ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 May 2009, 06:53 م]ـ
وفقك الله يادكتور مرهف على هذا التعليق الموفق.
وكلامكم كلام متخصص في علوم التفسير، بله الإعجاز العلمي الذي قدمتم فيه رسالة عليمة، وإذا لم نستفد من مثلكم ممن حنى ظهره سنين على هذا الموضوع، فممن نستفيد؟!
وكم أتمنى من الإخوة الذين يعلقون أن يتنبهوا لأمور مهمة:
الأولى: أننا حينما ننتقد بعض كتاباتهم فإننا لا نحجر عليهم التفكير، لكن المشكلة التي يقعون فيها أنهم يرون أنفسهم جديرين بمقارعة المتخصصين، وكأن فحوى كلامهم أن المتخصصين قد وضعوا أنفسهم في صندوق مغلق، وأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع العلوم التي ينسبها غيرهم إلى القرآن، أو أنهم يخافون من كل جديد يُنسب إلى القرآن، فكم أتمنى منهم رعاية التخصص، وأن يعلموا أن المتخصصين حينما يتشددون في قبول مثل هذه الأمور، فإن في هذا ممدحة لهم، وهو رعاية كتاب الله، والخوف عليه من التحريف، سواءٌ أكان التحريف مقصودًا أم كان غير مقصود؛ لأن بعض الباحثين يذكر ما توصل إليه، وهو حسن النية، لكنه يفقد جانبًا من العلم بالقرآن فيقع في التحريف، وهو لا يدري.
ثانيًا: ياحبذا لو أن من أراد الحديث والتعليق في أمر ما أن يشبعه بحثًا، وأن لا يعلق بحسب الخاطر أو العلم القاصر، وكلنا خطاؤون، لكن علينا أن نلين لإخواننا، فكيف إذا كانوا ممن أفنوا أعمارهم في تخصص ما، وكتبوا فيه، وعرفوا ظاهره وباطنه؟!
ثالثًا: إننا قد نتفق في كليات، ونختلف في جزيئات، فعلينا حينما ننتقد أو نعلق نتبه لهذا، فقد نكون نتكلم في أمر نتفق عليه، أو نتكلم في أمر الجهة فيه منفكة، أو نتجادل في أمر جزئي لا يؤثر على الأصل الكلي، وكل هذا من عيوب المناظرة والجدل، فياحبذا لو تنبهنا لمثل هذا.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يؤلف بين قلوبنا، وأن لا يجعل اختلافنا نقمة، بل رحمة، وأن يؤول أمرنا إلى ما يحبه الله ورسوله منا، فأسأله لنا جميعًا سلامة الجنان، وعفَّة اللسان، وحسن البيان.
ـ[مرهف]ــــــــ[23 May 2009, 09:46 م]ـ
أشكر لك مرورك يا أخ جمال وأسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه.
أخي الحبيب عمارة
أشكرك على تعليقك ومرورك، ولكني أسجل استغرابي من سؤالك عن أصل اعتماد العلماء في أن الأصل في تقرير الإعجاز هو الإعجاز البياني والبلاغي، ولا أعلم إن كان السؤال هو للاعتراض أم للاستفسار؟!، وفيما أعلم - والله أعلم - أن هذه القضية من البدهيات والضروريات ولا تحتاج لكثرة شرح وبيان، فالمثلية التي تحدى بها القرآن أفصح عرب مروا على التاريخ كانت في الدرجة الأولى في أساليب العرب وطرق كلامهم وتفننهم في الكلام.
كما أن ما تفضلت به عن اللغة الخاطئة وأن بعض المفسرين تكلم بظنه ثم ضربك المثل بالآية (وإلى الأرض كيف سطحت)، والاستدلال بها على كون الأرض مسطحة، فأقول:
أولاً: إن هذه الكلمة المسطرة أمامك ليست لمناقشة أبحاث أو أمثلة وإنما هي كلمة عامة لعموم المشتغلين في مثل هذه الأبحاث، وكل مفسر مجتهد في ضمن إطار الأصول العلمية التي اتفق عليها العلماء وما دام هذا الاجتهاد كذلك فهو مأجور، سواء أصاب الحق أم لا، أما الذي يجتهد ويتكلم بالظن دون دراية ولا علم ولا قواعد فهذا آثم سواء أصاب الحق أم لا، ويدل لذلك حديث أبي داود والترمذي وأبي يعلى والطبراني مرفوعاً: (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، وقد تكلم بعض أهل العلم في هذا الحديث ولكن يشهد له أحاديث أخرى وآثار كثيرة موقوفة ومقطوعة وعلى معناه عمل أهل العلم.
ثانياً: أما المثال الذي ضربته يا أخي عمارة ليتك ذكرت قائله من المفسرين المعتمدين وعند ذلك يناقش حسب الأصول العلمية أما أن تتخذ من هذا المثال مطعناً في المفسرين وأنهم لم يثوروا آيات الذكر الحكيم، وأنهم قالوا بظاهر ظنهم فأحسبك يا أخي الودود تعجلت في هذا.
والله ولي التوفيق
ـ[مرهف]ــــــــ[23 May 2009, 09:59 م]ـ
ما زالت كتاباتك تأتي بالمفيد أخانا الأستاذ الدكتور مساعد وفقكم الله ونفع بكم، فأسأل الله أن يستجيب دعاءك ويرفع قدرك، ولي تعليق على المسألة الأولى التي طرحتها، وهذا التعليق للزيادة وهو أن نقد قضية ما لا يعني بالضرورة رفضها وتركها، فالذي ينتقد ما يطرح من أبحاث الإعجاز العلمي والتفسير العلمي لا يعني بالضرورة أنه معارض لأصل القضية، كما أن نقد بحث معين لا يعني تسفيه صاحبه أو انتقاص قدره وإنما تقويم لمساره وللأسف فإن بعض الأخوة يعتبرون أشخاصهم فوق النقد ويربطون أفكارهم وأبحاثهم بذواتهم، وبذلك يكون كل من ينتقد أبحاثهم فإنه بنتقد شخصهم بالذات، فيقابلون هذا النقد بألسنة حداد وبالتسفيه فيخرجون عن أصل الموضوع، وبدل أن يكون الانتصار للحق يصبح الانتصار للذات.
فأسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله مختلفاً علينا فنتبع الهوى.
¥