1 - الكون مصدر للمعرفة ماثل بين أيدي الناس لا يكاد يشك في ذلك أحد. ولهذا اتفقت النظرة الإسلامية والنظرة الغربية في عده مصدراً للمعرفة.
2 - من خصائص الكون أنه مخلوق لله تعالى وهذه حقيقة أقر بها المؤمنون والكفار على السواء كما ذكر القرآن. وإن كان هنالك اتجاه في الفكر الغربي قد عاند فأنكر وجود الله وخلقه للكون.
3 - إنّ الله مدير لهذا الكون ومصرف لشؤونه وهذه فكره ثابتة عند المسلمين إلا أن.الغربيين قد أنكروا تدبير الله تعالى للكون فانقسموا فريقين فريق أقر بالخلق وأنكر التدبير وفريق أنكر الخلق والتدبير معاً.
4 - خلق الله الكون لمصلحة عباده ولهذا وجب التعامل مع هذه المصالح وفق ما أراد الله.كما خلق الله الكون متوازناً غير مختل؛ وحفظ له هذا التوازن ومعلوم أن الله قد خلق هذا الكون لهدف وغاية ولم يخلقه عبثاً ولعباً. كما إن هذا الكون ليس أزلياً خالداً وإنما له أجل محدود ينتهي به، وهذه حقيقة ذكرها الله في القرآن واكتشفها العلم حديثاً بعد أن ظل طويلاً يظن أن الكون أزلي خالد.
5 - إنّ علم الإنسان بالكون محدود ولهذا يجب على هذا الإنسان أن لا يعد العدم ما لم يعرفه والوجود ما عرفه بل إنّ في الوجود أشياء كثيرة يجهلها الإنسان.
6 - يرتبط الكون بأمور غيبية كثيرة وقد أحس الغربيون أنفسهم بذلك ولهذا يطالب بعضهم بتغيير مفهوم العلم الضيق.
7 - الكون موافق للوحي بحيث لا يتعارضان ولا يتناقضان وموافقة الكون التامة للقرآن ليست هي بالضرورة موافقة القرآن للعلوم الحديثة، إذ ان القرآن ذو صدق مطلق والعلوم الحديثة ليست كذلك بل هي لا زالت قاصرة عن إدراك الكون حسب ما يرى العلماء أنفسهم.
8 - خلق الله الأشياء في الكون خلقاً متفاوتاً وهذا التفاوت يتعلق بالأشياء في أنفسها ولا يتعلق بقدرة الله تعالى، إذ أن خلفها جميعاً تحت قدرته واحد.
9 - أقام المسلمون المنهج التجريبي الذي عليه قامت الحضارة الغربية وهذا أكبر دليل على إحسان المسلمين التعامل مع الكون.
10 - أنّ كل العلوم سواء كانت طبيعية أو اجتماعية وإنسانية في حاجة ماسة إلى هدى الوحي وإرشاده وإن كانت حاجة العلوم الاجتماعية أكبر وأعظم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2009, 05:16 م]ـ
"من كتاب مصادر المعرفة للدكتور جمال عبد العزيز شريف والبروفسير عبد الله محمد الأمين النعيم"
إنّ عجز منهج المعرفة الإسلامية كما هو اليوم هو السبب في عجز فكر الأمة عن إصلاح حالها والتصدّي للتحديات التي تواجهها، فجوهر الأزمة هو أزمة في فكر الأمة الإسلامية، وهذه الأزمة تندرج تحتها سائر الأزمات السِّياسية والاقتصادية والاجتماعية
جـ- جوهر الأزمة:
إنّ جوهر الأزمة كما بدت ملامحها سابقاً قد تبلورت في نظام التعليم الإسلامي، وتتلخص في انكفاء جماعة من الأمة على التراث دون تطوير واجتهاد، والتراث - كما أسلفنا- فكر بشري محدود بحدود البيئة المنشئة له، وهذه الجماعة قد أهملت علوم الطبيعية أهمالاً واضحاً الأمر الذي أفضى إلى الإعراض عن عمارة الكون وكانت النتيجة هي هذا التخلف الحضاري الواضح.
أما باقي الأمة فقد رأى في المشروع التغريبي حلولاً لمشاكل الأمة فتبنته بحذافيره على الرغم من أنّ المشروع الغربي كان وليد ظروف تاريخية عايشت صراعاً بين الدين والعلم وهذه الظروف لا تنطبق على الدين الإسلامي ولا العقل المسلم الذي لا يعرف صراعاً بين العقل والدين "الوحي" فلكل منهما مجاله وحدوده وهما يتكاملان لفهم الحقيقة ولا يتناقضان.
.
هذا في نظري تسطيح كما يقولون للأمور.
إن جوهر الأزمة في الأمة ليست أزمة فكر، فبين هذين الخطين المذكورين تحت عنوان جوهر الأزمة خط ثالث يؤمن بأن قوة الأمة ونهوضها يقوم على المزاوجة بين الإيمان والحياة، وكان هذا هو طابع الأمة منذ نشأتها وفي عصور ازدهارها.
ولكن هذا الخط الثالث ـ وهو فكر الأغلبية ـ لا يراد له أن يظهر فضلا عن أن يقود أو يسود.
إن مشكلة الأمة في القرار السياسي، الذي لا يزال يتمسك بالطريقة المسكونية في تسييس الدين،فيستخدم المنكفئين تارة والتغريبيين أخرى، ولا يهمه من شأنهما إلا ما يحقق مصالحه فقط لا غير.
أما الخط الثالث فلن يكون له أثر في الأمة حتى يكون القرار السياسي جزء منه وإليه ينتمي.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[09 May 2009, 05:54 م]ـ
قولك أن هنالك خطا ثالثا يؤمن بأن قوة الأمة ونهوضها يقوم على المزاوجة بين الإيمان والحياة، وكان هذا هو طابع الأمة منذ نشأتها وفي عصور ازدهارها. فهذا ما نريد بالضبط وهذا ما نبتغيه من كل هذا الكلام ومن هذا البحث
أما قولك إن هذا التيار هم الغالبية فيا ليت
وما دمت تقول أنهم الغالبية فإن الأزمة من الطبيعي عندك أن لا تكون أزمة فكر
وصحيح أن الأزمة متعلقة بشكل كبير بالسياسة لكنها لا تقتصر على هذا الجانب فحسب فهي أزمة معرفية في المقام الأول
شكر الله لك أخي محب القرآن ملاحظاتك القيمة