسه؛
بأنه قادر على أن ينزل آية،
وأنه قادر على أن يبعث علينا عذابًا،
وأنه قادر على أن يخلق مثلنا،
وأنه قادر على أن يرجع الإنسان بعد موته؛
فقدرة الله تعالى مستمرة فيه وله، فمتى شاء فعل كل ذلك؛
فلقيام القدرة فيه سبحانه وتعالى ثبتت ألفه.
وحذفت ألف "قادر" في ثلاثة مواضع؛
في قوله تعالى: (أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) يس.
وفي قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) الأحقاف.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامة.
في هذا المواضع تذكير من الله تعالى بقدرة له سابقة بخلقه للسموات والأرض اللتين هما أعظم من خلق الإنسان.
وتذكيرهم بأنه خلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم سواه إنسانًا كاملاً
فكيف يعجز عن خلق مثلهم؟!، أو يعجز عن إحياء الموتى بعد أن أوجدهم من عدم؟!.
هذه التذكير بصفة لله ثابتة له سبحانه وتعالى، دل عليها ما قد عرفوه من خلق السموات والأرض، وخلق الإنسان من نطفة ثم من علقة، فالحديث هو عن أمر سابق
وكان الاستفهام في هذه المواضع استنكارًا وتقريعًا لمن أنكر قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، أو خلق الله أمثالهم، وعلى المجيب أن يقرر.
والرد على هذا الإنكار؛ بلى هو الخلاق العليم، وبلى هو على كل شيء قدير، وبلى هو القادر على إحياء الموتى ... فمن السنة أن يقول القارئ والسامع بلى، أو سبحانك وبلى، أو سبحانك فبلي؛ جواب إقرار بقدرة الله؛
فلما كان السؤال فيه طلب الإقرار بما علموه من قدرة الله تعالى، وجعل تقرير ذلك إليهم؛ حذفت الألف، وفي ذلك إنكار شديدة عليهم، وأشد مما لو ثبتت الألف على ان الإقرار من الله تعالى سواء أقروا بذلك أم لم يقروا.
والله تعالى أعلم.