يقصدون بالذين لهم امتداد وزيادة علينا، فأطعناهم قدمناهم على أنفسنا، وجعلناهم مرجعًا لنا؛ وعلى ذلك ثبتت ألف المد فيها.
كما ثبتت ألف سادتنا لأن لهم نفس الامتداد عليهم المكانة من الطاعة فيهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأعداد
الأعداد موضوعة للدلالة على المجموعة بكاملها، كقولنا؛ ثلاثة، خمسة، ثمانية.
أو للدلالة على منزلة أحد أفردها بين المجموعة، الثالث، الخامس، الثامن.
وفي الأعداد الدالة على مجموعة؛ لا يحتفظ أي واحد من المجموعة بمنزلة خاصة،
فلو قلنا أن في البيت ثلاثة رجال؛
هم؛ أحمد ومحمد ومحمود،
أو نقول فيه؛ محمد ومحمود وأحمد،
أو نقول فيه؛ محمود، وأحمد، ومحمد،
فالعدد "ثلاثة" دل عليهم جميعًا، بأي واحد بدأت بذكره أو انتهيت إليه، فلا يدل ذلك على منزلة في المجموعة؛ وعلى ذلك فالألف تسقط منه.
وأما إذا قلت: أحمد هو الأول، ومحمد هو الثاني، ومحمود هو الثالث، فعند ذلك يحتفظ كل منهم بمنزلته، وعليه تثبت الألف فيه.
فكل من؛ "ثلاثة"، و"ثلاثون"، و"ثلاثين"، و"ثماني"، و"ثمانية"، و"ثمانين"، "آلاف" حذفت فيها الألف؛ لأنها دلت على جموع تساوت أفرادها.
وكل من؛ "ثاني"، "ثالث"، و"بثالث"، و"الثالثة"، و"رابعهم"، و"سادسهم" و"وثامنهم"، ثبتت فيها الألف؛ لأن كل واحد منها له المنزلة التي جاءت بعد منازل الذين من قبله.
والنظر إليها في الآيات الواردة فيها دال على ما أشرنا إليه وبيناه؛
في قوله تعالى: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة.
وفي قوله تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) يس.
وفي قوله تعالى: (وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) النجم.
وفي قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة.
وفي قوله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ (7) المجادلة.
وفي قوله تعالى: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ (22) الكهف.
وفي قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء.
وفي قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر.
وفي قوله تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ ءَالَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَاَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ (196) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ (228) البقرة.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَاَيَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا (41) آل عمران.
¥